Page 3 - عدد الخميس صحيفة الصباح
P. 3

‫‪3 www.assabah.ma‬‬                                                                                                                                       ‫الخميس ‪ ٢٠٢٠/٤/٣٠‬العدد‪٦٢٠٦ :‬في مواجهة كورونا‬

  ‫الحسيمة الأكثر انضباطا للحظر‬                                                                                                                         ‫حملات أمنية لمحاصرة المخالفين‬
                                                                         ‫‪ ‬‬                        ‫(عبدالحقخليفة)ليالي رمضان فوق أسطح العمارات‬
‫حافظت الحسيمة‪ ،‬منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية في ‪ 20‬مارس الماضي‪ ،‬ودخولها‬                           ‫شباب يلعبون الكرة وآخرون يجتمعون للتدخين أو لعب "الرامي" للإفلات من دوريات الأمن‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 24‬من الشهر نفسه‪ ،‬على رتبة مشرفة في قائمة المناطق الأكثر انضباطا‬
‫لتدابير الحجر الصحي‪ ،‬إذ لم تسجل بها سوى ‪ 263‬خرقا في ‪ 38‬يوما‪ ،‬بمعدل ‪ 7‬حالات‬                        ‫كرة القدم وآخرون يجتمعون للتدخين أو‬                            ‫أعين الأمن والسلطات المحلية‪.‬‬              ‫إلا أن إعــــان الـحـجـر الـصـحـي جـعـلـهـم‬          ‫لـم يـعـد رمـضـان تـدريـبـا عـن حـرمـان‬
‫في اليوم‪ ،‬وهو رقم صغير جدا‪ ،‬مقارنة بمعدل الخروقات المسجلة وطنيا‪ ،‬الذي يصل ‪1142‬‬                    ‫لعب "الرامي" وكؤوس الشاي تطوف على‬                    ‫مرت ‪ 30‬دقيقة على أذان صلاة المغرب‪،‬‬                  ‫أولـى ضحايا المـكـوث بـالمـنـازل‪ ،‬خـاصـة أن‬          ‫النفس مـن الأكـل والـشـرب والـشـهـوات لمدة‬
                                                                                                  ‫الجميع فـي سـمـر ليلي فـريـد مـن نـوعـه‪،‬‬             ‫ثم فجأة أعلن صراخ جعل الأعناق تشرئب‬                 ‫الـدوريـات المشتركة تجوب كـل الأزقـة‪ ،‬ولا‬            ‫شـهـر‪ ،‬فـفـي زمــن الـحـجـر الـصـحـي أصـبـح‬
                                                                      ‫شخصا‪.‬‬                       ‫خاصة أنهم لا يخفون أنهم لا يتحملون‬                   ‫مـن نـوافـذ تـجـمـع سـكـانـي فـي حـي الألـفـة‬       ‫تـتـوانـى فـي إيـقـاف كـل مـن يـحـاول خـرق‬           ‫تدريبا على الإبداع بكل الوسائل للخروج‬
‫وعزت مصادر طبية هذه المعطيات إلى خصوصية المنطقة‪ ،‬وطبيعة سكانها‪ ،‬الذين لا‬                          ‫الحجر الصحي في رمـضـان‪ ،‬سيما بعد‬                     ‫بـالـبـيـضـاء‪ ،‬بـحـثـا عـن مـصـدر الـصـوت‪،‬‬                                                               ‫إلـى الهواء الطلق‪ ،‬دون الوقوع في قبضة‬
‫يستهويهم التجول كثيرا‪ ،‬حتى في الأيام العادية‪ ،‬خارج فترة الصيف‪ ،‬إذ تتحول المدينة‬                   ‫الإفـطـار‪ ،‬مـا جعلهم يفكرون فـي الهروب‬               ‫فـربـمـا يـتـعـلـق الأمـــر بــإيــقــاف الـشـرطـة‬              ‫قانون حظر التجول الليلي‪.‬‬
‫إلى محج للسياح والوافدين من المغرب وخارجه‪ ،‬كما أن تسجيل إصابات بفيروس كورونا‬                      ‫إلــى الأســطــح لـتـنـظـيـم جـلـسـات الـسـهـر‬                                                           ‫ويـرى عـدد مـن الـشـبـاب‪ ،‬فـي لـقـاء لهم‬                                       ‫رجال الأمن‪.‬‬
‫بالمدينة‪ ،‬منذ الأيـام الأولــى‪ ،‬دفـع الـنـاس إلـى التحفظ فـي الـخـروج إلـى الـشـارع والالـتـزام‬   ‫واللعب رفقة الأصدقاء وأفراد العائلة في‬                   ‫لمراهقين خرقوا حظر التجول الليلي‪.‬‬               ‫ب"الـصـبـاح"‪ ،‬أن الـصـيـام لا يقتصر على‬              ‫لم يهنأ بال شباب بالألفة بالبيضاء‪،‬‬
                                                                                                                                                       ‫بدت أزقة التجمع السكاني مهجورة‪،‬‬                     ‫البعد التعبدي‪ ،‬لكن هناك البعد النفسي‪،‬‬                ‫دون الــعــثــور عـلـى وسـيـلـة تـسـمـح لـهـم‬
          ‫بتدابير الوقاية‪ ،‬مؤكدا أن المنحنى سجل ‪ 13‬إصابة‪ ،‬تعافى منهم خمسة فقط‪.‬‬                                    ‫انتظار موعد السحور‪.‬‬                  ‫مـا زاد فـي حـيـرة الـفـضـولـيـن الـبـاحـثـن‬        ‫الــذي تـظـهـر أهـمـيـتـه خــال هــذه الأيــام‪،‬‬      ‫بـاسـتـنـشـاق الــهــواء‪ ،‬بـعـد أذان المـغـرب‪،‬‬
‫وتأتي آسفي في الرتبة الثانية وطنيا من حيث الانضباط‪ ،‬إذ لم تسجل المنطقة الأمنية‬                    ‫لـم تـعـد حــالات قـضـاء لـيـل رمـضـان‬               ‫عـن مصدر الـصـوت الـذي تـواصـل بحدة‪،‬‬                ‫خاصة أن الحظر الصحي في فترته الأولى‬                  ‫فـحـلـول رمـضـان‪ ،‬و قــرار الـسـلـطـات فـرض‬
‫بها‪ ،‬خلال ‪ 38‬يوما‪ ،‬سوى ‪ 608‬خروقات لحالة الطوارئ‪ ،‬بمعدل ‪ 16‬خرقا في اليوم‪ ،‬علما‬                     ‫فوق الأسطح محصورة‪ ،‬ما دفع كثيرين‬                     ‫قبل الإعلان أنه لشباب جعلوا من أسطح‬                 ‫أنهكهم‪ ،‬قبل قـرار الحكومة إضـافـة شهر‬                ‫حالة الـطـوارئ الصحية بمختلف مناطق‬
‫أن المدينة سجلت‪ ،‬إلى حد الآن‪ ،‬إصابة وحيدة بـ "كوفيد ‪ ،»19‬في ظرف ‪ 56‬يوما‪ .‬واحتلت‬                   ‫إلــى إعـــان تـخـوفـهـم مــن أن تـــؤدي إلـى‬        ‫المـنـازل فضاء لشغبهم الليلي وممارسة‬                ‫آخـر لـفـرض الـطـوارئ الـصـحـيـة لمحاصرة‬             ‫المــغــرب‪ ،‬حــفــاظــا عــلــى الــصــحــة الـعـامـة‬
‫منطقة تـازة الـرتـبـة الـثـالـثـة ضـمـن المـنـاطـق الأكـثـر انـضـبـاطـا بــ‪ 794‬شخصا خـرقـوا حالة‬  ‫إصـبـابـات بـفـيـروس كـورونـا‪ ،‬مـمـا يمكن‬            ‫لـعـب كـرة الـقـدم وتـدخـن الـسـجـائـر‪ ،‬فما‬                                                              ‫لـلـمـواطـنـن‪ ،‬تـفـاديـا لانـتـشـار الـفـيـروس‬
‫الطوارئ الصحية‪ ،‬ثم الرشيدية في الرتبة الرابعة بـ‪ 820‬خرقا منذ دخول الإجـراءات حيز‬                  ‫أن يضرب جهود السلطات في محاصرة‬                       ‫جـدوى المـغـامـرة بـالـشـارع مــادام السطح‬                                   ‫وباء كورونا‪.‬‬                ‫القاتل‪ ،‬جعلاهم‪ ،‬مثل باقي شباب الأحياء‬
‫التنفيذ‪ .‬في الجهة المعاكسة‪ ،‬احتلت البيضاء الرتبة الأولى بـ ‪ 9709‬أشخاص في ‪ 34‬يوما‪،‬‬                 ‫الـوبـاء‪ ،‬فهي لا تقل خـطـورة عـن الـشـارع‬            ‫يـوفـر كـل شــيء‪ ،‬يـقـول شـاب وهـو ينفث‬             ‫ولا يـخـفـي المـتـحـدثـون أن الـتـزامـهـم‬            ‫الشعبية يتخذون الأسطح بديلا للشارع‪،‬‬
‫تليها الـربـاط بـ ‪ ،9406‬ثم القنيطرة بـ ‪ 7936‬شخصا‪ ،‬ومـراكـش بـ ‪ ،6748‬ووجـدة بـ ‪،6059‬‬               ‫والتجمعات العشوائية‪ ،‬في ظل صعوبة‬                                                                         ‫بالمنزل بعد الإفطار أمر في غاية الصعوبة‪،‬‬             ‫الذي أصبح ممنوعا بعد الساعة السابعة‬
                                                                                                  ‫الــتــزام أفــراد الـعـائـلـة بـمـسـافـات الأمــان‬                        ‫دخان سيجارته‪.‬‬                 ‫نـظـرا لحاجتهم المـاسـة إلـى المـشـي لهضم‬            ‫مـسـاء‪ ،‬حـتـى وإن تـوفـرت ورقــة الـخـروج‬
                 ‫وأكادير بـ ‪ ،4658‬تليها سلا بـ ‪ 3959‬وتطوان بـ ‪ 3882‬ومكناس بـ ‪.3796‬‬                ‫وتجنب مخالطة الـجـيـران والـغـربـاء عن‬               ‫بــدت أسـطـح المــنــازل لـيـا مـضـاءة‪،‬‬             ‫الأكـــل‪ ،‬تـجـنـبـا لـلـتـخـمـة الـتـي تـصـيـبـهـم‪،‬‬
‫يوسف الساكت‬                                                                                                                                            ‫فـبـعـض الـشـبـاب قـضـوا أيــامــا مــن أجـل‬        ‫فحسب ادعائهم تتمثل خطة الالتفاف على‬                                           ‫الاستثنائية‪.‬‬
                                                                                                                        ‫الأسرة الواحدة‪.‬‬                ‫إصلاحها ومدها بأسلاك الكهرباء‪ ،‬حتى‬                  ‫الطوارئ الصحية في الصعود إلى سطح‬                     ‫عادة كان مدمنو السجائر والحشيش‬
    ‫حالتان جديدتان بالجديدة‬                                                                       ‫خالد العطاوي‬                                         ‫تصلح لقضاء لياليهم‪ ،‬فمنهم من يلعب‬                   ‫المنزل‪ ،‬باعتباره فضاء للتجمع‪ ،‬بعيدا عن‬               ‫أول المــغــادريــن لمـنـازلـهـم‪ ،‬بـعـد الإفــطــار‪،‬‬

‫أكـدت تحاليل مخبرية‪ ،‬أجريت الجمعة المـاضـي‪ ،‬على ثمانية مخالطين لحالة سابقة‪،‬‬
‫يقطنون دوار «الخربة»‪ ،‬التابع لجماعة سيدي علي بن حمدوش‪ ،‬المتاخمة لأزمـور‪ ،‬إصابة‬
‫اثنين منهم بفيروس كورونا‪ ،‬ويتعلق الأمر بزوج المسنة الهالكة بسبب الفيروس‪ ،‬البالغ من‬

                                     ‫العمر ‪ 78‬سنة‪ ،‬وزوجة ابنها‪ ،‬في عقدها الثالث‪.‬‬
‫وباكتشاف الحالتين الجديدتين‪ ،‬ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بتراب إقليم الجديدة‪ ،‬إلى‬

           ‫‪ ١٣‬موزعة على عشر حالات بالجديدة وثلاث بجماعة سيدي علي بن حمدوش‪.‬‬
‫وأعلنت مندوبية الصحة بالجديدة حالة استنفار‪ ،‬الجمعة الماضي‪ ،‬بـدوار «الخربة»‪،‬‬
‫عقب نبأ وصلها من المندوبية الجهوية للصحة بسوس ماسة‪ ،‬يؤكد إصابة ثلاث قريبات‬
‫للمسنة الهالكة‪ ،‬التي لفظت أنفاسها الأخيرة بالمستشفى الإقليمي بالجديدة‪ ،‬في ‪ 27‬مارس‬
‫الماضي‪ ،‬ويقطن بتراب عمالة إنزكان أيت ملول‪ ،‬وأنهن خالطنها‪ ،‬قبل شهر‪ ،‬لحظة احتضارها‪،‬‬

                                    ‫ومن المرجح إصابتهن بالفيروس بمنزل الهالكة‪.‬‬
‫واضطرت الخلية الوبائية المكلفة بالتصدي للفيروس‪ ،‬إلى إجراء تحاليل مخبرية ثانية‬
‫على الأشخاص الستة الآخرين لقطع الشك باليقين‪ ،‬بينما تجري عملية حصر مخالطيهم في‬
‫المحيط‪ ،‬في وقت قلل مصدر تحدث إلى «الصباح» من خطورة اتساع دائـرة المخالطين‪ ،‬لأن‬
‫الحجر الصحي وقانون الطوارئ حدا من تنقلات قاطني منزل المسنة الهالكة بكورونا‪ ،‬وحالا‬
‫دون تحول دوار «الخربة» إلى بؤرة وبائية‪ .‬وزاد المصدر ذاته أنه تمت مباشرة كل الأماكن‬
‫الإداريـة التي زارتها قريبات الهالكة لاستصدار وثيقة الترخيص بالسفر إلى مقار سكنهن‬
‫بإنزكان أيت ملول‪ ،‬ومنها مقر دائرة أزمور‪ ،‬وتم التأكد من احترام مسافات الأمان والشروط‬

                                                           ‫الاحترازية الضرورية‪.‬‬
‫وارتباطا بذلك‪ ،‬تساءل الكثير من متتبعي الملف عن سبب ظهور خمس حالات إصابة‪،‬‬
‫موزعة بين عمالتي الجديدة وإنزكان أيت ملول‪ ،‬بعد شهر من مخالطة الهالكة‪ ،‬رغم أن مدة‬
‫حضانة الفيروس لا تتعدى ‪ 14‬يوما‪ .‬ورد مصدر طبي تحدث إلـى «الصباح» أن في حالة‬
‫مخالطي دوار «الـخـربـة»‪ ،‬كـان الـبـروتـوكـول الطبي المعتمد‪ ،‬فـي الـبـدايـة‪ ،‬يقتصر فقط على‬
‫الحجر الصحي لمدة ‪ 14‬يوما‪ ،‬وهو ما تم فعلا في حق كل من خالط المسنة الهالكة‪ ،‬ولم تكن‬
‫هناك تحاليل مخبرية لقطع الشك باليقين‪ ،‬بالنظر إلى أن الثقل كله كان على معهد باستور‪،‬‬
‫قبل تعزيز خدمات التحاليل بمختبرات جديدة معتمدة بعدد من المدن‪ ،‬وأن البروتوكول الآن‬

                          ‫يفرض حتما تحاليل مخبرية على كل الحالات المشكوك فيها‪.‬‬
‫عبد الله غيتومي (الجديدة)‬
   1   2   3   4   5   6   7   8