الأسعار تتجاوز سقف 25 درهما

يعرف قطاع الدواجن هذه الأيام ارتفاعا مهولا في الأسعار فاق سقف 25 درهما مما جعل المستهلك يحجم عن الإقبال على اقتناء اللحوم البيضاء ودفع به إلى مناشدة المسؤولين على القطاع بضرورة الأخذ بعين الاعتبار المستوى المعيشي للأسر ذات الدخل المحدود التي أصبحت عاجزة عن اقتناء اللحوم الحمراء. وعرفت أسعار الدواجن في الآونة الأخيرة ارتفاعا، تراوح ما بين 20 درهما و30، سيما في هذا الوقت بالذات الذي لا تقام فيه لا الحفلات ولا الأعراس ولا المناسبات المرتبطة بالسياحة والحج والانتخابات، التي تفرض استهلاك لحوم الدواجن بكثرة. واختلفت تبريرات المهنيين حول أسباب ارتفاع سعر الدجاج، فمنهم من رده إلى ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن ومنهم من عزاه إلى ارتفاع سعر اللحوم الحمراء والأسماك وإقبال الناس على لحوم الدجاج ومنهم من أرجع الأمر إلى ارتفاع سعر الكتكوت، رغم انخفاض مدخلات الأعلاف والبنزين في السوق الدولية. ومن الأسباب المباشرة أيضا، ارتفاع معدل استهلاك اللحوم البيضاء، حيث أكد يوسف العلوي رئيس الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، في تصريح صحافي بمناسبة افتتاح الدورة 25 لمعرض الدواجن المنظم بالجديدة بداية الشهر الجاري، أن معدل الاستهلاك الفردي بالمغرب ارتفع إلى 20 كلغ من اللحوم، مقابل 3 كيلوغرامات إفريقيا. وأضاف أن الإنتاج السنوي يقدر اليوم بـ 745000 طن من اللحوم البيضاء و6.1 ملايير بيضة، مشيرا إلى أن الرهان المطروح على المهنيين هو الوصول في أفق 2030 إلى مليون طن من اللحوم البيضاء و8 مليارات بيضة. وبرر عدد من المهنيين سبب ارتفاع سعر الدجاج بارتفاع الطلب وتراجع العرض الناتج عن تخلي العديد من مربي الدواجن الصغار عن الحرفة وارتفاع أسعار مدخلات إنتاج الأعلاف، إضافة على ارتفاع سعر اللحوم الحمراء والأمراض التي تأتي على جزء كبير منها. وعزا محمد مهدب أحد المختصين في تربية الدواجن، في اتصال هاتفي مع "الصباح"، غلاء الدجاج إلى ارتفاع سعر الأعلاف وارتفاع الطلب وانتشار الأمراض التي تأتي على نسب مرتفعة من الدجاج الموجه لإنتاج الكتكوت واللحم، وقدر النسبة ما بين 30 في المائة و40 ببعض الضيعات، مضيفا أن الفيروسات تتحول في مورفولوجيتها، مما يجعل المختصين عاجزين على محاربتها وهو ما يكبد المنتجين خسائر مادية دفع بالعديد منهم إلى التوقف عن إنتاج اللحوم البيضاء. من جهته أوضح المصطفى فرحات، منتج صغير للدجاج في تصريح مماثل، أن ارتفاع سعر الكتكوت الذي وصل إلى 13 درهما وارتفاع الأعلاف دفع بالعديد من المهنيين الصغار إلى التوقف عن المغامرة بالدخول في سباق خاسر منذ البداية، إذ يجد أغلبهم نفسه أمام عجز واضح في التوفيق بين سعر التكلفة وثمن البيع، إذ لا يجني من وراء ذلك إلا الخسارة والتعب. وأمام هذه المفارقات الغريبة، وجد الباعة بالتقسيط أنفسهم أيضا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواصلة المغامرة الخاسرة أو التوقف مؤقتا إلى حين تحسن ظروف السوق مستقبلا. وأوضح عبد الرحيم قهمي بائع الدجاج بالتقسيط، أنه يفضل الحفاظ على رأس ماله بدل مواصلة جني الخسارة في ظل ارتفاع سعر الدجاج الذي يقتنيه ب22 و26 درهما دون الحديث عن تكلفة الاستقبال والذبح واليد العاملة، مشيرا أن المستهلكين تراجعوا، أمام ارتفاع سعر الدجاج إلى 30 درهما، عن استهلاكه وتوجهوا نحو السردين والقطاني والخضر. يشار إلى أن سلسلة الدواجن المغربية، تشكل 100 في المائة من الاحتياجات الوطنية من بروتينات الدواجن وتساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي للبلاد وتفتح آفاق التعاون الفلاحي في إفريقيا، إذ ساهم هذا القطاع الاستراتيجي، في الانفتاح على المحيط الإفريقي، حيث يحقق رقم معاملات سنويا تقدر بحوالي 41,7 مليار درهم ويمكن من توفير حوالي 150 ألف منصب شغل مباشر و350 ألف منصب شغل غير مباشر. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

الأسعار تتجاوز سقف 25 درهما

ارتفاع سعر الكتكوت إلى 13 درهما وزيادة تكاليف الأعلاف دفعا مهنيين صغارا إلى التوقف عن الإنتاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

الأعلاف ترفع التكاليف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات