Page 10 - عدد السبت الأحد صحيفة الصباح

‫نحن ورمضان‬ ‫السبت ‪ -‬الأحد ‪ ٢٠٢٠/٥/٣-٢‬العدد‪٦٢٠٨ :‬‬ ‫‪www.assabah.ma‬‬ ‫‪10‬‬

‫كنت وزيرا ‪1‬‬ ‫(الحلقة السابعة)‬ ‫يوميات درب مولاي الشريف‬

‫يتيم‪ ...‬عاشق "المدلكة"‬ ‫ذاكرة محمد فكري‪ ،‬أحد قيدومي مناضلي اليسار الجديد‪ ،‬تشبه التنظيمي‪ ،‬وفي خطه السياسي‪ ،‬وفي تجدد أجيال من مناضليه‪ ،‬من‬

‫سلسلة تتناول شخصيات من عالم السياسة والتقنوقراط و"المصبوغين"‬ ‫خلال حلقات يستعيد فيها بعض الشذرات المتفرقة من أيام وليالي‬ ‫مجلدا ضخما‪ ،‬بقي على الرفوف‪ .‬كان قدر هذا المناضل الكتوم‪،‬‬
‫تولت مناصب وزارية‪ ،‬وقذفت بها التطورات خارج الحكومة‪ .‬نرصد كيف‬
‫جاءت وكيف ذهبت؟ وماذا تعمل الآن؟ هل أثر المنصب الوزاري في وجودها‬ ‫درب مولاي الشريف‪ ،‬والتي تشكل مقدمة لكتابة مذكرات‬ ‫الفاعل خارج منصات التناظر والخطابة‪ ،‬أن يعيش ويرافق‪ ،‬منذ‬
‫داخل المشهد السياسي؟ كيف كانت وكيف أصبحت؟ هل توارت إلى الخلف أم‬
‫تستعد لمناصب جديدة؟ بورتريهات لوزراء كانوا في الوزارة واليوم منهم‬ ‫تعزز خزانة ما يعرف بـأدب السجون‪ ،‬وهي حلقات لا تخلو‬ ‫بداية شبابه‪ ،‬جل محطات الانعطاف في تاريخ الحركة الوطنية‬
‫من يشتغل ومنهم من أصبح عاطلا‪ ..‬بعضهم ينتظر "حظ" عثمان الفردوس‬
‫من حكي يمزج بين السخرية اللاذعة والإيمان القوي بالقضايا‬ ‫التقدمية واليسارية‪.‬‬
‫وبعضهم يئس من الحكومة بشكل نهائي‪...‬‬
‫عبد الله الكوزي‬ ‫التي اعتنقها جيل من الشباب‪ ،‬وأدى في سبيلها ضريبة الاعتقال‬ ‫"الصباح" فتحت سجل ذاكرة هذا المناضل شديد‬

‫لسنوات‪ ،‬في مرحلة ما يعرف بسنوات الجمر والرصاص‪.‬‬ ‫التواضع‪ ،‬والذي عاش على مدى أزيد من نصف قرن‪،‬‬

‫شاهدا صموتا على تحولات كبرى في جسد اليسار‬
‫إعداد‪:‬برحوبوزيانيمن درب مولاي الشريف إلى غبيلة‬
‫قاضي التحقيق اكتفى بسرد التهم الثقيلة ولم يكن يهتم بمعرفة الجواب‬

‫حـراس الحي‪ ،‬الـذي سنقيم فيه والـذي‬ ‫بـعـد كـتـابـة المـحـاضـر وطـبـخ التهم‬
‫يسمونه‪ ،‬ويا الغرابة " الحي الأوربي"‪،‬‬ ‫وتـكـيـيـفـهـا‪ ،‬أخـبـرنـا قـــدور الـيـوسـفـي‬
‫هــذا الـشـخـص اسـمـه الــعــاود‪ ،‬ضـخـم‬ ‫بأننا سننقل للسجن‪ ،‬وقـد استبشرنا‬
‫الـجـثـة طـويـل الـقـامـة يمضغ الكلمات‪،‬‬ ‫خيرا بهذا‪ ،‬لأننا أخيرا ستبصر أعيننا‬
‫مـمـا يـجـعـل فـهـم مـا يـتـفـوه بـه صعبا‪،‬‬ ‫ضوء النهار ‪ ،‬وربما تستدفئ أجسادنا‬
‫ومـعـه رئـيـس الـحـراس اسـمـه الصبان‪،‬‬ ‫بأشعة الشمس التي كدنا ننسى شكلها‬
‫مـن لـهـجـتـه فـهـمـنـا أنــه مـراكـشـي‪ .‬كـان‬ ‫ولذة دفئها‪.‬‬
‫هــــذان الــشــخــصــان يــزعــقــان بـصـوت‬ ‫اخـذنـا نـتـخـيـل شـكـل عـيـونـنـا وردة‬
‫مرتفع‪ ،‬قصد إثـارة الرعب في أنفسنا‪،‬‬ ‫فـعـلـهـا‪ ،‬حــن تـقـع عـلـى ضــوء الـنـهـار‬
‫ولـلـتـدلـيـل أن لا فــرق بـن مـخـفـر درب‬ ‫وتـواجـه أشـعـة الـشـمـس لأول مــرة‪ ،‬بعد‬
‫(أرشيف)‬ ‫محمد يتيم‬ ‫مــــولاي الــشــريــف وســجــن غـبـيـلـة فـي‬ ‫أن حـرمـنـا مـنـهـا لمــا يــقــرب مــن سـنـة‪..‬‬
‫طـريـقـة المـعـامـلـة‪ ..‬نـحـن فـي الـحـقـيـقـة‪،‬‬ ‫فـي أحــد الـصـبـاحـات‪ ،‬حـلـقـوا لـنـا شعر‬
‫لم يكن محمد يتيم يطمع في أكثر من "موظف بسيط"‪ .‬ما كان يـدور في‬ ‫قابلنا طريقة استقبالهم بالابتسامة‬ ‫رؤوسنا التي كانت مرتعا للقمل يسرح‬
‫يكون كاتبا‪.‬‬ ‫خلدده ّوفنيبيوضمعممنقااللأاياتموأمننيأكوشنهروهزاير"اا‪.‬لعحقللمهوالتلنقخل عصنفد ايبأنن‬ ‫والـسـخـريـة‪ .‬كــان أحــد رفـاقـنـا يحمل‬ ‫فيها على هواه‪ ،‬ثم بعد ذلك‪ ،‬سلموا لنا‬
‫في‬ ‫تيمية"‪ ،‬نشره‬ ‫فـي يـديـه مـصـحـفـا سـلـم لـه فـي مـولاي‬ ‫الملابس التي كنا نرتديها حين اختطافنا‪،‬‬
‫مجلة الفرقان التي كان يرأس تحريرها سعد الدين العثماني قبل أن يصبح‬ ‫الـشـريـف‪ ،‬ولمــا رآه الـعـاود خـطـفـه منه‬ ‫وقــد كـنـت أرتــدي قـمـيـصـا اشــتــراه أحـد‬
‫معنديدرماهات‪.‬أأبـسنـساءتال"اعلداجلمةاعواةلاتلنإمسيلةامميتةي"مبودانيةب اشليثمخا انليإناسـتامكاالنـذعيمركهّفرحالوالعاليمي‪6‬ن‪.2‬‬ ‫بطريقة همجية‪ ،‬وبزعيق شبيه بصوت‬ ‫الــرفــاق مــن ســوق المــابــس المـسـتـعـمـلـة‬
‫سنة‪ .‬ورغم ذلك وضعه عبد الإله بنكيران على رأسها‪ .‬رئيس الحكومة المعزول‬ ‫الـذيـب‪ ،‬بـمـا مـفـاده أنـنـا هـنـا لا حـرمـة‬ ‫(خاص)‬ ‫سجن غبيلة‬ ‫شـبـيـه لمــا يـرتـديـه الــجــنــود‪ ،‬وبـسـبـبـه‪،‬‬
‫لدينا لأحد‪ ،‬سواء حمل في يديه قرآنا‬ ‫أكلت "طرحة ديـال للعصا" وسب وشتم‬
‫والأمين العام السابق للحزب كان متهما بالتخابر مع البوليس‪ .‬لم يكن مقبولا‬ ‫أو أنـجـيـا أو زبــورا أو أي شـيء آخـر‪.‬‬ ‫سرية هي "‪ 23‬مارس‪ ،‬ولنخدم الشعب‪،‬‬ ‫اولرعبـديمـدامظـنانـلرواف‪،‬اأقوالمشـخِّبتـهطلفـيهـنم‪،‬ه أذانــاله لحيذاء‪.‬س‬ ‫وأسـئـلـة عـن مـصـدر هـذا الـقـمـيـص‪ ،‬ومـن‬
‫لرئاسة الحركة‪ .‬لكن من دهائه دفع بواحد من عناصره‪ ،‬إنه عاشق المدلكة سي‬ ‫قـالـوا لـنـا "الآن سـتـذهـبـون لـلـحـمـام"‪،‬‬ ‫وإلـى الأمـام‪ ،‬وطبع وتوزيع منشورات‬ ‫صـدفـة أن يـكـون هـذا الـعـدد مـن الناس‬ ‫أيـن أتـيـت بـه‪ ،‬ولـم يـريـدوا الاقـتـنـاع بما‬
‫محمد يتيم‪.‬‬ ‫واعـتـقـدنـا أنـهـم يـريـدونـنـا أن ننظف‬ ‫مــن شـأنـهـا الإخــــال بــالأمــن الــعــام"‪.‬‬ ‫يـنـتـعـلـون الــحــذاء نـفـسـه شـكـا ولـونـا‬ ‫قلته‪ ،‬ربما كـانـوا يظنون‪ ،‬أو يعتقدون‪،‬‬
‫عندما "سرق" الإسلاميون نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب من أتباع‬ ‫أجـــســـادنـــا مــــن وســـــخ مــخــفــر درب‬ ‫الـحـقـيـقـة أقـــول‪ ،‬صـدمـت بـهـذه الـتـهـم‬ ‫أغلق هذا القوس‪ ،‬وأعود لأقول‪ ،‬سلمونا‬
‫عبد الكريم الخطيب‪ ،‬طردوا عبد السلام المعطي ووضعوا مكانه محمد يتيم‪.‬‬ ‫مـــــولاي الـــشـــريـــف‪ ،‬ولــكــنــهــم دخــلــوا‬ ‫الثقيلة‪ ،‬وساورتني الشكوك بأن الذي‬ ‫مـابـسـنـا وشـحـنـونـا فــي سـيـاراتـهـم‪،‬‬ ‫أنني أنتمي الى خلية عسكرية‪.‬‬
‫دائـمـا فـي طـور الإعـداد للمستقبل‪ .‬إذا كـان هناك مـن ميزة لـدى بنكيران هو‬ ‫مـعـنـا لمــا ســمــوه حــمــامــات‪ ،‬وطـلـبـوا‬ ‫قـرأ عـلـي هـذه الـتـهـم‪ ،‬هـو فـعـا قاضي‬ ‫ووجـــدنـــا أنـفـسـنـا فـــي قــبــو مـحـكـمـة‬ ‫وعلى ذكر ما حدث لي مع القميص‬
‫وفاؤه لمن يخدمه‪ .‬يتيم‪ ،‬والخلفي وآخرون‪.‬‬ ‫مـنـا إزالـــة مـابـسـنـا‪ ،‬واحـتـفـظـنـا بما‬ ‫التحقيق همه الـوصـول للحقيقة‪ ،‬لقد‬ ‫الاسـتـئـنـاف بــالــدار الـبـيـضـاء‪ ،‬مكثنا‬ ‫الـعـسـكـري‪ ،‬أتـذكـر فـي بـدايـة وجـودنـا‬
‫لم يكن يحلم يتيم بمنصب أقل من الوزير من النصف لكنها الدنيا تعطي‬ ‫يـسـتـر الــعــورة‪ ،‬فـزعـق الــعــاود "حـيـدو‬ ‫اكـتـفـى بـسـرد الـتـهـم الـثـقـيـلـة‪ ،‬ولـم يكن‬ ‫هـنـاك لـسـاعـات‪ ،‬ثـم أخـذونـا وأدخـلـنـا‬ ‫بـالمـدرب‪ ،‬أتـوا فـي أحـد الـصـبـاحـات‪ ،‬أو‬
‫كيفما تشاء‪ .‬لكن الصدفة عملت لصالحه وأصبح وزيرا وسلم النقابة لأستاذ‬ ‫كــل شــي حـتـى الـسـلـيـب"‪ ،‬ظـنـا مـنـهـم‬ ‫يهتم بمعرفة الجواب أو تحري الحقيقة‪،‬‬ ‫لأحـد المـكـاتـب‪ ،‬وجـدنـا شخصا جالسا‬ ‫الليالي‪ ،‬فلا فرق لدينا بينهما‪ ،‬وبدؤوا‬
‫التربية الإسلامية عبد الإله الحلوطي‪ ،‬عضو مكتب مجلس المستشارين‪.‬‬ ‫أنـهـم سـيـهـزمـونـنـا‪ ،‬ويـجـعـلـونـنـا نفقد‬ ‫من هنا أخذنا الى سجن غبيلة‪ ،‬وللعلم‬ ‫وراء مكتبه وأمـامـه أكـوام مـن الملفات‪،‬‬ ‫فــي جـمـع أنــــواع مــن الأحـــذيـــة‪ ،‬وأخــذ‬
‫الجماعة الإسلامية والإصـاح والتجديد والتوحيد والإصـاح فـي بني‬ ‫الـثـقـة بـأنـفـسـنـا‪ ،‬والـعـكـس هــو الــذي‬ ‫فـغـبـيـلـة اســـم مــقــبــرة‪ ،‬عـلـى مــا أظــن‪.‬‬ ‫بـادرنـا بـالـقـول "أنـتـم الآن أمـام قاضي‬ ‫أصـحـابـهـا لاسـتـجـوابـهـم والـتـحـقـيـق‬
‫ملال من أكتاف محمد يتيم‪ ،‬هو الذي رعاها وما زال‪.‬‬ ‫حـدث‪ ،‬هـذه المعاملة الهمجية‪ ،‬زادتـنـا‬ ‫كـنـا نـتـوهـم أن المـعـامـلـة فــي الـسـجـن‬ ‫التحقيق‪ ،‬اطمئنوا ولا تخافوا"‪ .‬وبدأ‬ ‫معهم حول مصدرها ومن أين اقتنوها‪.‬‬
‫كـان معلما نـواحـي أزيــال‪ .‬لحسن‬ ‫إصـرارا على المقاومة وعدم الاستسلام‬ ‫سـتـخـتـلـف‪ ،‬شـكـا عـلـى الأقــل‪ ،‬عـلـى ما‬ ‫في سرد التهم‪ :‬أنت فلان الفلاني‪ ،‬متهم‬ ‫في ذلك الوقت‪ ،‬انتشر نوع من الأحذية‬
‫بـوعـرفـة‪ ،‬الـفـاعـل الـجـمـعـوي لـه رأي في‬ ‫كـانـت عليه فـي درب مــولاي الـشـريـف‪،‬‬ ‫بـمـحـاولـة قـلـب الـنـظـام‪ ،‬والمــس بـالأمـن‬ ‫خـفـيـفـة وعـمـلـيـة‪ ،‬تـتـشـابـه فــي الـلـون‬
‫الـقـصـة‪ .‬قصة نقله لـن تـكـون أصـغـر من‬ ‫من هنا سأبدأ يوميات غبيلة‪.‬‬ ‫ولــكــن ســرعــان مــا تــبــدد هــذا الــوهــم‪،‬‬ ‫الـداخـلـي لـلـدولـة‪ ،‬وتـكـويـن جـمـعـيـات‬ ‫والـشـكـل (الــــدان)‪ ،‬بـالـصـدفـة كــان عند‬
‫سقط في غرام‬ ‫حصوله على ديبلوم الـدراسـات العليا‬ ‫حــن وجــدنــا فــي اسـتـقـبـالـنـا رئـيـس‬
‫مــن كـلـيـة عــلــوم الــتــربــيــة لــكــن بـرتـبـة‬
‫متدنية‪ .‬حينها قـال إن اللجنة لـم تـراع مدلكة فسقط‬ ‫سرقة غريبة يشهدها البلاط الملكي‪ ،‬تفجرت فصولها بداية وكشفت التحقيقات أزيد من ‪ 20‬شخصا تورطوا في النازلة‪،‬‬ ‫لصوص‬
‫عـــدم تــفــرغــي‪ .‬وواقــــع الــحــال أنـــه كـان‬ ‫السنة الجارية‪ ،‬بعدما أوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية‪ ،‬واستحقوا لقب "لصوص البلاط"‪ ،‬فاغتنوا من عائدات السرقات‪،‬‬

‫مـتـفـرغـا لـلـدعـوة الـتـي بـنـاهـا بـنـكـيـران‪ .‬من الطابق السابع‬ ‫خادمة بالقصر الملكي بالرباط وسلا‪ .‬استولت الموقوفة على أزيد وقاموا بتبييض المتحصل عليه في المنقولات والعقارات‪.‬‬ ‫البلاط‬
‫نــودي عليه وزيــرا للتشغيل والإدمــاج‬
‫المهني‪ .‬فلا هو اهتم بالتشغيل ولا هو‬ ‫إنجاز‪ :‬عبد الحليم لعريبي‬ ‫من ‪ 36‬ساعة باهظة الثمن من داخل غرف البلاط‪ ،‬عبر مراحل‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫قيسارية بفاس لتصريف المسروقات‬
‫للحكومة‬ ‫اهتم بالإدماج المهني‪.‬‬
‫ظـهـر مـــرة وهـــو يـتـكـئ عـلـى عـكـاز‬
‫نتيجة إصابته في رجله‪ .‬إصابة ستغير‬
‫مسار حياته‪ .‬سيسقط في حب مدلكته‪.‬‬
‫سيطلق زوجته بعد سنوات طويلة من الـزواج‪ .‬تم تسريب صـوره مع الفتاة‬ ‫صاحب محل لبيع المجوهرات بالعاصمة العلمية اقتنى ‪ 11‬ساعة مسروقة بأربعة ملايين‬
‫المدلكة بـبـاريـس‪ .‬كـان يقبض فـي يـدهـا‪ .‬لـو فعلها أي رجـل آخـر لكان عاديا‪.‬‬
‫لكن يتيم ينتمي لحركة دينية تحرم مصافحة الفتيات‪ .‬مجرد المصافحة حرام‬
‫ومعصية إلا للضرورة‪ .‬والضرورات تبيح المحظورات كما يقال‪ .‬فما الضرورة‬ ‫وذلـك عبر دفـعـات بمبالغ مالية تـراوحـت مـا بـن أربعة‬ ‫نظرا لهزالة مردود بيع مسروقات القصر الملكي لتاجر سلا‪،‬‬
‫ملايين سنتيم وأربعة ونصف المليون سنتيم‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫اقـتـرح المـسـتـخـدم بـشـركـة المـكـيـفـات الاصـطـنـاعـيـة بـالـقـصـر على‬
‫التي أباحت ليتيم أن يتأبط ذراع فتاة سقط في عشقها؟‬ ‫إزالــة ميكانيزمات ومـكـونـات الـسـاعـات الـيـدويـة الـتـي لا‬ ‫خليلته سكينة تحويل الوجهة نحو قيساريات بيع المجوهرات‬
‫سقط في غرام مدلكة فسقط من الطابق السابع للحكومة‪ .‬في أول تعديل‬ ‫بفاس‪ ،‬من أجل الحصول على أموال أكثر من عائدات بيع الساعات‬
‫خرج مطرودا‪ .‬عوضه الشاب محمد أمكراز‪ .‬ولأن يتيم لا يترك حقه فقد أسقط‬ ‫تتوفر على مادة الذهب‪.‬‬ ‫الـيـدويـة الـفـاخـرة‪ ،‬فـوافـقـتـه الــرأي‪ ،‬وبـعـدهـا أخــذ خـط تـصـريـف‬
‫لـكـن حـيـنـمـا تـفـجـرت الـفـضـيـحـة وســقــط عــدد مـن‬ ‫المسروقات اتجاها آخـر بالتعامل مع مجوهراتي شهير‪ ،‬يقصده‬
‫الشاب مصطفى بابا من رئاسة لجنة الإعلام بالحزب‪.‬‬ ‫المتورطين‪ ،‬اختفى المجوهراتي عن المدينة‪ ،‬وداهـم ضباط‬ ‫ذوو النفوذ بالعاصمة العلمية للمملكة لاقتناء مختلف الحلي‪.‬‬
‫لم يحصل عليها مجانا‪ .‬خاض من أجلها حروبا ضروسا‪ .‬قاتل بكل ما‬ ‫مـن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بيته دون جـدوى‪،‬‬ ‫اكـتـشـف المـحـقـقـون أن مـجـوهـراتـي فــاس كــان عـلـى عـلـم بـأن‬
‫أوتي من قوة‪ .‬هدد الجميع بقلب المعبد على من فيه‪ .‬هدد بإخراج ملفات إلى‬ ‫وظـلـوا يـتـرصـدون بمحيط مـتـجـره‪ ،‬فـاكـتـشـفـوا أنـه توجه‬ ‫المسروقات تعود إلى شخصية سامية في البلاد‪ ،‬وأن خادمته خانت‬
‫إلـى نـواحـي تـاونـات للتواري عـن الأنـظـار‪ ،‬فـحـرروا فـي حقه‬ ‫الأمانة‪ ،‬لكن جشعه دفعه إلى التعامل معها‪ ،‬أملا في تحقيق ثروة‬
‫العلن‪ .‬الثمن واحد لا ثالث له‪ :‬الحصول على رئاسة لجنة الإعلام بالحزب‪.‬‬ ‫مـذكـرة بـحـث عـلـى الصعيد الـوطـنـي بتعليمات مـن الوكيل‬ ‫مالية سريعة‪ ،‬ووظـف الأمـوال المتحصل عليها بعد إذابـة الساعات‬
‫لجنة مهمة جدا‪ .‬تترك صاحبها على معرفة دقيقة بأحوال الحزب‪ .‬وأكثر‬ ‫العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط‪ ،‬وبعد أسبوعين‬ ‫وصهر الذهب منها في عقارات وأغراض أخرى‪ ،‬ليظهر عليه الثراء‪،‬‬
‫مـن ذلـك أن الـوزيـر السابق لـه زوجـة جـديـدة مقبلة على الـحـيـاة‪ .‬يحتاج إلى‬ ‫من إحالة شركائه ‪ 15‬على النيابة العامة التي أودعتهم رهن‬ ‫وبـات لا يحضر إلـى محله إلا فـي أوقـات مـحـددة‪ ،‬كما بـات يساعده‬
‫فائض مـال كي يرضي فتاته المدلكة والمدللة‪ .‬لجنة الإعـام بالحزب يحصل‬ ‫الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني العرجات بسلا‪ ،‬أوقفته‬ ‫أشخاص آخرون في ترويج الحلي واستقبال الزبناء بمحله وسط المدينة العتيقة‪.‬‬
‫رئيسها وبعض مسؤوليها على تعويض محترم جدا‪ .‬هكذا يكون القتال في‬ ‫الفرقة الوطنية واقتادته إلى مقر مكتبها بالبيضاء‪ ،‬ليعترف بجميع التفاصيل المثيرة‬ ‫واصلت سكينة سرقة الساعات الباهظة الثمن وسلمتها إلى عشيقها العامل بشركة‬
‫سبيل الله‪ .‬جهاد من نوع خاص‪ .‬صاحبه يختفي عن أنظار البوليس في بداية‬ ‫حول علمه المسبق بأن الساعات اليدوية الباهظة الثمن تعود إلى القصر الملكي‪ ،‬وبأنها‬ ‫المكيفات الاصطناعية بالقصر‪ ،‬فبات يتوجه باستمرار إلى العاصمة العلمية للمملكة‬
‫الثمانينات بضعة أشهر‪ .‬يصبح نقابيا كبيرا دون أن ينتمي لأي خلية نقابية‬ ‫موضوع سرقة من قبل الخادمة‪ ،‬مضيفا أنه استخلص كميات مهمة من الذهب أصاغه‬ ‫على متن السيارة التي اقتنتها له شريكته في الجريمة‪ ،‬ولم يجد صعوبات في تسويق‬
‫في التعليم‪ .‬يصبح وزيرا بتقاعد مريح‪ .‬مسؤول عن لجنة الإعلام بتعويض‬
‫محترم‪ .‬لا يتم نشر شـيء في موقع الحزب وصفحاته على مواقع التواصل‬ ‫من جديد‪ ،‬وأعاد بيعه مستفيدا من عائدات مالية مهمة‪.‬‬ ‫المسروقات‪.‬‬
‫وأحيل تاجر فاس على المحكمة التي فصلت قضيته عن ملف ‪ 15‬موقوفا‪ ،‬وعرض‬
‫الاجتماعي إلا بإذنه‪.‬‬

‫واقتنى تاجر فـاس ‪ 11‬ساعة يـدويـة تعود ملكيتها للقصر الملكي بالرباط وسـا‪ ،‬وحيدا أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية‪.‬كورونا ليس فيروسا قويا‬
‫الرحالي ‪...‬العين الطبية ‪1‬‬
‫الطبيب المغربي بقطر قال إن خطة المملكة لمواجهة الوباء خففت الأضرار‬ ‫تتغير العادات والطقوس في‬
‫رمضان‪ ،‬ويجد الإنسان نفسه‬
‫فـي كـل المـدن وأقاليم المملكة‪ ،‬وهـي جهود جعلتنا نتفادى‬ ‫> يمكن أن نعطي بعض الأرقـام التي يمكن أن تساعدنا‬ ‫> هل كنت تتوقع أن يحدث فيروس كورونا كل هذه الأزمة؟‬ ‫في حيرة حول كيفية تدبير‬
‫مصير عدد من الدور كما قلت‪.‬‬ ‫وتجعلنا متفائلين بعض الـشـيء‪ ،‬فمثلا هـنـاك ‪ 80‬فـي المائة‬ ‫> فـعـا‪ ،‬فـرغـم أن كـورونـا فـيـروس عـاد‪ ،‬لـكـن المشكلة في‬ ‫مجموعة من المواضيع المرتبطة‬
‫من المصابين تكون أعراضهم خفيفة‪ ،‬مثل الزكام والأنفلونزا‪،‬‬ ‫أنـه فيروس جديد‪ ،‬لا نعرف شيئا عنه‪ ،‬وأجسامنا لا تعرف‬ ‫بصحته وحياته في هذا الشهر‪،‬‬
‫في سطور‬ ‫تمر بسرعة‪ ،‬وخمسة في المائة تظهر عليها أعـراض خطيرة‪،‬‬ ‫شيئا عنه أيضا‪ .‬لم نعد له دواء ولا لقاحا‪ ،‬لأنه ظهر بطريقة‬ ‫خصوصا برنامج التغذية أو النشاط‬
‫الاسم‪ :‬علاء الدين الرحالي‬ ‫تستدعي التنفس الاصـطـنـاعـي أو الإنـعـاش‪ ،‬ونـسـبـة الـوفـاة‬ ‫فجائية‪ ،‬والمشكل الثاني هو أنه ينتقل بطريقة سريعة جدا‪،‬‬ ‫الرياضي‪ .‬ويأتي رمضان في ظروف‬
‫ليست كبيرة‪ ،‬فرغم أن الأرقام تخيفنا‪ ،‬إلا أن نسبة الوفاة هي‬ ‫وهـذا هـو الأمـر الصعب فـيـه‪ ،‬وعـدا هـذا لا يمكن أن نـقـول إنه‬ ‫خاصة‪ ،‬بسبب تزامنه مع فترة‬
‫تاريخ ومكان الميلاد‪ 5 :‬مارس ‪ 1977‬بالقنيطرة‬ ‫‪ 2‬في المائة‪ ،‬فيما يقتل السارس ‪ 10‬في المائة‪ ،‬وهناك أمراض‬ ‫الحجر الصحي‪ ،‬الناجم عن انتشار‬
‫حاصل على الدكتوراه في الطب بالرباط‬ ‫أخرى نسبة الوفيات بسببها أكبر بكثير‪ ،‬كالسرطان وأمراض‬ ‫فيروس قوي‪ ،‬أو كبير المقاومة‪.‬‬ ‫فيروس "كورونا"‪ ،‬لتكثر الأسئلة‬
‫شهادة الطب العسكري بالرباط‬ ‫الـقـلـب وداء الـسـكـري يـقـتـل أكـثـر مـن كــورونــا‪ ،‬لـكـن خـطـورة‬ ‫> لكنه تسبب في وفيات كثيرة وأوقف كل الأنشطة؟‬ ‫ويصبح رأي الطبيب أكثر أهمية‪،‬‬
‫شهادة الطب الرياضي في رين بفرنسا‬ ‫> فعلا‪ ،‬والمشكلة‪ ،‬كما قلت‪ ،‬تكمن في أنـه ينتقل بطريقة‬ ‫وهو ما سنحاول التطرق إليه‪ ،‬في‬
‫شهادة طب الشغل بالدار البيضاء‬ ‫كورونا‪ ،‬كما قلت‪ ،‬هي العدوى وسرعة الانتقال‪.‬‬ ‫سـريـعـة حــدا‪ ،‬و أن ‪ 50‬فـي المـائـة مـن المـصـابـن بـالـفـيـروس لا‬ ‫حلقات مع الدكتور علاء الدين‬
‫> ما تقييمك لخطة المغرب لمواجهة انتشار الفيروس؟‬ ‫تظهر عليهم أي أعراض‪ ،‬يعني أنهم ينقلون المرض بطريقة لا‬ ‫الرحالي‪.‬‬
‫شــــــــــــــــهــــــــــــــــادة طــــــــــــــــب الـــــــــــــحـــــــــــــالات‬ ‫> أولا‪ ،‬لا بــد مــن الإشــــارة إلــى المــوقــف الـنـبـيـل لـجـالـة‬ ‫نتحكم فيها‪ .‬أي واحـد منا يمكنه أن يكون حاملا للفيروس‪،‬‬
‫الـــــخـــــطـــــيـــــرة والـــــــــــطـــــــــــوارئ فــــــــي المـــــاعـــــب‬ ‫المـلـك محمد الـسـادس‪ ،‬الـذي فـضـل صـحـة وسـامـة المـواطـنـن‬ ‫ويتنقل بشكل عـاد بـن العمل والأسـرة وغيرها مـن الأمـاكـن‪،‬‬ ‫عبد الإله المتقي‬
‫الــــحــــالــــة الـــعـــائـــلـــيـــة‪ :‬مـــــتـــــزوج وأب لــكــنــزة‬ ‫عـلـى الاقـتـصـاد الـوطـنـي‪ ،‬وأعـطـى أوامــر استباقية لمحاصرة‬ ‫وينقل العدوى‪ ،‬خصوصا في الأيام الأولى التي لم يكن فيها‬
‫(ســــــبــــــع ســــــــنــــــــوات) ويـــــــوســـــــف (ســــنــــتــــان)‬ ‫الفيروس‪ ،‬وهو أمر جنب بلادنا سيناريوهات سيئة سقطت‬
‫عـمـل فـي أنـديـة المـغـرب الـتـطـوانـي وشـبـاب المـسـيـرة‬ ‫فيها دول كبرى‪ ،‬كما لا بد من الإشـادة بالجهود التي بذلتها‬ ‫أي حجر‪.‬‬
‫الأطر الطبية ورجال الأمن والقوات المساعدة والوقاية المدنية‬ ‫> هل يمكن أن نتفاءل بالسيطرة عليه؟‬
‫ونهضة بركان والوداد‬
‫يعمل حاليا بمكرز أسبيتار القطري بالدوحة‬