ليس هناك أي خلاف في وجهات النظر من أن إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة، هي استراحة بيولوجية ستمكن قطيعنا من المواشي، لاستعادة توازنه في أفق الحفاظ عليه للسنوات المقبلة، أخذا بعين الاعتبار أن « الكسيبة « تظل عصب الاقتصاد القروي، لكن له انعكاسات أخرى سلبية على حرف موسمية مرتبطة بالعيد، حيث وقع الإلغاء بدرجات متفاوتة لكن بإجماع الكل يظل الكسابة أكبر الخاسرين. في خضم ذلك اقتربنا أكثر منهم لاستجلاء حقيقة حجم الخسارة التي لحقت بهم، فجاءنا رد من طارق حفظي كساب من منطقة دار بوعزة، والذي بادرنا بالقول إنه لو تم فعلا الإبقاء على شعيرة الذبح، فإن متوسط ثمن الخروف لن ينزل عن 5500 درهم، ما كان سيحرم 40 في المائة من المغاربة من الذبح لضعف قدرتهم الشرائية المنهكة. وجوابا عن سؤال حول إيجابيات الإلغاء فهو لم يتردد في القول، بأن توالي سنوات الجفاف قلص من قطيع المواشي، وأن التوقف عن الذبح هذه السنة يعتبر نفسا مهما لقطيعنا الوطني لاسترجاع عافيته وتوازنه للأعياد المقبلة، وسيمكن من الحفاظ على الخروف« البدري» الضروري للوضعية العادية، التي كان عليها قطيعنا قبل توالي سنوات الجفاف. ولم يخف حفظي أن 30 في المائة من سكان الوسط القروي سيذبحون هذا العيد، وعلل ذلك بأن هناك عددا من الخرفان وصلت « للموس» وإذا ما تركت للسنة المقبلة ستصبح «سداسية» أو «جامعة « غير صالحة تماما. وعن قوة الضربة الموجعة التي تلقاها الكسابة، قال طارق حفظي إنها قوية والكساب « لن يرفع الراس منها على الأقل لثلاث سنوات « وإنه سيظل مثقلا بالديون لأنه كان يمني النفس ببعض الأرباح لمناسبة العيد. وقدر حجم خسارة كساب يمتلك 100 رأس في أكثر من %50 ، فلو كان الذبح سيتم بيعها ب60 مليون سنتيم لكنه حاليا بادر إلى التخلص منها فقط ب20 مليون سنتيم، على خلفية أن ثمن الخروف الذي كان ب6000 درهم نزل إلى 2700 درهم فقط. وزاد أن رجع صدى الضربة الموجعة يتردد الآن بالمناطق الشهيرة بالكسيبة ببلادنا، في بني مسكين بالشاوية ورديغة وخنيفرة ودكالة والغرب وعبدة، لأن حجم الاستثمار في قطيع العيد كان كبيرا، خاصة الإنفاق على التسمين. وفي باب استدامة القطيع والحفاظ على إناث الأغنام والماعز من الذبح، لبلوغ 8 ملايين رأس منها في ماي 2026، وتخصيص منحة 400 درهم عن كل "حولية" لم يتم ذبحها، علق طارق حفظي أن هذه المنحة لن تمكن إطلاقا الكسابة من استرجاع قوتهم والتعافي السريع من الآثار السالفة الذكر، لأن ليس لهم الآن النفس المالي للعودة الطبيعية لنشاطهم المعتاد، وقال« ثمن الحولية اليوم 2500 درهم وعلى الكساب أن ينتظر تلك المنحة حتى شهر أبريل 2026،لأنه على الكساب أن ينفق عليها وينتظر عاما ونصف لتلد ويستفيد من بيع المولود» . وختم طارق حفظي «إن أي دعم في«الحولية» لا يصل سقف 1000 درهم، لن يمكن إطلاقا من بلسمة جراح الكسابين وتشجيعهم على تجاوز الوضعية الصعبة المرتبطة بإلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد». عبدالله غيتومي (الجديدة)