هي في مصر، أشهر من "الفول والطعمية"، والمعجبون برقصاتها يفوق عدد سكان قطر، والمتيمون بجسدها الممشوق تائهون بين الثورة والفلول وأنصار الرئيس المخلوع مرسي العياط.هو في مصر، مفجر الثورة، وأشهر إعلامي في الكون، ومالك رقاب الشعب حين يدعوهم للخروج في جمعة الغضب، فتلبي الجماهير نداءه بالعشرات، ثم يغضب ويثور ويسب ويلعن، ولا ينسى التنبؤ بمستقبل البشرية.هي الراقصة سما المصري، ذات القوام الممتلئ مثل "البطيخة" والرشيق مثل النحلة... رقصاتها حيرت كل الخبراء، فجعلتهم إما تائهين في التفاصيل "الشيطانية"، أو حائرين في كحل عينيها "الاصطناعيتين".لو غاب توفيق عكاشة عن التلفزيون يشعر الشعب بالقنوط، ولو اعتزلت سما المصري لاختفت كل النكات والمستملحات التي ألفناها في هذا الشعب الطيب.سما المصري تترشح للبرلمان، و"عكوكش" يقاوم من أجل الترشح.. إنها الديمقراطية المصرية!تحكي الراقصة سبب ترشحها للبرلمان أن سكان مناطق في القاهرة يلحون عليها في الأمر، وأن هدفها إسماع صوت المرأة تحت قبة البرلمان، في حين أن عكاشة سليل عائلة برلمانية في الدقهلية، ويعلم ما لا يعلمه الآخرون.. هل رأيتم يوما مذيعا في العالم يحمل كفنه في برنامج مباشر.. فعلها توفيق عكاشة.توفيق عكاشة المسكين، دخل السجن، وتعرض لمحاولة اغتيال، وقناته التلفزيونية على وشك الإفلاس، ومنع من الترشح للبرلمان، فتوجه إلى القضاء لينصفه، وسما المصري تواجه بشراسة متحجبات يخفن على رجالهن من فتنة الراقصة في الحملة الانتخابية.لا ديمقراطية في مصر دون سما المصري وتوفيق عكاشة، فكلاهما من أوفياء حسني مبارك، و ألد أعداء جماعة الإخوان المسلمين، وأنصار الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.. عكاشة يصف في كل برامجه الثورة المصرية الأولى بخسائر 25 يناير، وسما مصري ألفت أغنية ضد الرئيس المعزول مرسي العياط.يبدو القمر الاصطناعي "نايل سات" دون قناة الفراعين لمالكها توفيق عكاشة قمرا مظلما، فهو برنامجه الليلي "مصر اليوم" نجم ساطع في الفيزياء والكيمياء، وعلم المستقبليات، ودروس الأخلاق، ومنظر في السياسة، وملم بعلوم الطبيعة، بصفته فلاحا، ومؤسس لنظرية جديدة في الإعلام أطلق عليها إعلام الحرب، ناهيك عن قراءاته في الإنجيل والثوراة والقرآن والتلمود، وكتب الجواسيس والمؤامرات.أما الراقصة سما المصري فيكفي البحث عن أغنيتها "أحمد الشبشب ضاع" في موقع "يوتوب"، لتتأكد أنها نجمة المجتمع الأولى، فعدد مشاهدي "الفيديو" قارب مليونا ونصف المليون، أغلبهم يفقدون حواسهم الخمس حين يرونها تتلوى وتصعد وتنزل مثل أسهم البورصة لإغراء "سي أحمد".وتقول سما عن ترشحها للبرلمان إنها تريد أن تدخل مجلس الشعب، لتصدر تشريعات وقوانين لتغليظ عقوبة التحرش... "أنا ممكن أعمل حاجة مش هيعملها واحد بذقن أو بذلة أو واحدة منقبة"... نصرك الله يا سما.محنة توفيق عكاشة من أجل الترشح أكبر وأقسى، فرغم كل تضحياته، إلا أنه يواجه بلامبالاة رجال الدولة، وقناته العجيبة أغلقها أكثر من مرة بسبب الديون المتراكمة عليها، لأن بعضهم لا يريد قول الحقيقة التي يعرفها عكاشة وحده. الانتخابات في مصر ممتعة أكثر ألف مرة من انتخاباتنا، فهناك لا وجود طبعا لـ "خونا منصف" ولا لرؤساء أحزاب التهموا كل الوجبات الشعبية في الأسواق... فلنتابع إذن.ملاحظة: لو كنت مكان أي مسؤول مغربي لخصصت لتوفيق عكاشة رحلة خاصة إلى المغرب ليعاين تقدم البلاد بدل بعض تحليلاته الغريبة عن المغرب، فالقناة هي الأولى عربيا من حيث المشاهدة، حسب قوله. (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com