كيف تنظر إلى علاقة السياسة بالرياضة؟ في الدول الديمقراطية التي جعلت من الرياضة رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية ، والتي توجد فيها أيضا الرياضة مرسخة ليس فقط في السياسات العمومية المحلية والجهوية والوطنية، بل أيضا في التقاليد والأعراف لمجتمعاتها، تجد أننا نلمس أن السياسة بمفهومها الواسع هي في خدمة الرياضة، بينما في المغرب نجد العكس، أي أن الرياضة أصبحت مطية لقضاء مآرب حزبوية سياسوية ضيقة.نحن في المغرب لم نصل بعد إلى نضج من شأنه أن يخرج القطاع الرياضي من الظلام، وبالتالي أتساءل كيف يمكن أن نتحدث في المغرب عن سياسة رياضية في غياب مخطط ورؤية واضحة المعالم؟ كما هو الشأن الذي تم العمل به على مستوى بعض القطاعات الحيوية وعلى رأسها القطاع الفلاحي والسياحي والصناعي؟ثم كيف يمكن التحدث عن علاقة السياسة بالرياضة بمقتضى الفصل 92 من دستور المملكة المغربية؟ فيما المجلس الحكومي الحالي لم يتداول ولو مرة واحدة حول القطاع الرياضي على مستوى السياسات العمومية؟ بل أكثر من هذا، فرغم دسترة الرياضة فالحكومة الحالية وجميع الأحزاب دون استثناء تتعامل مع الشأن الرياضي بطريقة سلبية وبلا مبالاة. ما هي أوجه استغلال الرياضة لأهداف سياسية؟ يتجلى هذا الاستغلال السياسوي بمنطق عقلية الريع، والمحسوبية المتخلفة هذا من جهة، أما من جهة أخرى فنكون في غالبية الأحيان أمام تجاذب ذاتي بين الأشخاص المتحزبين وبعض رجال الدولة. خلاصة القول الرياضة المغربية لا يمكنها أن تكون رافعة للتنمية المستدامة، إذا لم نخرجها من شرنقة الصراعات الشخصية، وبالتالي من الحلقة المفرغة التي توجد فيها إلى يومنا هذا، وهذا ما تم التحذير منه في الرسالة الملكية السامية حول الرياضة، خلال المناظرة الوطنية المنعقدة بالصخيرات سنة 2008.فأين نحن من تفعيل الرسالة الملكية من جهة، وأين نحن من تفعيل الدستور من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة بقيت التوصيات العملية التي أصدرتها المناظرة حبرا على ورق، دون ترجمتها إلى إستراتيجية على المدى القصير والمتوسط والطويل. ما هي الآليات التي تقترح للحد من استغلال الرياضة في السياسة؟ في اليوم الذي ستكون لدينا سياسة رياضية حقيقية، وبطريقة علمية ميدانية يمكن أن نزرع الأمل، وأن نطمح إلى التميز على الصعيد القاري والدولي والأولمبي. الحركة الرياضية المغربية في حاجة إلى سياسة رياضية للدولة، وليس إلى رجالها، ولا أيضا للاقتراحات الترقيعية لبعض الأحزاب.باختصار شديد، ما دمنا نخطط ونبرمج للشأن الرياضي بالمغرب، دون بحث علمي فيجب أن نعترف على أننا متخلفون بامتياز.أجرى الحوار: عبد الإله المتقي