3 أسئلة < ما هو انطباعك العام حول مستوى الدورة الحالية لمعرض الكتاب؟ < عادة في نهاية كل دورة من دورات المعرض، يتولد لدي انطباع إيجابي رغم كل شيء، ليس فقط بسبب بعض الأحداث البارزة التي تتخلله، بل لأن المعرض أخذ يصير عادة ثقافية سنويا وحجا موسميا يهم الكتاب والمثقفين والقراء والمهنيين، ما جعله يتكرس تقليدا ثقافيا لمجموعة من الناس من مختلف فئات المجتمع، كما أن احتضان الإعلام المغربي لفعاليات التظاهرة يزداد سنة بعد أخرى، بشكل يمنحنا الانطباع بأن الثقافة بإمكانها أن تصبح حاجة محورية شريطة أن توفر لها الإمكانات والشروط المناسبة. < تميزت دورة السنة الحالية باحتضان المعرض لحدث الإعلان عن أسماء لائحة لجنة تحكيم البوكر والقائمة القصيرة للروايات المرشحة لها، مع ما رافق ذلك من بعض "حوادث السير" تمثلت في تصريحات شككت في أهلية اللجنة وقيمة الجائزة؟ < الإيجابي في هذا الاحتضان هو تدعيم لحظة المعرض، إذ أن مثل هذه التظاهرات تكتسب قيمتها من الأجواء المحيطة بها والأحداث الكبرى التي تتخللها، فكما أن المعرض يحتضن جائزة المغرب للكتاب، وجائزة "الأركانة" الشعرية الدولية، تنضاف جائزة البوكر بقوتها وحضورها العربيين، وهذا بكل تأكيد يمنح المعرض دفعة إضافية ووزنا معنويا وقيمة رمزية. ما بالنسبة إلى "حوادث السير" التي تحدثت عنها فهي لا تؤثر في كل الأحوال، لأن الاعتراضات والتصريحات القوية، هي جزء من "لعبة البوكر" التي تستمد قوتها وإشعاعها من ما يثار حولها إعلاميا، كما أن عملية اختيار لجنة التحكيم تتم وفق أسلوبين الأول يعتمد على لجنة مشكلة من أكاديميين (نقاد على وجه الخصوص) أو لجنة متنوعة تضم كتابا وإعلاميين ونقادا، وتم الانتصار للاختيار الثاني إذ أن لجنة التحكيم الحالية يترأسها مريد البرغوثي وهو شاعر عربي لامع ومعروف بأعماله السردية القوية، وبجانبه نقاد وإعلاميون إضافة إلى باحثة يابانية تقدم تصورا أجنبيا من الخارج حول الأعمال الأدبية العربية، وأعتقد أن هذا التنوع من شأنه أن يجعل اللجنة تختار روايات بروح مختلفة أقرب إلى القارئ. < ماذا عن حضور برنامجك التلفزيوني "مشارف" خلال المعرض ومدى استفادته منه؟ < صراحة أعتبر لحظة معرض الكتاب من أهم فترات التصوير، خاصة أنها توفر لي مجموعة من الضيوف قد لا يتاح استضافتهم بالنظر إلى الإمكانيات الإنتاجية المحدودة لجلب أسماء عربية وازنة وتغطية مصاريف تنقلها وإقامتها، وبفضل الشراكة الإستراتيجية بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ووزارة الثقافة بخصوص تغطية معرض الكتاب، اغتنمت الفرصة للاستفادة بأقصى حد من هذا الوضع، وهو ما مكنني من الظفر بلقاءات مع أسماء عربية من قبيل البحريني قاسم حداد والقاص الفلسطيني محمود شقير والتونسي الصغير أولاد أحمد والفلسطيني مريد البرغوثي وآخرين سيعطون إضافة نوعية إلى حلقات "مشارف" (*) شاعر وإعلامي أجرى الحوار: ع . م