الــدفء يــعــود إلــى الأنــديــة

حضور قياسي للجماهير جعل الأندية تستفيد من مداخيل مالية غير مسبوقة شهدت السنوات الأخيرة عودة قوية لجماهير البطولة الوطنية إلى المدرجات، بعد سنوات عجاف، شهدت تراجعا في المستوى المحلي ، أثر على مستوى الفرق الوطنية في المنافسات القارية، وأيضا على المداخيل المالية للنوادي. ولم تكن عودة الجماهير إلى الملاعب الوطنية لتمر مرور الكرام، حيث شهدت المدرجات خلال بطولة هذه السنة، كثافة جماهيرية، إذ تمكنت فرق مثل الرجاء والوداد الرياضيين، من تسجيل مداخيل قياسية في ظرف وجيز. ولم يصبح هدف الجماهير التي تحضر إلى الملعب، متابعة المباراة فقط، إذ تتمتع باللوحات الفنية والصورة الجميلة التي ترسمها أعداد من الجماهير التي تزين المدرجات. "وينرز" ... عودة ميمونة تعتبر "إلترا وينرز" أبرز مثال على عودة الجماهير إلى ملاعب البطولة، إذ قاطع الفصيل عددا من مباريات الفريق الأحمر في المواسم الماضية، احتجاجا على سياسة المكتب المسير السابق، وتراجع مستوى ونتائج الفريق الأول، قبل أن تعلن عودتها القوية إلى المدرجات، ابتداء من الموسم الجاري.عودة "وينرز" منحت للفريق الأحمر دفعة إضافية، إذ بات الوداد يتصدر البطولة في أول موسم للرئيس الجديد سعيد الناصري ومكتبه المسير، وبتنا نتابع حضورا بالآلاف لأنصار الفريق في مدن المملكة، كما حدث في الحسيمة والقنيطرة ومراكش وخريبكة وغيرها من المدن.وفي خضم العودة الميمونة لجماهير الوداد، فإن الصورة التي تسوق عن البطولة الوطنية قاريا وعربيا، باتت أفضل، بعد سنوات لطختها المشاكل التسييرية والتنظيمية، إذ لم تكن جماهير الوداد تتجاوز في بعض الأحيان بضعة آلاف، قبل أن نتابع ملعب محمد الخامس مملوءا عن آخره في جل مباريات البطولة.عودة "وينرز" إلى المدرجات نموذج مصغر لعودة الجماهير الوطنية إلى مساندة فرقها، إذ أنعشت عودته خزائن النوادي بقوة. وفي حديثه عن المساندة الجماهيرية التي بات يلقاها الفريق الأحمر، اعتبر الناصري، رئيس الوداد عودة "وينرز" إلى المدرجات، "بطولة خاصة" فاز بها الوداد بمجرد بداية الموسم، ما يبرز ضرورة الحضور الجماهيري في النتائج التي تسجلها الفرق. مباريات في المدرجات ما يعطي جمالية أكبر على الحضور الجماهيري في المدرجات، هو أن المباراة التي تجرى على رقعة الملعب، لم تعد الهم الوحيد للجماهير التي تحضر إلى الملاعب، إذ باتت مباريات أخرى تلعب على المدرجات بين الجماهير، في رفع اللوحات الفنية والأغاني المساندة للفرق.ولم يقف الصراع عند هذا الحد، بل تجاوز إلى عدد الحضور الجماهيري، إذ ترى جمهور ناد معين، يحاول حشد عدد أكبر من الجماهير في مباراة واحدة، لتجاوز عدد الحضور الجماهيري للفريق المنافس، كما يحدث بين جمهوري الوداد والرجاء الرياضيين، الذي تشهد مبارياتهما في ملعب محمد الخامس، أعدادا قياسية من الجماهير، مهما كان المنافس. وبالأرقام، فإن معدل الحضور الجماهيري في مباريات البطولة الوطنية، بالنسبة إلى الفريقين البيضاويين، يتعدى 30 ألف متفرج، في الوقت الذي كان لا يتعدى في السنوات القليلة الماضية بضعة آلاف. الجماهير والأمن ... عمل مضاعف رغم المشاهد الجميلة التي ترافق عودة الجماهير إلى المدرجات، فإن الأمن يبقى أكبر متضرر، بحكم عمله الذي أصبح مضاعفا في كل مباراة.في السنوات الماضية، لم يكن عدد رجال الأمن في مباراة عادية بملعب محمد الخامس مثلا، يستقبل فيها الوداد أو الرجاء فرقا غير منافسة على اللقب، يتعدى 1000 رجل، إذ يساهم العدد القليل للجماهير في تنظيم محكم للمباريات، غير أن الأمر تغير انطلاقا من الموسم الحالي، الذي يبقى استثنائيا بكل المقاييس.وفي ظل التوافد الكثيف للجماهير على الملاعب الوطنية، فإن الأمن يضطر إلى توفير عدد مضاعف من رجال الأمن، يمكن أن يصل إلى 3000 رجل في المباراة، كما حدث في مباراة الرجاء الرياضي وشباب أطلس خنيفرة بالدار البيضاء، أو مباراة الوداد واتحاد الخميسات أو الوداد والكوكب المراكشي.ولا يكتفي الأمن بتوفير عدد مهم من عناصره في الملعب، إذ تتسع التغطية الأمنية إلى الشوارع القريبة من الملعب، لتفادي أي أحداث شغب أو فوضى، كما يحدث في بعض المباريات، بناء على خطط أمنية، يعدها المسؤولون الأمنيون قبل المباراة بأيام في اجتماعات مطولة. ما ينطبق على الدار البيضاء، فإنه ينطبق على المدن الأخرى، إذ تستنفر مباراة معينة رجال الأمن، من أجل تنظيم محكم للمباراة، وتفادي أي اصطدامات بين الجماهير. 250 مليونا للرجاء في ثلاث مبارياتبعد العودة الكبيرة للجماهير إلى المدرجات، كان لا بد من مستفيد من هذا التوافد القياسي من الجماهير، بغض النظر عن استفادة الفريق الأول من المساندة أثناء المباريات. في ظرف شهر، وفي ثلاث مباريات، حققت خزينة الرجاء مداخيل قياسية، بلغت 250 مليون سنتيم، إذ لم يحقق الفريق مثله في الفترة المحددة، منذ سنوات كثيرة. بالنسبة إلى الوداد، فإن مباريات اتحاد الخميسات والكوكب المراكشي والمغرب الفاسي، تركت في خزينة الفريق ما يقارب 200 مليون سنتيم، أي ضعف ما كان يجنيه المكتب المسير السابق من الحضور الجماهيري، في نصف موسم تقريبا. نتيجة هذه المداخيل الكبيرة التي حققها الفريقان البيضاويان، فإن إدارة النادي تعتبر المستفيد الأكبر، إذ تحقق أرباحا، يمكن أن تسد بها الخصاص الذي كان يهم الجانب المالي، إذ لم تسجل في الأشهر الماضية، أي حالة مطالبة بمستحقات من قبل اللاعبين أو الإداريين، إلا في بعض الاستثناءات.من جهة ثانية، فإن ميزانية ما يصرفه الفريقان البيضاويان في الموسم الواحد، تصل إلى 16 مليار سنتيم (الموسم الماضي)، غير أن مداخيل الحضور الجماهيري ستتضاعف هذا الموسم، لتزيد من الميزانية العامة، ما يجعل الجماهير تساهم بشكل إيجابي في الانتعاشة المالية لفرقها.ما ينطبق على الوداد والرجاء الرياضيين ينطبق أيضا على الفرق الوطنية الأخرى، إذ تعرف مدن الرباط وبركان وخنيفرة وخريبكة وتطوان وطنجة، حضورا جماهيريا قياسيا، لم يسبق له مثيل في السنوات الماضية. المطالبة بملاعب جديدةلم يمر الحضور الجماهيري الكبير في بعض المدرجات مرور الكرام على بعض مسيري الأندية، الذين اعتبروا الفرصة مواتية للمطالبة بملاعب جديدة، يمكن أن تستوعب العدد الغفير من الجماهير.مطالب رفعتها جماهير وإدارات فرق وطنية، أبرزها المغرب التطواني الذي يتوفر على ملعب سانية الرمل، الذي لم يعد يكفي الجماهير الغفيرة التي تحضر لمباريات بطل المغرب للموسم الماضي.ورغم بناء ملاعب طنجة ومراكش وفاس وأكادير، وصيانة ملعب القنيطرة والرباط وبركان ووجدة، فإن مدنا أخرى باتت تعتبر مطلب بناء ملعب كبير، من أبرز أولوياتها، إذ أقحمت في القضية جمعيات رياضية محلية.وبعد تطوان، فإن الجمهور الجديدي بات هو الآخر يرفع شعار ملعب جديد، بمواصفات عالمية، من أجل توفير الظروف المواتية للفريق، الذي يلعب على الرتب المتقدمة في كل موسم من البطولة الوطنية.بدورها طالبت الجماهير في خريبكة وآسفي بملعب جديد، بحكم أن ملعبي المسيرة والفوسفاط لم يعودا يستوعبان الأعداد الكبيرة من الجماهير التي تحج لمشاهدة المباريات.ع. د

الــدفء يــعــود إلــى الأنــديــة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحكيم غابوني وإيفواري للمحليين

تقارير حول كيزر شيفس تخيف الرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات