ركز مشروعه على تحسين تقنيات الفرز والتوزيع وتدريب اليد العاملة في القطاع في قلب تزنيت، بزغ نجم عزيز أهرموش، المولود في 1988، ليشق طريقه نحو النجاح في مجال ما يزال يشق طريقه في المغرب، تدوير النفايات، بدأت رحلته التعليمية في مدارس أيت ملول، حيث أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية، ليحصل بعدها على شهادة البكالوريا من ثانوية محمد البقالي، بعد ذلك، اختار مسار الاقتصاد في جامعة ابن زهر بأكادير، متسلحا بحلم يفتح آفاقا جديدة تتجاوز جدران الفصول الدراسية. لم يكن عزيز طالبا تقليديا أثناء دراسته الجامعية، بل كان رائدا في التفكير الإيجابي والمستقبلي، يسعى لتغيير واقعه وواقع مجتمعه، قدم مشروعا مبتكرا في نادي "كن إيجابيا" بجامعة ابن زهر، حيث سلط الضوء على أهمية تنظيم أيام بيئية وتشجيع الطلاب على حماية البيئة، واستثمارها وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، كانت هذه المبادرة خطوة أولى نحو مشروعه الريادي في معالجة وتدوير النفايات، مؤمنا بأن إعادة التدوير تساهم في تقليل حجم النفايات والحد من التلوث، فضلا عن الحفاظ على الموارد الطبيعية، من خلال إعادة استخدام المواد المعاد تدويرها. لعب المهندس الشيخ الخرشي دورا كبيرا في صياغة رؤية عزيز وتوجيهه نحو مجال تدوير النفايات، تحت إشراف الخرشي، توسعت معرفة عزيز بمختلف أنواع النفايات الطبية والصناعية والزراعية والبلاستيكية، ما جعله يدرك الفجوة الكبيرة في هذا القطاع جنوب المغرب، خاصة في مناطق تمتد من مراكش إلى الأقاليم الجنوبية، حيث لم تكن هناك شركات متخصصة في هذا المجال. بعد حصوله على شهادة الإجازة، اتجه عزيز إلى سوق العمل، ليكتشف أن الاستثمار في مجال تدوير النفايات يتطلب رؤوس أموال ضخمة. على الرغم من هذه التحديات المالية، بدأ في استكشاف النفايات الصناعية والفلاحية في منطقة سوس ماسة، التي تعد من أكبر منتجي النفايات في المغرب. تواصل عزيز مع مصالح النظافة في بلدية أكادير ومحطات التلفيف الزراعية، مما منحه صورة شاملة عن هذا القطاع وفتح أمامه أبوابا جديدة، للتعاون مع شركات مغربية ودولية. في 2019، قام عزيز بتأسيس شركته الخاصة لتدوير النفايات، متعاونا مع العديد من محطات التلفيف والشركات الزراعية، ركزت الشركة على تحسين تقنيات الفرز والتوزيع وتدريب الأيدي العاملة في هذا القطاع. كما استفادت الشركة من الاتفاقيات البيئية التي وقعها المغرب خلال مؤتمر "كوب 22"، ما دفع الشركات المحلية إلى تحسين تعاملها مع النفايات لضمان الالتزام بالمعايير البيئية العالمية، ومن أجل تنفيذ إستراتيجية إعادة التدوير التي أطرها المشرع المغربي، في عمليات فرز وإعادة تدوير النفايات من خلال تكريس الإلزامية بالنسبة للفاعلين الترابيين لضمان التخلص من النفايات، وإقامة منشآت تثمين هذه النفايات ووجود تقنيات إعادة التدوير في إعداد مخططات تدبير النفايات (المخطط الوطني، الجهوي، الجماعي)، وتلك المرتبطة بالبرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية والمماثلة لها. وتوجت جهود عزيز بالنجاح في 2023، عندما تم احتضان مشروعه لإنتاج صندوق بلاستيكي معاد تدويره، كان هذا المشروع مبتكرا في تحويل النفايات البلاستيكية، حيث تعتبر جهة سوس ماسة من أكبرالجهات التي تفرز أزيد من 68 ألف طن من النفايات البلاستيكية، التي كانت في السابق ترسل إلى البيضاء ومراكش لإعادة التدوير. نجح عزيز في تحويل سوس ماسة إلى مركز إقليمي لتدوير البلاستيك، مستفيدا من دعم محلي لتطوير حلول مستدامة تعالج مشكلة النفايات في المنطقة. ساهم مشروع عزيز في تعزيز القطاع غير المهيكل لتدوير النفايات في سوس ماسة، مما أدى إلى توفير فرص عمل وتشجيع اليد العاملة المحلية على الانخراط في هذا المجال الحيوي. أطلق عزيز أيضا مبادرات فردية لرفع الوعي بأهمية إعادة التدوير وحماية البيئة، مما جعله رمزا للابتكار في مجال التنمية المستدامة، ونجح في الانخراط في مشروع تثمين المخلفات الفلاحية البلاستيكية بجهة سوس ماسة، الذي يركز على تطوير وتحسين الممارسات الجيدة لتدبير وتثمين هذه المخلفات، التي تعد مشكلة غالبا ما يتم التقليل من شأنها، لكنها تحمل تأثيرات ملحوظة على البيئة والصحة والمستقبل، كما تشكل موردا وفرصة كبيرة لتعزيز نهج الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر. ويعد استخدام البلاستيك الفلاحي شائعا في المغرب، خاصة في المناطق ذات الإنتاج الزراعي الكبير مثل سوس ماسة، الغرب-لوكوس، ودكالة. وتقدر المخلفات الفلاحية البلاستيكية المنتجة على المستوى الوطني بحوالي 100 ألف طن سنويا، ينتج أكثر من نصفها في جهة سوس ماسة. بإصراره ورؤيته المستقبلية، نجح عزيز أهرموش في تحويل التحديات إلى فرص، واضعا بصمته رائدا في تدوير النفايات في المغرب. قصة نجاحه تلهم الأجيال الشابة بضرورة الإيمان بقدراتهم وتحويل الأفكار البسيطة إلى مشاريع عظيمة تخدم المجتمع وتساهم في بناء اقتصاد أخضر ومستدام. عبد الجليل شاهي (أكادير)