العلمي رائد أعمال شاب يُعيد رسم ملامح أنظمة النقل لتحسين جودتها وتقليص الانبعاثات الكربونية شكل تنظيم "جيتيكس إفريقيا 2025"، فرصة لحضور العديد من الكفاءات المغربية التي تشرف بلادنا خارج الوطن في العديد من المجالات العلمية، من قبيل الشاب المراكشي جعفر العلمي الذي يعد من أبرز رجال الأعمال في جيله. ورغم أن عمره لا يتجاوز 31 سنة، إلا أن العلمي راكم تجارب مهمة، إذ أطلق وطور مشاريع في أوربا وأمريكا وإفريقيا منذ أوائل العشرينات من عمره، معتمدا على منهجية "التوسع الخاطف" (بليتز سكالين ) للانطلاق من الصفر نحو الريادة. ويعزو جعفر مكانته مبتكرا عالميا، إلى أصوله المغربية التي قال إنها منحته تعدد اللغات، وفهما عميقا لإفريقيا والشرق الأوسط، وجسرا ثقافيا يربطه بالغرب، إذ تلقى تعليمه في ثانوية فيكتور هوغو بمراكش، ثم التحق بمؤسسات مرموقة مثل "أش.أو.سي" باريس وجامعة كاليفورنيا – بيركلي. وقد برز لاحقا كقائد يجمع بين الهندسة والمعرفة التقنية والعلمية، واهتمام خاص بالدبلوماسية وعالم الأعمال. وأطلق العلمي منذ 2017، عدة مشاريع، أبرزها تأسيسه لشركة "سايكي"، التي يشغل فيها منصب الرئيس التنفيذي. وقد أطلقت الشركة، تحت قيادته، أول نظام موثوق عالميا لقياس الإعلانات الخارجية، وهو ابتكار معتمد دوليا أعاد تعريف المعايير الصناعية، وجعل من الإعلانات الخارجية وسيلة قابلة للقياس كما هو الحال في الإعلانات الرقمية والتلفزيونية. واستطاع الشاب المراكشي أن يجعل الشركة من الرواد في مجال "الذكاء الحركي" (موبيليتي أنتيليجنس)، عبر توظيف البيانات التنبؤية والذكاء الاصطناعي، لإعادة تصميم التخطيط الحضري، وأنظمة النقل، والبنى التحتية، وإستراتيجيات العلامات التجارية، كما ساهمت الشركة، أيضا، في إعادة تصور أنظمة النقل الحضري بهدف تحسين التنقل والوصول، وتقليص الانبعاثات الكربونية، إذ تساعد أدواتها المخططين الحضريين وصناع القرار في تصميم بيئات حضرية أكثر استدامة وكفاءة. وأحدثت الشركة، أيضا، نقلة نوعية في مجال الإعلانات الخارجية للعلامات الفاخرة، من خلال استخدام بيانات آنية حول الجمهور والحركة الحضرية، بما يمكن من استهداف مثالي لمواقع الإعلانات وتوقيتها، وبالتالي تقوية التأثير وتعزيز إستراتيجيات "الدفع نحو المتجر" ورفع الظهور العالمي للعلامات التجارية. ونال العلمي اعترافا عالميا بمساهماته، إذ اختير ضمن قائمة "فوربيس 30 أندر 30" ويُعد من أبرز القادة الصاعدين في إفريقيا. كما جرى اختياره، أخيرا، ضمن قائمة "المغرب تحت سن 40" لسنة 2025، التي تحتفي بالشباب المغاربة الأكثر نجاحا وتأثيرا. ويعد العلمي أيضا، متحدثا ملهما، يعرف بتشجيعه للشباب على الريادة والابتكار من خلال منصات دولية مثل مؤتمرات "تيد". وتتجلى قدراته الإستراتيجية في نجاحه في إبرام عقود بملايين الدولارات مع كبرى الشركات والمؤسسات الحكومية، ما يعكس براعته في التفاوض وإدارة البيئات المعقدة. ويتحدث العلمي بأحاسيس جياشة عن تعلقه بالمغرب والتقاليد المغربية، إذ أكد في لقاء مع "الصباح" أنه يشغل منصب نائب رئيس جمعية "اسلي"، ويكرس جهوده لتعزيز وتقوية الروابط بين الجالية المغربية وبلدها الأم. وقال الشاب المراكشي إنه يولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا، ويعمل باستمرار على توفير فرص أعمال على ضفتي البحر المتوسط، كاشفا أن من بين مبادراته البارزة، تطوير أدوات قياس الجمهور لشركات كبرى مثل "أورنج" في مجال الإعلانات الخارجية والإعلانات خارج المنزل "أوت أوف هوم"، وهي تقنيات قام بتطبيقها في المغرب وعدد من البلدان الإفريقية الأخرى. ويتحدث العلمي بفخر عن مساهمته بفعالية في توفير مصفوفات الأصل-الوجهة وبيانات تنقل السكان، لمكاتب الدراسات في المغرب، إذ يعمل بشكل وثيق مع مكاتب متخصصة في احتساب الحركية من أجل تقديم صورة واقعية عن تحركات السكان، ما يتيح للحكومة والسلطات المحلية تصور المدن المستقبلية بتخطيط عمراني ذكي وبُنى تحتية أكثر كفاءة. وأبدى ابن مراكش استعداده الدائم، للإسهام بكل ما يستطيع في الورش الوطني الكبير، الذي تشهده المملكة المغربية لمناسبة احتضان كأس العالم 2030، إذ جرى تكليف شركته من قبل عدد من الجهات الفاعلة، سواء من القطاعين العام أو الخاص، بإجراء دراسات متقدمة آنية، كمية ونوعية، حول التنقل الفعلي للسكان، من أجل تهيئة بنية تحتية ذكية ومتلائمة مع التحديات المستقبلية، تشمل في المرحلة الأولى، وضع تشخيص دقيق لحركة تنقل الأفراد، وتحليل لوسائل النقل المستعملة من قبل المواطنين، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية، مع التركيز على تحديد نقاط القوة والخلل في شبكة النقل. كما تسعى الدراسات إلى إبراز المحطات والمحاور التي ينبغي للسلطات المختصة إعطاؤها الأولوية، مثل مواقف الحافلات، وقطارات النقل الجهوي (ت.ي.ر)، والطرامواي وغيرها. وكشف العلمي أنه يشعر بالفخر لمساهمة شركته في إعادة تصور وتطوير البنية التحتية للنقل في المغرب، سواء في الأفق القريب مع كأس إفريقيا للأمم 2025، أو على المدى الأبعد مع كأس العالم 2030.