منعت سلطات الرباط مجموعة من النشطاء الحقوقيين من تنظيم وقفة أمام مقر البرلمان، مساء أول أمس (الثلاثاء)، احتجاجا على ما أسموه «سوء تنظيم السلطات السعودية لمناسك الحج، وغياب خطة طوارئ أثناء حدوث الأزمات، وإغلاق المستشفيات في وجه أسر الضحايا، ومنع مسؤولي البعثة المغربية من زيارتها، ومنع الأطباء والممرضين المغاربة من تقديم الإسعافات الضرورية للمصابين، لحظة حدوث فاجعة منى».وأمرت السلطات الأمنية المحتجين بإخلاء المكان، باعتبار أن الوقفة ممنوعة، فيما صدحت أصوات المحتجين باستنكار ما جرى في منى من ممارسات مخلة تهم كيفية التعامل مع ضحايا الفاجعة، مؤكدين أن السلطات السعودية تعاملت بازدراء شديد مع الحجاج المغاربة، من خلال محاصرتهم في مكان ضيق، ومنعهم من السير في اتجاه معين، وتوجيههم إلى نقطة التقاء شارعين صغيرين، ما جعلهم يذهبون ضحية سوء التنظيم الذي أدى إلى حدوث وفيات. كما انتقد المحتجون الطريقة التي تم بها نقل المصابين بدون منحهم أي مساعدة للتنفس الاصطناعي، وترك أغلبهم طريحي الأرض ساعات تحت أشعة شمس حارقة، وممارسة تكتم شديد على ما يجري في المستشفيات، إذ منع الوفد الرسمي من زيارتها، ما أثار الاستياء حول كيفية التعاطي مع المصابين، والخلط بين فاقدي الوعي والمتوفين، ودفن أغلب الذين سقطوا في الفاجعة، حتى قبل إجراء تحليل الحمض النووي، وأخذ البصمات.وانتقد المحتجون صمت السلطات المغربية إزاء ما جرى، وعدم طلب توضيحات من السعودية لمعرفة حقيقة الفاجعة، ومتابعة وضعية المصابين.وفي سياق متابعتها لملف الضحايا، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون، ارتفاع عدد الحجاج المغاربة الذين قضوا في مشعر منى إلى 27 قتيلا، وخمسة جرحى، في حين ما يزال 11 حاجا في عداد المفقودين، بعدما كان عددهم 31 مفقودا.وأوضحت الوزارة أن من بين الوفيات المعلنة ضمن القائمة الجديدة، 8 حالات جديدة كانت ضمن المفقودين، ويتعلق الأمر بمليكة مسادي وعبد المجيد زرزور وفاطنة الصريدي وجناح الحاج وكريمة الجراري وعمر الحنون ومحمد الشفقي ونجية بعلاوي.وعلمت «الصباح» أن حجاجا مغاربة فرضت عليهم العودة إلى المغرب، دون أن يعرفوا مصير أفراد أسرهم، منذ الفاجعة، فيما مددت إقامة البعض، الذين يواصلون البحث عن ذويهم.أحمد الأرقام