البراءة لفتاتي إنزكان و “الصاية” ليست جريمة

قضت الغرفة الجنحية التلبسية لابتدائية إنزكان بتبرئة سمية وسهام اللتين تابعتهما النيابة العامة بتهمة «الإخلال العلني بالحياء» لارتدائهما «الصاية» أثناء تبضعهما بسوق الثلاثاء بإنزكان. ونطق رئيس الجلسة ببراءة المتهمتين مباشرة بعد ترؤسه الجلسة، بهدف التفرغ لباقي أكوام الملفات التلبسية التي وضعت أمامه، وإفراغ قاعة الجلسة من عشرات متتبعي الملف من صحافيين وحقوقيين. وعرفت جلسة النطق بالحكم في حق الفتاتين حضورا لافتا لممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية. ونبهت فوزية العسولي، رئيسة فدرالية العصبة الديمقراطية لحقوق المرأة إلى أن «البراءة درس لمن يحاول أن يتراجع عن المكتسبات الحقوقية التي ناضلنا من أجلها، منذ سنوات، والتي أصبحت مدسترة، والتي لن نسمح بالتراجع عنها، مهما كلف الثمن». وقالت لـ«الصباح» إن البراءة كانت منتظرة، وتمت إعادة الأمور إلى نصابها، وإن الحكم بالبراءة يعني أن لباس«الصاية» ليس جريمة، وبالتالي لن يصبح اللباس جريمة. وهذا، ما يعني، تقول العسولي، احترام التعدد والتنوع في اللباس، وكذلك احترام ولوج النساء في أمن وأمان إلى الفضاء العام.وشددت الناشطة النسائية على أن هذه القضية تبين مرة أخرى أن مطلب قانون إطار وقانون شامل يضمن الوقاية والحماية، والتي من أولويات شروطه، تكوين الشرطة والمشتغلين بالنيابة العامة، وبتنسيق بين الفاعلين الحقوقيين. وقد برهنت القضية أن هذا القانون ضروري ومستعجل، على الحكومة التسريع بإخراجه إلى الوجود. وتساءلت عن السر الذي جعل هذه الحكومة لم تُخْرِج هذا النص إلى الوجود إلى حدود الساعة. وأضافت أنه لو كان ذلك القانون رأى النور، لما كنا سنقع في هذا المشكل ومشاكل أخرى. فالشرطة التي تحضر للمكان عينه أو النيابة العامة التي يحال عليها مثل هذه الملفات، تقول العسولي، ستكون مكوَّنة على حقوق الإنسان وعلى مقاربة النوع، وتأخذ بعين الاعتبار هذا العنف وهذه العقلية الذكورية السائدة، التي لا تقتصر فقط على التحرش، بل إلى العنف ومحاولة فرض الرأي على السلطات في حد ذاتها لتنصاع إلى رأيها. وأوضحت بأن هذه القضية التي عبأت المجتمع المغربي للدفاع عن الحريات الفردية، تحتم وتفرض على الحكومة إخراج القانون الذي ما زال فوق رفوف الوزيرة ورئيس الحكومة إلى حيز الوجود، كي يمكن وقف هذا النزيف. وكانت الغرفة الجنحية التلبسية للقضاء الجالس بابتدائية إنزكان، قررت بعد سبع ساعات من مناقشة ملف فتاتي «الصاية»، النطق بالحكم بعد المداولة يوم أمس.وجاءت المحاكمة إثر اعتقال شابتين حاصرهما جمهور سوق الثلاثاء يوم 14 يونيو الماضي وعرضوهما للخطر، ما استدعى طلب النجدة من الأمن الذي ساقهما إلى مركز الشرطة على وقع الصفير والعويل. وقررت النيابة العامة اعتقالهما احتياطيا وإحالتهما على المحكمة بتهمة الإخلال بالحياء العلني.محمد إبراهمي (أكادير)

البراءة لفتاتي إنزكان و “الصاية” ليست جريمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القضاء يبيع 3 آلاف مقاولة بالمزاد العلني

باعة متجولون يحتجزون قائدا بالرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات