الملك يرفض تلميع صورته بالمال

الديوان الملكي يفضح عملية ابتزاز وصفتها الصحافة الفرنسية بالمخجلة رفض الملك التعامل مع الصحافة الفرنسية بمنطق تلميع صورته بالمال، وأعطى أوامره بعدم الرضوخ لعملية ابتزاز من صحافيين فرنسيين، طالباه بثلاثة ملايير، للتراجع عن نشر كتاب يسيء إلى جلالته، وذلك أياما قليلة على الخطاب الملكي، الذي حذر الأحزاب من مغبة استعمال المال في شراء الأصوات. وخلف خبر توقيف الأمن الفرنسي لصحافيين اثنين بتهمة "ابتزاز ملك المغرب"، ذهولا في أوساط الصحافة الفرنسية التي وصفت ماقام به الصحافيان بـ"المخجل"، وذلك في ردود فعل قوية بعد أن كشفت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الصحافي إيريك لورون والصحافية كاثرين غراسيي طالبا الديوان الملكي بثلاثة ملايين أورو، كي لا يعملا على نشر كتاب ألفاه حول المؤسسة الملكية بالمغرب.وأشار موقع قناة "RTL" الإذاعية، إلى أن إيريك لورون، البالغ من العمر 68 سنة، سبق له أن أعلن عن كتاب جديد حول المغرب، قبل أن يربط الاتصال بالقصر الملكي عارضا صفقة كي لا يتم نشر هذا الكتاب، وقد طالب في 11 من غشت الجاري عند لقائه الأول بممثل عن الديوان الملكي بثلاثة ملايين يورو، وهو اللقاء الذي جاء بعدما اتصل الصحافي المذكور بالديوان الملكي طالبا ترتيب مقابلة بخصوص كتابه الذي يوجد قيد الطبع، لكن الملك أمر بوضع شكاية قضائية ضده.ولم يتردد إيريك لورون، في طلب لقاء ثان تم بعد عشرة أيام من الموعد الأول، أي يوم الجمعة الماضي، دون أن ينتبه الفاعل إلى أنه يوجد تحت مراقبة سرية من قبل الشرطة الفرنسية، تبعا للشكاية الموضوعة من قبل الديوان الملكي، فكانت النتيجة أن أمرت السلطات القضائية الفرنسية بفتح تحقيق قضائي حول ما يجري، وترتيب لقاء ثالث أول أمس (الخميس)، خفض خلاله الصحافي ثمن "شراء صمته" إلى مليوني أورو، مطالبا بـ80 ألف أورو تسبيقا، حينها قامت الشرطة بتوقيفه رفقة مرافقته كاثرين غراسيي، التي شاركت في تأليف الكتاب المنتظر.وبسقوط إيريك لورون سيتسرب الشك إلى أشهر مؤلفاته الاستقصائية، من قبل "الملف السري لحرب الخليج"، و"مجانين السلام: القصة السرية أوسلو" و"حرب كوسوفو" و"الكذبة الكبرى" و"حرب بوش" و"العالم السري لبوش" وكذلك الشأن بالنسبة إلى"حاكمة قرطاج" مؤلف زميلته عن ليلى الطرابلسي، زوجة زين العابدين بن علي.من جهته اعتبر المحامي إريك دوبون أنه ينبغي محاكمة الصحافيين الفرنسيين، اللذين تم توقيفهما بتهمة ابتزاز ملك المغرب، على "أفعالهما البالغة الخطورة" والتي يمكن أن تكون لها "تداعيات جيوسياسية كبيرة"، موضحا في تصريح للإذاعة المذكورة، أن لورون "الذي يقدم نفسه صحافيا، حاول ممارسة ابتزاز مباشر تجاه رئيس دولة، واصفا الأمر بأنه "غير مسبوق وجرأة حمقاء".وأوضح محامي الدولة المغربية، أن الصحافي الفرنسي اتصل بالديوان الملكي ليعلن أنه بصدد التحضير لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين غراسيي، معربا عن استعداده للتخلي عن ذلك مقابل تسليمه مبلغ ثلاثة ملايين أورو، قبل أن تنتهي عملية الابتزاز بتوقيفه في حالة تلبس رفقة زميلته، بعد أن تسلما مبالغ مالية ووقعا على عقد، خلال لقاء مع محامي الطرف المغربي، تحت مراقبة الشرطة والنيابة العامة لباريس.وذكر دوبون، بأن المغرب يشكل بانتظام موضوع كتب، بعضها ألفه إريك لوران، لا تخفى مقاربتها المفرطة في السوداوية، متسائلا عن دوافع هذا الابتزاز: "هل هو الجشع، ألم يتم توظيف هذا الرجل وهذه المرأة من قبل جماعة ما"، في إشارة إلى إمكانية تورط جهات لها ارتباط بالشبكات الإرهابية في العملية.ياسين قُطيب

الملك يرفض تلميع صورته بالمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سلاح وتخريب وتهديد بالقتل في الحملات

التعرض على حق في ظهير التحفيظ العقاري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات