Page 4 - عدد الجمعة صحيفة الصباح
P. 4
في مواجهة كورونا الجمعة 2020/5/29العدد6230 : www.assabah.ma 4
طريـق الهراوييـن ...شـارع الـدواب
״قطاع״ بعمالة مقاطعة مولاي رشيد بالبيضاء تحول إلى ״رحبة״ للعربات المجرورة
لا تختلف الصورة في الأطراف الجنوبية للبيضاء عن واقع الحال في المداشر النائية ،بل إنها أكثر تخلفا من مراكز حضرية وجماعات قروية مجاورة مثل مديونة وتيط مليل ،التي أصبحت أحياء
راقية بالمقارنة مع القطاع الفاصل بين شارع عبد القادر الصحراوي بعمالة مقاطعة مولاي رشيد والطريق السيار المداري البيضاء آسفي ،بعدما تحولت إلى "قاعة" للعربات المجرورة بالدواب في
اتجاه تراب جماعة الهراويين المجاورة.
إعداد :ياسين ُقطيب -تصوير (أحمد جرفي)
الدواب تجتاح الشارع العام تجمهر في زمن الحجر الصحي
عاصمة "التريبورتور" كثبان نفايات
ف��ي غ�ض�ب�ة م�ل�ك�ي�ة أث��ن��اء ت�دش�ني م�راف�ق ليست مأمورية إعادة النظام إلى القطاع المساكن مع الإسطبلات المغطاة وتلك الممتدة ليست في الشارع نفايات منزلية فقط بل باستثناء مثلث م�ع�زول بفيلات غارقة
وبنيات تحتية ،إذ لم تدم زيارة سابقة للملك مستحيلة ،فقد عمل المسؤولون خلال زيارة في الهواء الطلق كما هو الح�ال في أحياء تفيض أرصفته بمخلفات الباعة المتجولين في بحر الفوضى ،يمتد سوق عشوائي على
أكثر من خمس دقائق ،وهو ما فسر من قبل ملكية على إجلاء كل الأجسام الغريبة عن المجتمعين ف�ي أس���واق ع�ش�وائ�ي�ة لا ي�ت�ردد جانبي شارع عبد القادر الصحراوي وملتقى
المنتخبين والسلطة المحلية بأنه تعبير عن المجال الح�ض�ري ،كما هو الح�ال بالنسبة الهراويين وحي المسيرة. أص�ح�اب�ه�ا ف�ي ق�ط�ع ط�ري�ق ع��ام استبيحت شارع مقداد الحريزي إلى تقاطع شارع عقبة
إلى "ال�ك�راول" وال�دراج�ات الثلاثية الدفع ول��م ت�ص�ل اس�ت�غ�اث�ات ال�س�ك�ان إلا إل�ى حرمته في هذا القطاع العازل ،الذي يجسد ب�ن ن�اف�ع ،ت�ك�اد ت�ت�س�اوى فيه أع��داد البشر
عدم الرضى. (ال�ت�ري�ب�ورت�ور) ،ال�ت�ي ت�ع�د وس�ي�ل�ة النقل مسامع الأمن الذي سارع إلى تدارك الخصاص بجحافل الدواب ،وأزقة تقود إلى نقط سوداء
لكن المسؤولية لا يتحملها المنتخبون الوحيدة لربط الهراويين بباقي المناطق، الكبير وتزايد الاعتداءات والسرقات وترويج مشهد مد الترييف على جوانب المدينة. تكتسحها الأزب���ال وال�ن�ف�اي�ات ،إل�ى ح�د أن
وح��ده��م ،ب�ال�ن�ظ�ر إل��ى أن الم�ن�ط�ق�ة سبق عبر شارع عبد القادر الصحراوي ،باستثناء المخدرات ،بفتح دائرة شرطة تابعة لأمن مولاي يصعب على فرق شركات النظافة الولوج المارة يشعرون وكأنهم يتجولون في ممرات
ل�ه�ا أن ك�ان�ت م�ح�ط ف�ض�ائ�ح ك�ب�رى سيق خط حافلة يتيم ،غالبا ما يقوم سائقوها رشيد ،بملتقى ش�ارع 20غشت والزنقة 40 إل�ى ه�ذا القطاع المح�اص�ر بعربات الخضر مطرح عمومي ،يستلزم وضع الكمامة حتى
إثرها مقدمون وشيوخ وقياد ،إلى زنازين بالالتفاف من أزقة هامشية لعدم التعرض بحي لهراويين ،في محاولة للحد من الظواهر و"ال��ك��راول" و"ال�ت�ري�ب�وت�ورات" ،بالنظر إلى بعد زمن الوباء ،إذ اختفت الحاويات القليلة
ال�س�ج�ون ،وم�ح�اك�م�ات لاس�ت�غ�الل النفوذ، السوداء التي تعرف بها المنطقة ،وتحسين الاحتلال الدائم للملك العام من قبل الدواب تحت كثبان نفايات متراكمة تتحدى شركات
والمساعدة على تنامي البناء العشوائي، للصوص ولركاب غير مرغوب فيهم. ظروف الاستقبال والارتفاق والتفاعل بسرعة التي تضع المقاطعة في المقدمة من حيث عدد
وتسببت سريالية المنطقة للمسؤولين رؤوس الخيل والبغال والحمير ،إذ تتجاور النظافة والسلطات والمجالس المحلية.
وهو ما يكلف الدولة خسائر مهمة. مع احتياجات المواطنين.
أكبر أسطول لـ"التريبورتورات" في البيضاء حروب الأحياء تجمعات عشوائية للباعة المتجولين
أمواج "السويقات" ينفجر الوضع أحيانا وتتحول "السيبة" فشل كل المحاولات
إل�ى مواجهة بين تج�ار مخدرات أو حتى في
وإذا كان الالتزام بإجراءات الطوارئ الصحية والامتثال للتدابير الاحترازية ما بين الجيران بالأسلحة البيضاء ،وأحيانا أدى ق���رب س���وق ال�س�م�ك وان���ع���دام س��ي��ارات
التي أقرتها الدولة في مواجهة فيروس كورونا هوالمشهد الغالب في جل مناطق مواجهات بين أحياء في ما بينها تكسر خلالها النقل الم�زدوج في اتج�اه دواوي�ر الجماعة القروية
البيضاء ،فإن الوضع يبدو مختلفا في هذه المنطقة التي تعيش تسيبا وفوضى المحلات التجارية ويهشم زجاج السيارات ،قبل للهراويين ،إلى تعاظم أسطول الدراجات الثلاثية
تجعلها بعيدة تماما عن كل ماله علاقة بالحجر الصحي ،إذ تغيب مقتضيات أن تتدخل عناصر الشرطة لاستتباب الأم�ن، ال�ع�ج�الت ،وع�رب�ات تج�ره�ا دواب ،بكل أصنافها
حالة الطوارئ الصحية أرصفة شارع عبد القادر الصحراوي خاصة في الجهة مستعينة بالرصاص الحي في بعض الأحيان. الم�ت�ن�وع�ة ،ب���دءا ب�ت�ل�ك الخ�اص�ة ب�ن�ق�ل الأش�خ�اص
العليا ،التي تختبئ فيها أحياء عشوائية خلف بنايات في الواجهة تحاصر ولا يتعلق الأمر بفئة صغيرة من الوافدين (الكراول) ومنها الخاصة بالبضائع ،وأخرى تتجول
إقامات حديثة البناء غارقة بين أمواج "السويقات" وتجمعات "الكرارس". م�ن خ��ارج الم���دار الح�ض�ري ،بالنظر إل��ى أن في الأزقة الضيقة المحتلة من قبل الباعة المتجولين.
وه�ن�اك غ�ي�اب ش�ب�ه ت��ام لارت���داء ال�ك�م�ام�ات الطبية داخ��ل أزق��ة تضم الاتجار في المخدرات ،وما ينجم عنه من سرقات وتتسبب العربات في العديد من الحوادث ،وفي
ع ����������ل ����������ى تجمعات وأس�واق�ا تحجب المح�الت التجارية واعتداءات بالأسلحة البيضاء ،أصبح مصدر عرقلة السير ،علما أنها لا تتوفر على أي تأمين،
مرأى ومسمع من السلطات العمومية عيش أعداد كبيرة من شباب "القطاع" المحروم بالإضافة إلى تعرض ال�دواب لإصابات بالغة ،في
التي تراقب خرقا جماعيا للحجر ظل انعدام أقسام بيطرية ،ولا حتى وسائل نقلها من
دون أن ت��ت��ح��رك ل�ت�ط�ب�ي�ق من أبسط المرافق الاجتماعية والثقافية.
القانون وزج�ر المخالفين ، ويدافع المسؤولون عن إخفاقهم في ضمان مكانها وإخلاء الشارع العام.
خاصة بعدما ازداد الأمر ال�ن�ظ�ام ال��ع��ام ،ب�ق�ل�ة الإم�ك�ان�ي�ات للنهوض وتخلف الآلاف من العربات أطنانا من الأزب�ال
خ��ط��ورة خ�ل�ال الأي��ام بالبنيات التحتية ال��ق��ادرة ع�ل�ى استيعاب وروث البهائم ،توصلت مصالح ولاي��ة البيضاء
الماضية ج��راء ،قيام الشباب التائه بين تجارة "الفراشات" ومقاهي بخصوصها بالعديد من شكايات المواطنين ،تطالب
محلات بيع الملابس الشيشة التي تزيد الوضع تسيبا ،خاصة أن بضرورة التدخل وفرض احترام القانون ،و مؤاخذة
ال�ت�ج�اري�ة ب�إع�ادة أغلبها يوجد في قلب إق�ام�ات سكنية يتركز سائقي العربات المجرورة بالحمير والبغال ،الذين
ف���ت���ح أب���واب���ه���ا معظمها حول شارع عبد القادر الصحراوي ،إذ يساهمون في تلويث الشارع ونشر الروائح الكريهة.
أم�����ام الم��واط��ن�ي�ن يسمح لها في الأيام العادية باستقبال زبنائها وتسعى أغ�ل�ب الجمعيات المهتمة بالمحافظة
ال�����راغ�����ب��ي��ن ف��ي على البيئة ،للتدخل وتقييم الخسائر ،ووضع جرد
اق��ت��ن��اء م�الب�س إلى الفجر. على مستوى الشوارع والأزق�ة ،التي تمر منها كل
ال��ع��ي��د ،ف���ي ظ�ل هذه العربات ،وتطالب بضرورة الشروع في تحرير
ع��������دم اح�����ت�����رام خيل وبغال وكلاب ضالة مخالفات خاصة ،لكن رغم الحملات التي يخوضها
م��س��اف��ة ال�ت�ب�اع�د أعضاء تلك الجمعيات بين سائقي تلك العربات،
الاجتماعي. للتحسيس بأهمية تثبيت الأكياس الوقائية على
ال�دواب وتنظيف الأماكن التي يشتغلون بها ،فقد
باءت كل المحاولات بالفشل.