ورشات على هامش الحدث لتعلم أساليب الحماية الرقمية وكتابة القصص تزامنت الدعوات المطالبة بتنظيف "الويب المغربي" من التفاهة والمحتوى المائع، حماية للشباب وأطفال الجيل الجديد، الذين لم يعد من الممكن منعهم من الأنترنت، مع مبادرة مهمة جدا، تقودها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وتتعلق بتلقين الأطفال سبل الحماية السيبرانية. وإذا كانت معارض الكتب التقليدية مخصصة فقط لعرض الكتب وبيعها، وتنظيم الندوات الفكرية، فإن معرض كتاب الطفل، استقبل عددا مهما من تلاميذ المدارس، ونظم لهم ورشات مهمة، في مواضيع تستأثر بالاهتمام، وعلى رأسها الأمن السيبراني. وتضمن برنامج اليوم الثالث من المعرض ورشات مختلفة، أبرزها ورشة "إ- حماية" والأكاديمية الرقمية، التي هدفت إلى تعزيز المهارات الرقمية، ونشر ثقافة الحماية السيبرانية، والتوعية بالمخاطر الرقمية وتطوير الكفاءات لدعم التعلم الرقمي. وتضمن برنامج اليوم نفسه، ورشة في "كتابة القصة"، وهي مساحة إبداعية تهدف إلى اكتشاف عالم السرد القصصي، وتطوير مهارات الكتابية الأدبية، إذ تعرف المشاركون على عناصر القصة الأساسية، مثل بناء الشخصيات وصياغة الحبكة وتطوير الأحداث، إلى جانب تقنيات التعبير الإبداعي وصقل الأسلوب الكتابي. وستجعل مثل هذه الأنشطة من جزء من أطفال اليوم أدباء الغد، إذ أصبح هناك تنسيق بين مختلف الوزارات، من أجل منح الفرصة للأطفال للانفتاح على محيطهم، وتعلم مهارات جديدة، لم تقتحمها بعد المدرسة العمومية، من قبيل الحماية السيبرانية. وخصصت وزارة التربية الوطنية رواقا خاصا بها في المعرض، تستقبل فيه التلاميذ الزوار، ونظمت أيضا ورشة "الحكاية اليومية"ـ وهي أداء تعلمية فعالة تهدف إلى تنمية مهارات التلاميذ اللغوية والفكرية والاجتماعية، من خلال تعزيز قدراتهم على الاستماع والفهم، توسيع خيالهم وإبداعهم، وتطوير مفرداتهم ومهاراتهم في التعبير. وقدمت للتلاميذ في الورشة ذاتها، مشاهد مسرحية لشخصية "شيخ الكلام"، المستوحاة من التراث الشعبي المغربي، حيث أضفى عرضها جوا من المتعة والإبداع من خلال تبادل الأدوار بين الشيخ والتلاميذ، بإلقاء معبر وكلام موزون نال إعجاب الحاضرين. ويمكن القول إن التلاميذ يعيشون اليوم في فترة ذهبية، على الأقل جزء منهم، إذ أن ما توفره وزارة التربية الوطنية أو وزارة الشباب مهم جدا، سواء تعلق الأمر بهذه النوعية من الورشات والزيارات، أو غيرها من المبادرات لزيارة المآثر الثقافية المغربية، وربط الأجيال الصاعدة بتاريخها وثقافتها، عكس ما كان معمولا به في السابق، عندما كانت المدرسة تقتصر فقط على الدروس، ولا توفر أجواء الحياة المدرسية. عصام الناصيري