“كاف” و”فيفا” وجهان لعملة الفساد

اتهامات لحياتو بتلقي رشاو وإف بي أي يحقق في 22 رصيدا للرئيس الأبدي للكونفدراليةبعد موافقة الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» على إلغاء بند باللائحة ينص على حد سن رئيسها عند 70 عاما خلال الاجتماع الذي انعقد بالقاهرة قبل أربع سنوات ، تأكد للجميع أن الكامروني سيكون الرئيس الأبدي لهذه المؤسسة الراعية لرياضة كرة القدم بالقارة السمراء.وسيظل الكامروني امبراطور الكرة بعد أن قضى في منصبه رئيسا لمدة تتجاوز 27 سنة بقليل، بعد انتخابه على هامش كأس إفريقيا للأمم التي نظمت بالمغرب سنة 1988.ينتظر الكثيرون سقوطه المدوي في أي لحظة، خصوصا بعدما سقط كبار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأنهم ينظرون إليه على أساس أنه واحد من أبرز رؤوس الفساد في «فيفا، فيما يعتبره آخرون منقذ القارة السمراء وقائد نهضتها الكروية.وبين منتقديه والمرحبين ببقائه، مدى الحياة، في رئاسة «كاف» كان لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمركي رأي آخر، بعد أعلن عن اكتشاف 22 رصيدا مشبوها لحياتو في عدد من الدول... حياتو...ظل بلاتربداية أبريل الماضي، أعلن عيسى حياتو عن دعمه الكامل واللامشروط لجوزيف سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بل ودعم كل الدول الإفريقية.وتحولت كلمته في افتتاح أعمال الجمعية العمومية في العاصمة المصرية القاهرة، إلى ما يشبه الغزل في حق بلاتر، «هناك إجماع من قبل الدول الأعضاء على مساندتك أمام منافسيك، عزيزي بلاتر، تشعر إفريقيا بالراحة في وجودك. إفريقيا ستظل معك».هذه الكلمات جعلت الكثيرين متأكدين أن ما يجمع بلاتر وحياتو ليس فقط كرة القدم، بل يتعداه إلى «بيزنس المستديرة»، وزاد التأكيد بعد إيقاف عدد من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم ودخول مكتب التحقيقات الفدرالي الأمركي (إف بي أي) على الخط. التحول الكبيرقام عيسى حياتو بعمل كبير للكرة الإفريقية، إذ يكفي أنه استطاع أن يوصل عدد المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم إلى خمسة بعد أن كانت في حدود منتخبين.كما نجح حياتو في أن يحول أنظار العالم إلى كأس إفريقيا للأمم بعد أن كانت محدودة الانتشار، وذلك من خلال البث التلفزيوني للمباريات الإفريقية والذي تحول إلى الدجاجة التي تبيض ذهبا بالنسبة إلى «كاف».موضوع البث التلفزيوني سيستغله حياتو أبشع استغلال من خلال العلاقة القوية التي جمعته بجون كلود دارمون، الذي وثق في المنتوج الكروي الإفريقي وحمله للعالمية بعقود لم يكن حتى حياتو يحلم بها، قبل أن تتحول الغلة إلى «سبور فايف»، التي أصبحت منذ 20 سنة المالكة الحصرية لحقوق بث كل المنافسات الرياضية الإفريقية ذات المستوى العالي (تصفيات ونهائيات أمم إفريقيا وعصبة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية انطلاقا من دور المجموعتين). منع الفقراء من كرة القدمأنهى عيسى حياتو الجدل على حقوق بث مباريات المنتخبات والأندية الإفريقية بعد توقيع «سبور فايف» لعقد احتكار مسابقاتها إلى غاية 2028.وبدأت العلاقة بين «سبور فايف» والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) منذ 1993 باحتكار بث مباريات عصبة الأبطال وكأس الكاف وتصفيات كأسي إفريقيا والعالم.وعاشت التلفزيونات الإفريقية شهرين من الترقب، خصوصا في ظل غموض الرؤية بعد أن انتهى العقد بين «كاف» و»سبور فايف»، ولم يتم الحديث عن أي تجديد، لتعلن «كاف» الجمعة الماضي عن توقيع العقد الجديد رغم أن البعض ربط بين هذا الأمر وما يحدث داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من تحقيقات وفضائح فساد ورشوة.وحسب مصادر مطلعة فإن المغربي إدريس عكي البالغ من العمر 55 سنة، لعب دورا كبيرا في تجديد هذا العقد لعلاقاته الواسعة في عالم التسويق الرياضي، خصوصا أنه حظي بشرف اختياره من طرف مجلة «فريوند» الألمانية الشهيرة، ضمن أكثر 50 شخصية مؤثرة على مستوى الرياضة العالمية بجانب وجوه لها باع طويل، ومكانة مميزة بالرياضة العالمية.وتعتبر شركة «سبور فايف» التي يترأسها المغربي إدريس عكي، فرعا للمجموعة الاقتصادية الفرنسية «لاغاردير».وحسب بلاغ ل «كاف» فإن «سبور فايف» الشركة المختصة في التسويق الرياضي، جددت عقدها إلى غاية 2028 بضمانة قدرها مليار دولار. بـدايـة الانـهـيـارمع بدء التحقيقات من طرف عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي، تأكد للجميع أن اسم حياتو سيكون الأكثر تداولا فى الفضيحة المدوية التي هزت الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، بعد أن ألقت الشرطة السويسرية القبض على سبعة من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي في مداهمة لفندق في زوريخ فى إطار تحقيقات أمريكية بتلقيهم رشاوي بملايين الدولارات.ورغم أن مكتب المدعي العام السويسري امتنع عن تسمية الأشخاص العشرة الذين ينوي التحقيق معهم، إلى جانب الستة الموقوفين في قضايا فساد تتعلق بملفي استضافة مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر، إلا أن صحيفتي «غارديان» و»تيلغراف، الواسعتي الانتشار أشارت إلى أن في مقدمة الأشخاص العشرة الكامروني عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد ان صادر المدعي العام السويسري وثائق الكترونية من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في زيوريخ.والاتهام الأول لحياتو هو الحصول على مليون و800 ألف دولار من قطر؟ أموال قطر ليست "رشوة"لا يعتبر عيسى حياتو، الأموال التي تلقاها من قطر خلال ترويجها لاستضافتها لمونديال 2022 رشوة، إذ رغم اعترافه بالحصول على 1.8 مليون دولار إلا أنه ظل يصر على أن المبلغ دفع من قبل القطريين لعرض مشروعهم لاستضافة مونديال 2022 خلال مؤتمر الكونفدرالية في يناير 2010 على هامش كأس الأمم الإفريقية.وقال حياتو، في مقابلة نشرتها مجلة «جون أفريك»، أخيرا، «المبلغ هو 1.8 مليون دولار وليس مليونا فقط، وقد سدد على دفعتين، بمعدل 900 ألف دولار في كل مرة. لقد أعطانا القطريون هذا المبلغ، من أجل عرض مشروعهم لاستضافة مونديال 2022 خلال مؤتمر الكونفدرالية في يناير 2010 على هامش كأس الأمم الإفريقية».وردا على سؤال، حول ما إذا كان هذا المبلغ دفع لشراء أصوات الإفريقيين، قال حياتو: «لا، لقد طلبت اجتماعًا فوريا للجنة التنفيذية، وأبلغت الأعضاء، أن ما حصل لا يلزمنا بشيء، لم أعط أي إشارة في هذا الخصوص، وكل عضو صوت حسب ضميره وقناعته».قبل أن يضيف «كانت لجنة ترشيح قطر، ترغب في أن يكون هذا الامتياز حصريا لها. قدم الاقتراح لأعضاء اللجنة التنفيذية، فوافقوا عليه، وعرضت قطر هذا المشروع. المبلغ دفع للاتحاد، وهو مسجل في قيوده المالية». شبهة الفساد تطارد حياتوذكرت وسائل إعلام إنجليزية أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي «إف بي أي»، اكتشف حوالي 22 رصيدا بنكيا مشبوها لعيسى حياتو، موزعة على عدة دول متفرقة، تبعا للتحقيقات المتعلقة في فضائح الفساد بالاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي أسقطت رئيسه بلاتير، ساعات معدودة فقط بعد إعادة انتخابه لعهدة خامسة على رأس الهيئة الدولية.ولم تستبعد المصادر إصدار مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي والأنتربول لمذكرة توقيف دولية في حق الرجل القوي في إفريقيا، في حال ثبوت ضلوعه في فضائح الفساد التي مست الاتحاد الدولي لكرة القدم، خاصة في ظل تداخل القرائن والأدلة التي تقرب حياتو من دائرة أكبر المشبوهين في هذا الملف، سيما في ظل امتلاكه 22 رصيدا بنكيا في دول مختلفة، وهو ما يفتح المجال لعدة تأويلات حول حرص «امبراطور الكاف» على تنويع مداخيله المالية دون مبررات موضوعية، خاصة أن عيسى كان واحدا من أبرز المقربين من السويسري بلاتر ونائبه الأول.إلى ذلك، بلغت درجة الشبهات المرتبطة بالمسؤول الكامروني درجاتها القصوى، في ظل قرار حياتو العودة إلى بلاده الكامرون مباشرة بعد انتهاء مؤتمر الفيفا وتفجير فضائح الرشاوى والفساد، بعدما استبق بخطوات إمكانية صدور قرار دولي بتوقيفه، كما حدث مع الترينيدادي جاك وارنر، لأن القوانين الكامرونية تمنع تسليم أي رعية كامروني متورط في أعمال إجرامية خارج البلد إلى جهات أجنبية، القانون صدر سنة 1966، وهو ما يعني أن حياتو سيبقى بعيدا عن أي متابعات قضائية متعلقة بـ”فيفا» لبقائه في الكامرون. أنشطة عيسى حياتو:رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)عضو اللجنة الأولمبية الدوليةنائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا)رئيس لجنة المالية ل (فيفا)رئيس لجنة التنمية (فيفا)عضو لجنة الإستراتيجيات (فيفا)عضو لجنة الإنقاذ (فيفا)عضو لجنة المرأة (فيفا)رئيس منتدب بلجنة تنظيم كأس العالم رواتبه:يتقاضى حياتو 72 ألفا و174 دولارا في السنة عن رئاسته لل (كاف)يتقاضى 200 ألف دولار باعتباره عضوا للمكتب التنفيذي ل (فيفا) (يتقاضى 500 دولار عن كل يوم/عمل في لجان فيفا) إعداد: أحمد نعيم

“كاف” و”فيفا” وجهان لعملة الفساد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إهمال طبي يودي بحياة طفلة

بنجرير تحتفل بصعود فريق اليد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات