متولي: هناك حلقة مفقودة بالرجاء

قال لـ الصباح الرياضي إنه يحترم اختيارات الزاكي وسيظل ينتظر فرصته رفض محسن متولي، لاعب الوكرة القطري، الخوض في العرض الذي قيل إنه توصل به من أحد المستثمرين الوداديين ، احتراما لشعور محبيه، وللفريق الذي تربى بين أحضانه، مبرزا أنه طوى الموضوع الذي أثار الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة. وكشف متولي في حوار أجراه معه «الصباح الرياضي»، أنه متأثر بعدم لعب الأدوار الطلائعية رفقة الوكرة، في دوري قطر، مبرزا أن ما يشفع له ظهوره بمستوى متميز في جميع المباريات التي خاضها لحد الآن. وأبرز الرجاوي السابق أنه غير نادم على الاختيار، معتبرا الوكرة محطة أولى في درب الاحتراف، ستليها خطوات أخرى. ولم يخف متولي تأسفه على ما آلت إليه الأوضاع داخل الرجاء، مبرزا أن ثمة حلقة مفقودة في أداء الفريق، تجعل محبيه غير مطمئنين على نتائج مبارياته، حتى في حال الانتصار، خصوصا أن الفريق يتوفر على أفضل اللاعبين في البطولة، حسب رأيه. وعن حضوره مع المنتخب الوطني، أفاد متولي أنه مستعد للدفاع عن القميص الوطني، لكن الكلمة الأولى والأخيرة تظل لبادو الزاكي، الذي يكن له كل الاحترام والتقدير، ويحترم اختياراته. وفي الأخير دعا متولي زملاءه السابقين في الرجاء، إلى بذل مجهود مضاعف في عصبة الأبطال، لتحقيق أماني الجمهور، الذي اعتبره مفخرة للفريق. وفي ما يلي نص الحوار: أثار العرض الذي توصلت به من أحد المستثمرين الوداديين ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة... (مقاطعا) لا أريد الحديث في هذا الموضوع، احتراما لشعور محبي متولي، وللجمهور الذي رأى في الموضوع خيانة، رغم أنني لاعب محترف من حقي مناقشة العروض التي أتوصل بها، ومع ذلك سأطوي هذه الصفحة، التي أثارت الكثير من الجدل، وسأحتفظ لنفسي بحقيقة ما وقع، حتى لا أتهم بالضغط على جهة دون أخرى، وسأواصل مسيرتي الاحترافية، في انتظار اتضاح الرؤية بشأن مستقبلي الكروي. تتألق في دوري لا يلعب فيه الوكرة دورا طلائعيا، بل أكثر من ذلك، فهو يبحث عن تأمين نفسه بين الكبار... هذا صحيح، خصوصا بالنسبة إلى لاعب تعود على اللعب على الألقاب رفقة الرجاء، لكن ما يشفع لي هو أنني أقدم مستويات جيدة بشهادة المتتبعين، وهذا في حد ذاته، الدور الحقيقي للاعب المحترف، المفروض فيه أن يقدم الإضافة بغض النظر عن النتائج المحققة. ألم تندم على هذا الاختيار؟ أبدا، هي خطوة أولى في درب الاحتراف، بعد تجربتي القصيرة في الدوري الإماراتي، والأكيد أن المستقبل سيكون أفضل، كما قلت لك في ظل المستوى الذي أظهر به في جل المباريات، والذي سيكون حاسما في تحديد مصيري. هل تفضل الاستمرار في الدوري القطري، أو الانتقال إلى دوري آخر؟ الدوري القطري يوفر كل الظروف الملائمة للتألق، بغض النظر عن الفريق الذي تدافع عن ألوانه، وأنا في الوقت الحالي لاعب للوكرة، وربما غدا ألتحق بفريق آخر، سواء في دوري قطر، أو أي دوري آخر، المهم أن أواصل مسيرتي الاحترافية بالطريقة المثالية التي تجعل مني خير سفير لكرة القدم الوطنية. يلاحظ المتتبعون أنك كثير الانفعال وغير راض عن أداء زملائك في الوكرة، وهذا يظهر من ملامحك في المباريات... أكيد أنني لست راض، خصوصا عن أداء بعض المحترفين، لأنني محب للفوز، ولا أرضى بالهزيمة، وفي بعض الأحيان تنتابني رغبة في الانفجار داخل رقعة الميدان، جراء ما أشاهده، لكن في الأخير أقول في قرارة نفسي ما أنا سوى لاعب محترف، مطلوب منه أداء واجبه وتقديم الإضافة، وأعتقد أن هذا ما أقوم به. أين لمست الفرق بين مستوى البطولة الوطنية والدوري القطري؟ رياضيا، أعتقد أن مستوى البطولة الوطنية، يتفوق بقليل، أما على المستوى التنظيمي والبنيات التحتية، أعتقد أنهم تجاوزونا بسنوات ضوئية.أتمنى أن تتوفر مثل هذه الظروف للاعب المغربي، والأكيد أننا سنرى مستوى آخر، وسنتابع مباريات بجودة عالية، لأن اللاعب المغربي موهوب، إضافة إلى الأجواء الاحتفالية التي تجرى فيها المواجهات وهذا أمر نفتقده للأسف في الخليج بشكل عام. هل هناك لاعبون في البطولة الوطنية بإمكانهم النجاح في الدوريات الخليجية؟ صدقني إذا قلت لك، إن نسبة كبيرة منهم بإمكانها النجاح، بل بإمكانها التألق، لأنه كما قلت لك في البداية، اللاعب المغربي موهوب، وسريع التأقلم مع الأجواء، لذلك بإمكانه النجاح هنا، خصوصا أن الظروف الملائمة متوفرة. شخصيا أرى أنه بإمكان جميع لاعبي الرجاء الاحتراف بالخليج، شريطة الانصهار في الأجواء، الصعبة سيئا ما. وأين تكمن صعوباتها برأيك؟ بداية بالمناخ، ودرجة الرطوبة العالية، إضافة إلى درجة الحرارة المرتفعة، لذلك ستجرى جل المباريات في الفترة المسائية، ومع ذلك نجد صعوبة في التنفس، وبذل مجهود بدني كبير، لذلك أنا ضد من يقول إن مستوى الدوريات الخليجية ضعيف، ويتميز بالبطء (الله يحسن العوان). أي إضافة قدمها زميلك السابق في الرجاء إسماعيل بلمعلم إلى الوكرة؟ هذا السؤال بإمكانك طرحه على الطاقم التقني والجمهور على قلته، أما بالنسبة إلي فلا يمكنني أن أقيم أداءه، ولا يمكنني أن أنتقده، ولكن للشهادة والتاريخ، فبلمعلم ومنذ قدومه إلى الوكرة يحظى بثقة واحترام الجميع، أما أداؤه فيمكن تقييمه من عدد المباريات التي شارك فيها أساسيا، واعتقد أنه نال رسميته عن جدارة واستحقاق، وأتمنى له التوفيق. هل كان لحضوره دور في استقرار متولي وتألقه بشكل لافت في المباريات الأخيرة؟ لا يمكن أن أنكر ذلك، فبلمعلم نعم الصديق بالمغرب، وحضوره هنا إلى جانبي رفع معنوياتي، وجعلني أشعر بنوع من الاستقرار، وبعد نهاية المباريات والتداريب نتبادل الزيارات العائلية، للحد من قساوة الغربة، والتغلب عليها شيئا ما، في انتظار العودة إلى أرض الوطن. أكيد أنك مازالت تتابع مباريات الرجاء... بطبيعة الحال، أنا وزميلاي بلمعلم وبلخضر وبعض المغاربة الموجودين بالوكرة. ما هو تقييمك لمستوى الفريق هذا الموسم؟ لن أكون مجاملا وأقول لك إنني راض عن الأداء تماما، وإن الفريق سيفوز بكل الألقاب هذا الموسم. هناك حلقة مفقودة داخل الرجاء، لست أدري ما هي ولكن ثمة شيئا ما يجعلك غير مطمئن وأنت تتابع مبارياته، إذ أنك تتوقع في أي لحظة الأسوأ، وهذا إحساس يلازمني في جميع المباريات الأخيرة، حتى التي انتصر فيها الفريق.صحيح أن الرجاء يضم أجود اللاعبين في البطولة الوطنية، وربما أفضل من العناصر التي غادرت، بمن فيهم أنا وبلمعلم والراقي وياجور، لكن لست أدري ماذا ينقص اللاعبين للسيطرة على جل المنافسات، خصوصا في ظل حضور جماهيري منقطع النظير هذا الموسم. هاته الجماهير التي تحدثت عنها أنشأت صفحة على موقع اجتماعي تطالب فيها بعودة متولي إلى الرجاء، ما رأيك في هذا الموضوع؟ تحية لهذه الجماهير العريضة، التي أكن لها كل الاحترام، وأشكرها على هذه البادرة، لكنني أقول لها إنني في الوقت الحالي لاعب محترف، مرتبط بعقد ممتد لموسمين مع الوكرة، ولا يمكنني تلبية طلبهم بالسهولة التي يتصورونها، لكنني أعدهم أنني لن ألعب بالمغرب لغير الرجاء. أتمنى أن يتجاوز الفريق مرحلة الفراغ، وأن يذهب إلى أبعد نقطة في عصبة الأبطال، لأن الأمر متاح في ظل توفر الإمكانيات المالية والبشرية، وما على اللاعبين سوى التفاني في الدفاع عن ألوان القميص لتحقيق أماني الجماهير العريضة التي تساندهم، وتعد بالفعل مفخرة للفريق. نذهب للحديث عن المنتخب الوطني، والعقوبات الصادرة في حقه من طرف «كاف»؟ هي عقوبات غير منطقية، ولا تستند على أسس، فالمغرب طلب التأجيل، لقوة قاهرة، ولم يتملص من التنظيم، لأنه كان جاهزا بشهادة المتتبعين، ولو نظمت الكأس القارية بالمغرب، لكانت الأفضل عبر التاريخ. حضورك في المنتخب يخيم عليه الكثير من الغموض، خصوصا في ظل المستويات التي تقدمها... (مقاطعا) أنا دائما جاهز، وسأظل رهن إشارة وطني، والكلمة الأولى والأخيرة تظل للمدرب. هل تشعر أن ثمة شيئا ما يحول دون حضورك المتواصل في المنتخب، سواء عندما كنت لاعبا في البطولة أو محترفا؟ شخصيا أبذل قصارى جهدي لأكون في المستوى، وأحظى بشرف القميص الوطني، لكن كما قلت، القرار يظل للمدرب، وأنا أحترم اختياراته، وأتمنى له التوفيق رفقة الأسود، لأن الهدف الأسمى يظل رفع الراية الوطنية عاليا، بغض النظر عن أسماء اللاعبين، ومع ذلك سأظل أنتظر فرصتي. ألا يحرجك إبعادك عن المنتخب مع مسؤولي وجمهور الوكرة؟ لا أخفيك أن العديد من المتتبعين يسألونني عن الموضوع باستمرار، لكن جوابي دائما يظل هو أنني رهن إشارة وطني، والكلمة الأولى والأخيرة تظل للناخب الوطني. ماذا عن علاقتك بالزاكي؟كأي علاقة بين لاعب ومدرب، يطبعها الكثير من الاحترام والتقدير، حتى لو أصر على تجاهلي، فلا شيء سيتغير، لأنه من وضع فيه الجمهور والمسؤولون ثقتهم، واختاروه ناخبا وطنيا. كان هناك حديث عن عروض من الدوريين السعودي والإماراتي، ما هي حقيقة هذا الموضوع؟ بالفعل هناك عروض قيد الدرس، لكن في الوقت الحالي أنا لاعب للوكرة، وأسعى إلى مساعدته على تجاوز مرحلة الفراغ، وضمان بقائه في القسم الممتاز، ولا أريد تشتيت تفكيري في مواضيع قد تؤثر على عطائي مستقبلا. ألا تفكر في الاحتراف بأوربا؟ أكيد أفكر في الأمر، لكن في الوقت الحالي يصعب الأمر، بالنظر إلى عدة اعتبارات، في مقدمتها عدم اقتناعي ببعض العروض المقدمة من أندية على الخصوص فرنسية.في سطورالاسم الكامل: محسن متوليتاريخ ومكان الميلاد: 3 مارس 1986 بالدار البيضاءمركزه: وسط ميدان هجوميالفريق الحالي: الوكرة القطريطوله: 172 سنتمتراالفرق التي لعب لها :الرجاء الرياضي واتحاد تواركة والإمارات الإماراتي والوكرة القطري بورتريمتولي... مبدع من زمن آخراستطاع محسن متولي، ذو 29 ربيعا، أن يشق طريقه في عالم النجومية بعد وقت طويل، بسبب مزاجيته، وطيش الشباب، قبل أن يستقر وتتفجر مواهبه، ويصبح واحدا من أبرز اللاعبين المغاربة في تاريخ كرة القدم المغربية.أمتع بحركاته التقنية العالية، وفنياته الرائعة، وأصبح معبود جمهور المكانة، قبل أن يدخل عالم الاحتراف، عبر بوابة الوكرة، في واحدة من أغلى الصفقات...لا يجادل اثنان في قيمة متولي الفنية ومهاراته الفردية، كما لا يشكك الخصوم قبل المحبين في أنه من الظواهر الجميلة في كرتنا المريضة في السنوات الأخيرة. موهبة تأخرت في تخطي حاجز الهواية. ربما هي الهواية نفسها التي كلفت متولي سنوات من عمره، وأدخلته خانة المشاغبين بامتياز.يقول متولي إنه خلق هكذا، من طينة "العباقرة"، كبيتشو وبكار، المهم هو ما يقدمونه داخل المستطيل الأخضر، أما حياتهم الخاصة فتلك حكاية أخرى...كل من يعرف متولي عن قرب، يكتشف فيه طيبوبته وأخلاقه، وتعلقه الكبير بأسرته، وحرصه الشديد على تقاليده وعاداته، رغم مظهره الذي يوحي بشيء آخر، غير الحقيقة...متولي كتلة من الإبداع والشغب، تخلص من الصفة، فأضحى من بين أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب الوطنية في العقود الأخيرة... ليس مهما أن يكون رجاويا أو وداديا...، ولكن المهم أنه فنان، في زمن قل فيه الإبداع، وحلت مكانه الصرامة والخطط التقنية العقيمة، تغتال كل ما هو جميل داخل المستطيل الأخضر.

متولي: هناك حلقة مفقودة بالرجاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاصـر يثيـر الرعـب داخـل مؤسسـة تعليميـة

اشعيبة بطلا لإفريقيا في المسايفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات