الجماعات العنيفة تستخدم وسائل الاتصال الحديثة للتأثير عليهم وإسقاطهم في الفخ توالت في الأيام الأخيرة حوادث وطنية ودولية تورط فيها شباب مغاربة في قضايا الإرهاب، ما أصبح يدق ناقوس الخطر أكثر من أي وقت مضى، خاصة أن الجماعات المتطرفة والمستثمرين في خطاب التطرف، يصطادون هذه الفئة ضعيفة المناعة الفكرية. وفتح نقاش كبير حول الشاب المغربي الذي استفاد من القرعة الأمريكية، وسافر إلى بلاد العام سام من أجل تحسين وضعيته الاجتماعية والاقتصادية، قبل أن يفاجئ أسرته ومعها معظم المغاربة بالسفر إلى إسرائيل من أجل تنفيذ هجوم إرهابي، تسبب في جروح لمواطني الدولة المستقبلة، وانتهى بقتله في عز شبابه. ولم تمر سوى أيام قليلة قبل إعلان السلطات المغربية تفكيك شبكة إرهابية محلية، كان أعضاؤها يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في مواقع حساسة، قبل أن يتم القبض عليهم في مشهد صادم باستعمال مروحية وقناصين محترفين ناهيك عن مجموعة من الفرق الأمنية المتخصصة الأخرى. وأثرت حروب الشرق الأوسط الأخيرة، على الشباب المغاربة، بسبب كمية الشحن التي يتعرضون لها من قبل قنوات إعلامية عربية وأجنبية، ناهيك عن المظاهرات والوقفات التي لم تتوقف في المغرب منذ بداية الحرب في غزة، والتي يمرر في كثير منها خطاب متطرف، يطالب بالثأر من اليهود. وتحاول بعض الجمعيات والأحزاب السياسية والجماعات المحظورة داخل المغرب، استغلال الفرصة من أجل الضغط على الدولة، لتحقيق مكاسب سياسية مستقبلية، لكن خطابها يجرف الشباب ويوقع بهم في بؤر التوتر. وهناك الكثير من المغاربة الذين احتفوا بالشاب المنحدر من زاكورة، وجعلوا منه بطلا قوميا، رغم أن القاصي قبل الداني، يعلم أنه ضيع حياته في حرب تتجاوز أبعادها الحدود الإقليمية، ولها ارتباطات مع دول عظمى، ولا يمكن لشاب قرر تفجير نفسه أو طعن مواطنين إسرائيليين أن يغير من واقع الأمر شيئا. وأصبح استهداف الشباب المغاربة من قبل الجماعات المتطرفة المعروفة سواء في الشام والعراق أو في منطقة الساحل، ممنهجا إذ أن جل الخلايا التي يتم تفكيكها، يكون لديها مشروع للالتحاق ببؤر التوتر بعد تنفيذ عمليات في المغرب. وليست الجماعات المتطرفة وحدها التي تستهدف الشباب المغاربة، إذ أن القنوات الإعلامية بدورها تحولهم إلى أبطال كلما تعلق الأمر بهجوم على اليهود، كما وقع في هولندا قبل مدة، عندما اعتدى بعضهم على مشجعين إسرائيليين. عصام الناصيري