لا ينتبه المواطن لنوعية المنتجات التي يستهلك بعضها بفعل تغير المغرب نحو مجتمع الاستهلاك الصناعي، ما يتسبب في حدوث أمراض بعضها مزمن، هل ممكن تفادي ذلك طبيا؟ شخصيا أعتبر أن الغذاء صار من أزمات هذا القرن، والأمر ليس محليا وطنيا فحسب، بل عالميا، إذ أن هذه المعضلة باتت تهدد البشرية في كل أرجاء المعمور. والغذاء الصحي صار فعلا نادرا بفعل انتشار الملوثات، والمواد الكيماوية، وكذا المضادات الحيوية، وهنا أتكلم بصفتي طبيبة ومهتمة بالقطاع الصحي. ولا أتحدث عن السكريات، والمعجنات، ومشتقات الألبان، والزيوت المهدرجة والمعلبات، وهذه كلها بالنسبة إلي قنابل موقوتة، والفاطن بالشيء وكذا الحريص على صحته، لن يقتني هذه المنتوجات ولن يدخلها إلى بيته. وأتحدث عن باقي المواد الحيوية الطبيعية، مثل الخضر والفواكه، واللحوم، وحتى الأسماك. وأخاف أن يأتي علينا يوم ما، ونكون مضطرين للصوم حماية لأبداننا… ناقشتم في لجنة المالية مشاكل الصحة مثل آثار التدخين السلبي، وأيضا ارتفاع مادة السكر في بعض المنتجات، والحلويات الخاصة بالأطفال، ما يؤدي إلى الإدمان وانتشار الأمراض الكثيرة، ما الحل في نظرك؟ الحل الحقيقي هو التوعية الجماعية بخطورة كل غذاء مصنع، والزجر في ما يخص تجاوز ماهو مسموح به من مواد، والرفع من الرسوم الجمركية. أعتبر أن امتناع المستهلك عن اقتناء هذه السموم من المنتجات المصنعة، هو السبيل الوحيد لحماية صحته، وصحة الأجيال المقبلة. هل حان أوان تغيير قوانين لحماية المستهلك بدمج الصحة الغذائية وربطها بالصناعة الغذائية، بتقليل السكر، والملح ونكهات صناعية ومواد مهدرجة وأخرى لإطالة عمر المنتوج؟ أكيد أن الوقت حان لإحداث التغيير، والأمر أضحى ضرورة ملحة بفعل تفاقم الأمراض المزمنة، والمميتة التي جاءت نتيجة حتمية للتغير الطارئ في أنماط العيش . وقطاع الصناعة الغذائية يجب أن يخضع لرقابة صارمة وحازمة لأن الأمر لا يقبل أي تهاون أو تساهل بفعل حساسيته، وضربه في العمق رأسمالا حقيقيا يتمثل في صحة المواطن . وأعتبر أن صحة المواطن يجب أن تكون أولوية، وهذه الأخيرة تبدأ من غذاء صحي غير ملوث بكل ماهو دخيل من سكر، وملح ونكهات وملونات ومواد حافظة. أجرى الحوار: أحمد الأرقام حنان أتركين* طبيبة وبرلمانية بفريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب