مـلـعـب بـوزنـيـقـة… تـحـفـة لـم تـكـتـمـل

مدرجات غير كافية ومستودعات صغيرة ومشاكل في التزود بالماءبابه الصغير وسط المدينة، لا يوحي بأنه ملعب كرة القدم، لكنك عندما تتجاوز الباب المطل على الشارع ببضعة أمتار تجد نفسك في قلب الملعب البلدي ببوزنيقة. سنوات من الانتظارانتظر سكان بوزنيقة سنوات عديدة، من أجل أن يكون لهم ملعب معشوشب يضمن لفريق المدينة الوفاق، وباقي الفرق الرياضية، شروطا كريمة للممارسة.كان الملعب، قبل تزويده بعشب اصطناعي وتهيئة بعض مرافقه، أرضية متربة، محاطة بجدار متهالك. وخلال تهاطل الأمتار، تصنع المياه لنفسها ممرا خاصا وسط الأوحال يخترق وسط الملعب مثل خيط نمل.في تلك السنوات، اضطر الوفاق إلى اللجوء إلى الملعب البلدي بابن سليمان، الذي قضى فيه موسمين، كما لعب موسما بالملعب البلدي بالمنصورية، وكلاهما يفتقدان أبسط شروط الممارسة، لكنهما أفضل من ملعب بوزنيقة على كل حال.ناضل مسؤولو وفاق بوزنيقة كثيرا من أجل إصلاح الملعب، وطرقوا مختلف الأبواب، إلى أن تم إدراجه ضمن برنامج وزارة الشباب والرياضة، التي تولت إصلاحه بشراكة مع المجلس البلدي بالمدينة.يقول المختار بنوري، الرئيس السابق للوفاق، «كان إصلاح الملعب مثل حلم أخذ منا جهدا كبيرا، خصوصا رئيس المجلس البلدي محمد كريمين. اليوم أشعر بأن الفترة التي قضيتها على رأس الفريق لم تذهب سدى».وأضاف بنوري»كنت دائما أقول إنه لا يعقل أن تبقى مدينة مثل بوزنيقة دون ملعب صالح، ليس للوفاق وحدها بل لمختلف الفرق الرياضية بالمدينة والإقليم».وتابع «لا بد أن نشكر مسؤولي ابن سليمان بالدرجة الأولى، على فتح أحضانهم لنا وقت الشدة. كنا نستعمل الملعب في التداريب والمباريات. لم يطلب منا أحد أي مقابل، بل إن جمهور ابن سليمان كان يشجعنا ويساندنا. لم نشعر أننا ضيوف، بل كنا نشعر بأننا في مدينتنا، لكن أرضية الملعب لم تساعدنا، بل كانت سببا رئيسيا في عدم تحقيق الصعود في أكثر من موسم، بشهادة المدربين الذين دربوا الوفاق». أزمة بعد نهاية الأشغالرغم انتهاء الأشغال بالملعب البلدي ببوزنيقة، لم يحصل فريق الوفاق على ترخيص باستعماله، إلا بعد شهور من الانتظار.يشرح بنوري «للأسف، تزامن انتهاء الأشغال مع الضجة التي تفجرت حول ملعب مولاي عبد الله بالرباط، لذلك لم نحصل على الترخيص، إلا بعد طرق العديد من الأبواب. وهنا أريد أن نشكر مسؤولي الوزارة، ورئيس الجامعة فوزي لقجع، ورئيس لجنة البنيات التحتية بالجامعة عبد المالك أبرون الذين لم يخيبوا ظننا».وبعد حصوله على الترخيص، سيصطدم وفاق بوزنيقة، بأزمة أخرى، تتعلق بواجب استعمال الملعب، طبقا للسلم المعد من قبل وزارة الشباب والرياضة، ليخوض الفريق معركة من نوع آخر.لم يصدق مسؤولو الوفاق أنه سيكون عليهم دفع مبلغ مالي لولوج ملعب المدينة الذي ناضلوا سنوات من أجل إصلاحه، خصوصا أن فريقهم يعاني مشاكل مالية، مثل غيره من فرق الهواة، فنظموا عددا من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات انتهت بتخفيض سومة استعمال الملعب إلى 500 درهم لكل مباراة، و250 درهما لكل حصة تدريبية. برمجة دقيقةيخضع ملعب بوزنيقة لبرمجة دقيقة، يشرف عليها مدير الملعب شخصيا، لتفادي أي اضطراب أو اكتظاظ، من خلال التشدد في احترام مواعد الدخول والخروج.يحتضن الملعب أحيانا ثلاث مباريات في اليوم، لكن الأهم بالنسبة إلى إدارة الملعب تفادي أي اضطراب، وهو ما نجحت فيه بنسبة كبيرة منذ افتتاحه.يحظى الملعب بعناية خاصة جدا من قبل المسؤولين، سواء من حيث رش الأرضية بالماء أو من حيث النظافة وإعداد المستودعات، رغم أن إدارته تواجه مشاكل عديدة في التزود بالماء عبر عداد باسم فريق الوفاق، في انتظار حفر بئر ثانية لهذا الغرض.يقول عزيز، وهو شخص مولوع بكرة القدم يواظب على حضور المباريات في ملعب بوزنيقة، «الملعب تحفة رائعة، رغم أنه لا يتوفر على مدرجات كافية، إضافة إلى أن مستودعاته ضيقة جدا، لكنه حل مشاكل كبيرة. إدارة الملعب تقوم بعمل كبير».لحسن الحظ، يضيف عزيز، وهو يشير بيده إلى شخص اسمر، هناك امبارك، الذي يسهر على كل شيء بالملعب، من استقبال الفرق إلى تنظيم الملعب والمستودعات ورش أرضية الميدان. الوفاق يتطلع إلى الأفضليتطلع وفاق بوزنيقة إلى مستقبل أفضل بعد حل مشكلة الملعب، ومجيء مكتب مسير جديد برئاسة عبد الله بناري، وتعيين المدرب الشاب رشيد الماعوني.يصطدم بناري بمشاكل عديدة، بفعل تأخر الاستعدادات، والمشاكل العالقة والمرتبطة بمستحقات اللاعبين، الذين غادر عدد منهم الفريق لهذا السبب، وأبرزهم نجمه محمد الرضواني، إضافة إلى أيوب الطين وإسماعيل بلمقدم وعبد الرحيم حساني، الملتحقين بحسنية ابن سليمان.لكن بناري والمدرب رشيد الماعوني لم يتأخرا في إيجاد الخلف، وسرعان ما استعادوا بعض أبناء الفريق الذين غادروه في السنوات الماضية، كميلود النخلي وعبد الكبير مفكر ومحمد حقاني، الذي استعاده الفريق من الجار حسنية ابن سليمان، كما ثم جلب المدافع الأيسر نبيل الطائع من الفريق نفسه أيضا.يقول «الحيحة»، وهو لقب المشجع الشهير لفريق الوفاق، «تعذبنا كثيرا بسبب الملعب. اليوم تم حل المشكل، ونتمنى أن يكون لنا فريق في المستوى، كي نحقق الصعود، الذي ضيعناه سنوات لهذا السبب».«الحيحة» غير راض عن فريقه في الوقت الحالي، لكنه لم يفقد الأمل، ويدعو المسؤولين الجدد إلى العمل على حل المشاكل المالية، وتكوين فريق في مستوى المدينة والملعب.إعداد: عبد الإله المتقي

مـلـعـب بـوزنـيـقـة… تـحـفـة لـم تـكـتـمـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حدراف: حان وقت الرحيل

رتابة العمل في "نوضح ليك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات