تكريم فنانين وعرض 21 فيلما في مسابقات الفيلم القصير والوثائقي تستعد أيت ملول، من ثالث ماي المقبل إلى السابع منه، لاحتضان الدورة السابعة عشرة من مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير، الذي يحتفي بالأسرة، باعتبارها نواة المجتمع ومرآة لتحولاته. وكشف نور الدين العلوي، رئيس المهرجان، أن دورة هذه السنة تسعى إلى ترسيخ الوعي الثقافي والقانوني بقضايا الأسرة، وتوظيف السينما أداة نقدية وإبداعية في آن واحد، بما يعزز من حضور الفن في قلب التحولات الاجتماعية، ويجعله أداة بناء لا مجرد وسيلة ترفيه. وتعد فعاليات مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير، من أبرز التظاهرات السينمائية على الصعيدين الوطني والدولي، بفضل انفتاحه على مدارس سينمائية مختلفة، وانخراطه في قضايا مجتمعية وإنسانية متجددة، إذ تحمل دورة هذه السنة شعارا ذا بعد ثقافي واجتماعي عميق، يتمثل في "السينما وقضايا الأسرة"، في محاولة لاستخدام الفن السابع منصة للتفكير الجماعي حول التحولات التي تطول البنية الأسرية، وسبل تعزيز تماسكها في ظل المتغيرات المتسارعة. وينظم هذا الحدث السينمائي، من قبل محترف "كوميديا للإبداع السينمائي"، بشراكة وتعاون مع عدد من المؤسسات والهيآت المحلية والجهوية والوطنية، منها جماعة أيت ملول، ومجلس جهة سوس ماسة، وكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر آيت ملول. كما يحظى المهرجان بدعم من المركز السينمائي المغربي، إلى جانب تعاون وثيق مع إدارة المركز الثقافي لأيت ملول، الذي سيحتضن أغلب فقرات المهرجان، من عروض أفلام ولقاءات مفتوحة وندوات. وستعرف فعاليات الدورة مشاركة سينمائيين ومبدعين من 16 دولة عربية وأوربية، في تأكيد جديد على البعد الدولي للمهرجان، والانفتاح المتواصل على تجارب سينمائية متنوعة ومدارس فكرية وفنية متعددة. كما يرتقب أن يحج إلى أيت ملول جمهور من المهتمين وعشاق السينما، إلى جانب حضور أكاديمي وفني، يعكس الرغبة في جعل هذا الفضاء مناسبة للحوار والتكوين والتبادل الثقافي. وتتوزع المنافسة الرسمية على صنفين رئيسيين، الفيلم الروائي القصير والفيلم الوثائقي القصير، ويتنافس في 21 فيلما لنيل عدد من الجوائز، من أبرزها جائزة سوس الكبرى "نور الدين الصايل"، وجائزة لجنة التحكيم "فاطمة بوشان"، وجائزة أفضل سيناريو "عبد القادر اعبابو"، إضافة إلى جوائز خاصة بالإخراج والتصوير، وهي أعمال تمثل تجارب فنية مختلفة، من حيث اللغة والرؤية الإخراجية وطرح المواضيع، إذ اختيرت بعناية من قبل لجنة الانتقاء، لتجسيد روح التنوع والابتكار في عالم السينما القصيرة. ويترأس لجنة تحكيم الفيلم الروائي القصير الناقد المغربي البارز خليل الدمون، وتضم اللجنة في عضويتها المخرج العراقي نوزاد شيخاني، المعروف بأعماله الوثائقية والدرامية المؤثرة، والمخرج الألماني بيتر شبيلمان، صاحب تجربة كبيرة في السينما الأوربية. أما لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي القصير، فيترأسها الأكاديمي والباحث المغربي محمد العناز، بمشاركة الفنانة المغربية خديجة عدلي، والسينمائية الإيطالية باولا تاليفي، وهي تركيبة تعكس البعد التعددي في مقاربة الإنتاج الوثائقي من زوايا جمالية وسوسيولوجية متعددة. وفي إطار ثقافة الاعتراف، سيكرم المهرجان خلال هذه الدورة أربع شخصيات مغربية بارزة بصمت الساحة الثقافية والفنية، ويتعلق الأمر بالموسيقار عبد الفتاح النكادي، والكاتبة السينيفيلية أمينة الصيباري، والفنان أحمد النصيح، والدكتور عبد القادر ملوك، في لحظة اعتراف بأثرهم العميق على المشهد الإبداعي المغربي. ولا تقتصر فعاليات المهرجان على العروض السينمائية، بل تمتد لتشمل برمجة غنية من الأنشطة الثقافية والفكرية، تضم ندوات مفتوحة تناقش موضوع الأسرة في السينما، ودروسا سينمائية وورشات تكوينية لفائدة الشباب والطلبة، إلى جانب "ماستر كلاس"، يؤطره الناقد خليل الدمون، يستعرض فيه أهم التحولات التي عرفها الفيلم القصير وآليات قراءته نقديا. كما يتضمن البرنامج توقيع كتب فنية ونقدية لعدد من الباحثين والمبدعين، في تظاهرة تجمع بين الفرجة السينمائية والمعرفة العميقة. عبد الجليل شاهي (أكادير)