قامت الدنيا ولم تقعد في "فيسبوك" بسبب سعد لمجرد وحاتم عمور ومحمد رضا. السبب ليس فنيا أو غنائيا، أو لأنهم أطلقوا، لا سمح الله، إحدى أغانيهم الشبابية الجديدة التي لا تروق لحراس المعبد. أبدا...قامت القيامة على الثلاثة بسبب العمرة. زيارة عادية إلى الأماكن المقدسة "نوضات القيامة"، ولم يتوقف النحل عن الطنين. تعاليق من هنا... سب من هناك... لعنات... انتقادات... ردود...ردود مضادة... المهم أن ما كان يسعى إليه "الفرسان الثلاثة" من "buzz"، حققوه، ولو أنه لم يصل إلى "بوز" الداودية بأغنيتها "عطيني صاكي".المشكلة ليست في العمرة في حد ذاتها. ولو أن البعض عاب على نجومنا القيام بهذه الشعيرة المباركة، في الوقت الذي يقضون فيه جل أوقاتهم في "الكباريهات" بين قرع كؤوس "الويسكي" وفرقعات قنينات "الشامبانيا". هذه مسألة بينهم وبين ربهم ولا أحد عليه أن يتدخل فيها لأن لا أحد يعلم ما في القلوب. لن يكونوا أحسن من الحاجة فيفي (عبده)، الراقصة الشهيرة، التي زارت بيت الله الحرام أكثر من مرة بين عمرة وحج.المشكلة في نوعية الصور التي ينشرها أصحابنا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تليق بأن تؤخذ في رحلات استجمام إلى تايلاند أو هاواي أو جزر السيشيل التي يعشقها السياح الخليجيون، لا في مكان مقدس وأثناء ممارسة هي دينية أولا وقبل كل شيء، ولها حرمتها.كانت الصورة التي أشعلت فتيل الحرب الفيسبوكية بين مؤيد ومعارض، هي "السيلفي" الذي أخذه الثلاثة وهم يسدلون اللحى ويرتدون "القشاشيب" ويبتسمون ابتسامة هي في درجة بين ابتسامة الرضى وانشراح القلب، وبين ابتسامة الإعلانات الإشهارية، قبل أن تتوالى بعدها الصور، مرة بثياب الإحرام، وتارة بالجلاليب أو بالزي الخليجي. أما صورة محمد رضا وهو "مكسل" في المسجد وكأنه في قيلولة، وقد كتب عليها تعليق "تأمل"، فكانت تبعث على كثير من الاستغراب والتساؤل. ناهيك عن الصور الأخرى الجانبية التي كانت تجمعهم مرة بإيكو ومرة بالمنشط الإذاعي أديب السليكي على مائدة أكل، أو مع الملحن محمد الزيات، الذي أخذت له صورة ب"الريبان" وثوب الإحرام كانت تحفة فنية حقيقية.ما شاء الله... لقد نزل الإيمان على جميع الفنانين دفعة واحدة فإذا بهم في السعودية يؤدون العمرة ويتصورون "سيلفي". لماذا لم يذهب بهم التفكير بعيدا ليصوروا "فيديو كليب" جماعيا مثلا؟ كان الأمر سيكون أفضل بكثير لو فعلوها.المهم... لسنا في معرض محاكمة النيات. لكن العلاقة بين العبد وربه، والعلاقة بين العبد وممارساته الدينية يستحب أن تكون في نطاق الحميمية والبعد عن التشاوف والتظاهر و"السيلفيات"... إذا كنت متدينا فلا حاجة لأن تظهر تدينك بهذا الشكل السافر.هذا إن كان المقصود من هذه العمرة التخشع والتقرب إلى البارئ جل وعلا. أما إن كانت من نوعية "المعروضة من الخير"، فلا داعي للاستغراب أصلا من مثل هذه السلوكات.على كل حال. عمرة مقبولة إن شاء الله في انتظار ما ستتحفوننا به من صور و"سيلفيات" و"فيديوهات" حين تنوون الحج في المرة المقبلة. في أفق ذلك، استعدوا للمقبل من سهرات وحفلات الخليج. لقد شارفت أربعينية الملك عبد الله على الانتهاء، وانتهت أيام الحداد. نورا الفواري