تعيش وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، حالة من الاستنفار غير المسبوق، بسبب خطر الأفاعي السامة والعقارب، إثر العدد الكبير المسجل من الوفيات والإصابات، في أول أيام الصيف. وأودت الأفاعي السامة والعقارب بحياة مجموعة من الأشخاص، آخرها فتاة بجماعة الخنك بإقليم الرشيدية، إذ فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى، رغم محاولات إنقاذها. وشرعت الوزارة في تنظيم مجموعة من الحملات داخل المدارس، وتوزيع مناشير تحسيسية على السكان، وعلى منصاتها من أجل أخذ الحيطة والحذر، بعد هذا الموسم الاستثنائي. ورغم تكفل الوزارة بأغلب الحالات، إلا أن بعض المناطق القروية، تعيش تحت رحمة الإهمال، ومنها نقل طفل بجماعة أسول بإقليم تنغير إلى المستشفى، ووجدوه مقفل الأبواب، وعند تواصل والد الضحية مع الممرضة أخبرته أنها غير متخصصة، وأنها مكلفة بالنساء الراغبات في وضع مواليدهن، وكاد الطفل يفقد حياته لولا نقله إلى مركز الإقليم في اللحظات الأخيرة. ونشرت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بإقليم أزيلال، أرقاما صادمة للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، إذ سجل الإقليم في الأيام العشرة الأولى من يونيو 92 إصابة، وهو رقم غير مسبوق. وقالت المنذوبية إنه تم تسجيل 89 حالة لسعة عقرب و3 حالات لدغة أفعى بإقليم أزيلال، مع التكفل بجميع الحالات على مستوى المؤسسات الصحية، إذ استقبلت المؤسسات الصحية بإقليم أزيلال، خلال الفترة الممتدة من 1 يونيو الجاري إلى 10 منه، 89 حالة لسعة عقرب و3 حالات لدغة أفعى، أغلبها بالمناطق القروية والجبلية. وقد توزعت أغلب هذه الحالات على المراكز الاستشافئية بدمنات وأزيلال بـ 30 حالة، بالإضافة إلى المراكز الصحية القروية، بكل من آيت عتاب (18 حالة) وتنانت (11 حالة)، وحالات أخرى بآيت محمد وبزو وأفورار، في حين لم يتم تسجيل أي حالة بالمراكز الصحية الأخرى. وتم التكفل بجميع الحالات داخل المؤسسات الصحية بالإقليم، وفق البروتوكول الطبي المعمول به، وتماثل جميع المصابين للشفاء، وهم حاليا في وضع صحي مستقر. وأوضحت المندوبية أنه رغم الحصيلة الإيجابية، من حيث الاستجابة الصحية، فإن الأرقام المسجلة خلال عشرة أيام فقط، تعكس ضرورة اليقظة وأخذ الحيطة والحذر، خصوصا مع موجة الحرارة، التي تشهدها أقاليم الجهة خلال هذه الفترة. عصام الناصيري