رسم بورتريهات لاعبين وجداريات ونشرها افتراضيا زاد من شهرته ويطمح لاحتضان موهبته وتبنيها يشق الشاب أنس العكشيوي، طريق النجاح عبر جبال التهميش، مسلحا بريشة يرسم بها خارطة طريق الوصول، مهما علت مثبطات ومتاريس تثبيت الذات في بيئة لا تشجع على الإبداع ولا تكترث بالمبدعين أيا كانت مجالات تميزهم، إلا فئة قليلة من أساتذته وعائلته ومعارفه وأصدقائه، حضنته وعانقت موهبته حالمة معه بمستقبل زاهر. لم يدرس أنس تلميذ في السنة الثانية باكلوريا علوم إنسانية بثانوية الوحدة بتاونات، التشكيل بمعهد متخصص، لكنه أحسن تشكيل الرسوم صانعا منها جداريات ولوحات تختصر اهتمامه وانشغاله، مبهرا ناظرا افتتن بها، سيما بعد نشرها افتراضيا لتتسع رقعة شهرته بعيدا عن الديار إلى نقط بعيدة يختصر الإنترنيت المسافات بينها. توسع انتشار بورتريهات للاعبي المنتخب ومدربه الركراكي، ورسوم لمشاهير كرة القدم ورموز رياضات قتالية، جعل اسمه يطفو على سطح الإبداع والتميز، بعدما ثبته محليا بتاونات في جداريات بأسوار ثانوية الوحدة حيث يدرس، أو داخل قاعة لفنون الحرب، دون أن يتوقف حلمه ولو لم تتوفر شروط نجاح أكبر يتمناه. لم يولد هذا الموهوب المولع بالرسم، بملعقة ذهبية في فمه، ولم يجد سبيل "تفجير" موهبته، مفروشا بالورد والرياحين. لكنه صمد وتحدى كل الصعاب، مثبتا قدرته على التميز ولو بأقل الإمكانيات وأصعب الظروف، ليكون نموذجا لشباب يخلق من اللاشيء أشياء ترفع قيمته واسمه عاليا بين كبار المبدعين، سيما في مجال الرسم. "أنس يمتاز بهدوئه وحسن أخلاقه ومثابرته على الدراسة وحماسه الكبير لتثبيت اسمه واحدا من أمهر الرسامين" يتحدث عنه أستاذه يوسف السطي، مشيرا إلى أنه "ذو طموح فني ومبدع يبهر ويتفنن في كل لوحة يرسمها"، مستدركا "لكنه للأسف وجد بالمكان الخطأ حيث لا اهتمام بمثل مواهبه ولا مبادرة لاحتضانها وتشجيعها وتبنيها". "ليس هناك معهد للفنون التشكيلية بتاونات، ولو وجد لما تخلفت عن التسجيل فيه. وأطمح بعد الحصول على الباكلوريا، التسجيل بمعهد بتطوان" يتمنى أنس ابن منطقة مزراوة النزيل دار الطالب، مشيرا إلى تشجيع أستاذه السطي له كما والده وعائلته، دون الباقي ممن مفروض أن يحتضنوا ويتبنوا ويرعوا مثل تلك المواهب. ويضيف "الموهبة موجودة والرسم هوايتي المفضلة منذ كان عمري نحو 6 سنوات. أبدع في كل شيء. أرسم لوحات وبورتريهات وجداريات وغيرها"، مستدركا "لكن الإمكانيات غير متوفرة والظروف غير مناسبة"، مؤكدا أنه يعتمد في رسم لوحاته، على أبسط المواد"، متمنيا فسح المجال له للمشاركة في معارض وتظاهرات ثقافية. ويقول "تتطلب رسم لوحة أو جدارية أو بورتريه، ساعات طويلة. وأعتمد في ذلك على أدوات بسيطة من قبيل القلم وبعض الألوان"، مشيرا إلى أن إمكانياته المادية وظروف عائلته لا تسمح له بتوفير كل أدوات ومعدات الرسم ولو توفرت "فأكيد سيكون للوحاتي تأثير أكبر وجمال أكثر وإقبال أوفر"، متمنيا التفاتة لموهبته. لحد الآن لم ينظم لأنس التلميذ السابق بمجموعة مدارس القاضي عياض وإعدادية النهضة، أي معرض فردي ولم يشارك في أي معرض جماعي، سيما في غياب معارض بتاونات المنسية والمتناسية مواهبها الكثيرة، لكن ذلك لن يحبطه طالما أنه مسلح بعزيمة وإرادة قويتين لتجاوز كل الصعاب لإثبات الذات، متطلعا إلى شهرة أوسع. ويقول "أتمنى أن تتاح لي فرصة العرض، سواء بمدينتي أو خارجها، بذلك على الأقل سيكتشف الكثيرون موهبتي التي أتمنى صقلها"، دون أن ينكر فرصة سانحة أتاحها له نشر لوحاته في العالم الافتراضي، بشكل عرف متابعيه على تجربته الجنينية التي يطمح لتطويرها مستقبلا، سيما إن وجد حضنا راعيا لموهبة تحتاج لمن يتبناها ويرعاها. حميد الأبيض (فاس)