السلع المستوردة تقتل الملابس التقليدية بتازة

"الدرازة" أصبحت في خبر كان والإقبال أضحى موسميا تشهد أسواق تازة، حركة دؤوبة بعد الظهر وصلاة التراويح خلال رمضان، في الوقت الذي يغدو ليلها كنهارها، وتكتظ بالمتسوقين والمتبضعين يتحركون بوتيرة أرجعت الحياة لشوارع وأسواق أنهكها الكساد وتأثرت بالأزمة التي خيمت على النشاط التجاري منذ أكثر من أربع سنوات. تجار الملابس التقليدية النسائية والرجالية بتازة العتيقة، يسجلون، خلال هذه الفترة من السنة، إقبالا ملموسا، على هذا النوع من الملابس، ويرتفع الطلب على «الشربيل»، و»القفطان» والجلباب بالنسبة إلى النساء، و»الجبدور»، والطربوش والنعال بالنسبة إلى الأطفال، فيما الرجال يحرصون على اقتناء «الدراعيات» وسراويل «القندريسة» (سروال بلدي واسع)، والبلغة (نعل جلدي تقليدي) والطربوش أو الشاش الفاسي. أغلب العائلات بتازة، تصر على اتباع التقاليد في هذا الشهر، ولا يمكن تحقيق الأمر، إلا إذا اقتنت الملابس التقليدية، بمختلف أنواعها وأشكالها. ومن جانبه قال، أحد التجار، إن هذا النوع من الملابس التي يتميز بها المغاربة، يعرف انتعاشا ملحوظا خلال رمضان، علما أن منتوجات الصناعة التقليدية، على العموم يرتفع الإقبال عليها في شهر الصيام، والتي كانت تحتضر، قبل سنوات. وعبر المتحدث ذاته عن تأسفه من رواج الملابس التقليدية المستوردة من الصين، ودول الخليج وباكستان أو تركيا، الأمر الذي يؤثر سلبا على الصناعة المحلية.وكشف التجار أن الصناعة المحلية، ورغم الإقبال عليها في بعض المناسبات، أضحت تحتضر، في الوقت الذي فشلت في ربح رهان المنافسة في ظل غياب تأهيل القطاع، وعدم تحفيز الصناع، وتشجيعهم وضمان تكوين وتأطير التعاونيات.ولم يخف التاجر من انقراض صناعات كثيرة، بسبب الوضع الذي يعيشه حرفيو الصناعة التقليدية، مشيرا إلى أن الوضع الذي يتخبطون فيه تسبب في انقراض بعض الحرف وفي مقدمتها «الدرازة»، ودخول أخرى مربع الموت كما هو حال خياطة السروال التقليدي الرجالي الذي لم يبق بتازة سوى خياط تقليدي واحد ويحتكرها.ومن جانبه، عزا تاجر آخر، أسباب ارتفاع الطلب على الملابس التقليدية الرجالية هذه السنة إلى تزامن شهر الصيام مع العطلة الصيفية، ما أتاح الفرصة للموظفين والمهاجرين العائدين إلى أرض الوطن للتخلص من «الهندام العصري الذي تفرضه المهام الإدارية، وتعويضه بلباس تقليدي يمنح لمرتديه راحة ويقيه من شدة الحرارة»، على حد تعبيره. واعتبر الشخص ذاته أن الإقبال على الملابس التقليدية، موسميا مرتبطا برمضان وبعيدي الفطر والأضحى، معبرا عن تأسفه من الوضع، والذي يدفع العديد من التجار تغيير نشاطهم، سيما أن الربح المحقق، خلال الفترة التي يرتفع الإقبال على تلك الملابس، يتم توزيعه على باقي شهور السنة «وهو ما لا يمكن الاعتماد عليه لتوفير دخل قار يضمن عيشا كريما».عبد السلام بلعرج (تازة)

السلع المستوردة تقتل الملابس التقليدية بتازة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المذكوري اختارت زوجة حمادي عمور

عشرون سنة في ضيافة القذافي8

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات