خبراء: فرنسا في حاجة إلى المعلومة المغربية

هزات قليلة تعكر صفو العلاقات المغربية الفرنسية وتعاون أمني سلس يشهد عليه وزراء داخلية باريس أكد الشرقاوي الروداني، خبير بمركز الدراسات الجيو إستراتيجية بشمال إفريقيا، ل " الصباح"، أن العالم يعيش انتكاسة خطيرة تؤثر على القدرة الوظيفية لنظام العلاقات الدولية، وهذا ما تظهره التدبدبات حول عدة ملفات دولية ساخنة، لكن عندما نتكلم عن العلاقات المغربية الفرنسية في جانبها الأمني، فإننا بصدد التطرق إلى علاقة برغماتية للدولتين لهما شخصيتان استراتجيتان تجمعهما تقاطعات تحددها طبيعة الديناميكية العالمية والأوضاع الإقليمية المتغيرة. وأكد الروداني أن العالم يحاول وضع مقاربات لمواجهة التحديات الأمنية، إذ في بحر هذا الأسبوع انعقدت ثلاثة لقاءات دولية، واحد بالعربية السعودية، ضم رؤساء هيآت الأركان لدول التحالف ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي ناقش أيضا الأوضاع في سوريا، و لقاء ثان بأمريكا، الذي جمع أكثر من 70 دولة، والذي ناقش المد الجغرافي لتنظيم "داعش" في دول جديدة كليبيا، ثم بجنيف من خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي نظمته الشبكة الدولية للحقوق والتنمية والذي تناول مخاطر الإرهاب وتهديداته للأمن والسلم العالمي.ومن جهته، قال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، في تصريح مماثل "إن التعاون الأمني المغربي الفرنسي أملته التحولات الجارية في العالم تتمثل في تعقد التنظيمات الإرهابية وزحفها بدون قناع، إذ يظل السلاح الاستخباراتي هو الأقوى للحد من خطورتها".وأوضح بنحمو أن تطور أساليب اشتغال المخابرات المغربية، نابع من أنها تشتغل بتنسيق بين كافة أجهزتها الأمنية، إذ تتميز بخاصية قل نظيرها في العالم، وهي تعاون الأجهزة الأمنية الداخلية بكل تلاوينها مع التي تشتغل خارجيا، ينضاف إلى ذلك ضبط المجال الترابي، والتصدي الاستباقي لأي محاولة غزو أجنبية، ما دفع السلطات الأمنية المغربية إلى مواجهة حتى الصراع الافتراضي عبر الأنترنيت، مضيفا أن وجود المغرب في محور جيو إستراتيجي بين القارات أكسبه أيضا قوة لغربلة تدفق المعلومات، ما جعل معلومة المغرب الاستخباراتية ذات طبيعة " عملياتية"، و قيمة في سوق العلاقات المغربية الفرنسية والأوربية.ويتصاعد التوتر ويخبو بين المغرب وفرنسا، جراء توالي الانكسارات، ما دفع وزراء داخلية فرنسيين سابقين إلى انتقاد توجه دولتهم وحكومتهم ، أمثال شارل باسكوا، دومينيك دوليفبان، ونيكولا ساركوزي، الذين جربوا التعاون الأمني مع المغرب، فتمكنوا من فرملة تهور الاشتراكيين نحو المزايدة السياسية، عبر محاولة إيقاف أمنية، لعبد اللطيف الحموشي، مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، في فبراير 2014، في قلب السفارة المغربية، بحضور محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، وسفير المغرب، شكيب بن موسى، لأجل البحث القضائي مع الحموشي، بشأن ادعاء شخص مغربي بمزاعم تعرضه لتعذيب على خلفية اعتقاله في ملف الاتجار في المخدرات، وخلال ذلك تم تعليق التعاون بالاتفاقية القضائية، لأن فرنسا أخلت بالتزاماتها القضائية، ولم تحترم السيادة المغربية. ثم عادت الغيوم لتتلبد من جديد في سماء العلاقات المغربية الفرنسية، عقب الزيارة التي قام بها مصطفى أديب، الضابط المغربي السابق، مقيم بفرنسا، في 20 يونيو للجنرال عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية السابق، في غرفته بمستشفى "فال دو غراس" العسكري في باريس بالعاصمة الفرنسية، إذ كان يتلقى العلاج، والتي كال له خلالها الشتائم والإهانات، ما اعتبر سلوكا خطيرا، وأعلنت السلطات الفرنسية أنها ستفتح تحقيقا على الفور تحت إشراف وزارة الدفاع.وخلف الحادث استياء كبيرا في المغرب، ما دفع محمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات " لا دجيد"، إلى استدعاء السفير الفرنسي في الرباط، إذ يعد ذلك سابقة في تاريخ البلدين.لكن ما الذي جعل العلاقات الأمنية المغربية الفرنسية تسترجع أنفاسها، هل الضربة الإرهابية في قلب باريس ضد رسامي كاريكاتور الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو"، أم هناك مستجدات على الساحة، دفعت فرنسا إلى مراجعة نفسها؟وقال الروداني إن منطقة شمال افريقيا و الساحل وجنوب الصحراء تعرف تحولات يمكن اعتبارها بالخطيرة، كما أن الوضع في ليبيا و في الحدود التونسية الليبية ـ الجزائرية والليبية ـ التونسية مقلق جدا وهذا ما يتطلب جهودا كبيرة لمواجهة الأخطار المترتبة، ثم لا يمكن أن ننسى بأن هناك تحديات الهجرة السرية، والاتجار في البشر، والجريمة العابرة للقارات، و تهريب المخدرات، وعودة "الداعشيين" من أصل مغاربي الموجودين في سوريا و العراق، كلها ملفات حساسة جدا تستدعي التعاون بين المغرب وفرنسا. وأضاف الروداني أن هناك معطى مهما يتعلق بالوضع الجيوإستراتيجي للمغرب، إذ يوجد في " منطقة التأثر" من خلال البعد الجيوثقافي والجيواقتصادي اللذين يمتاز بهما، وكذا علاقاته التاريخية بمناطق التأثير التاريخية، هذا ما جعله يدخل في إستراتيجية مع حلف الناتو، ومع فرنسا، والاتحاد الأوربي في إطار الوضع المتقدم ، والذي يؤكد في مضامينه على التعاون المشترك من خلال الاستفادة من نقاط القوة لمواجهة التحديات والتهديدات الموجهة للأمن الجماعي.ومن جهته، سجل بنحمو أن ظاهرة الإرهاب تطورت إذ لم تعد خارج الحدود بل عابرة لها، كما أن العدو لم يعد فقط الدولة الجارة، بل تنظيمات هلامية، مشكلة من خلايا نائمة، لها أيضا قوة استخباراتية متطورة، وتتصرف وكأنها شبه دولة، ك "داعش" مثلا، في ظل تبعثر جيو إستراتيجي دولي. الأجهزة المغربية مطلوبة عالميا أكد بنحمو أن الأجهزة الأمنية المغربية، مطلوبة عالميا لخبرتها في مواجهة تنامي الجماعات الإرهابية، التي تطورت بشكل رهيب في 3 سنوات، إذ كان عدد أفرادها 5 آلاف مقاتل في أفغانستان، منذ 30 سنة، ليصبح عدد المجندين حوالي 38 ألفا في سوريا والعراق، أي تضاعف العدد 7 مرات، وزادت خطورته، لأنه مشكل من 80 جنسية لدرجة أن الجميع يكاد يشهد أن هناك "عولمة التنظيمات الجهادية الإرهابية". وعدد بنحمو الدور المغربي في مجال تدقيق المعلومات الاستخباراتية ميدانيا وهو العمل الاستخباراتي المستحسن اتباعه لأنه يوفر المعلومة الواقعية، عبر الترصد والملاحقة، وتبادل المعلومة في وقتها، خلافا للعمل التقني الذي يرصد عبر الأقمار الاصطناعية، أو طائرة تجسس بدون طيار، التي تبقى معلومات خاما، دون تحليل سوسيوثقافي، لذلك يعرف المغرب حتى عدد المغاربة المقاتلين في العراق وسوريا ، بحوالي 1207 قتل منهم 205 ، والذين رجعوا 200 مقاتل، فيما لا يزال 750 مغربيا يشاركون في القتال. أحمد الأرقام

خبراء: فرنسا في حاجة إلى المعلومة المغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موظف بمحافظة يستولي على عقارات أجانب

"كازيـو" تطلـق آلـة حاسبـة بالعربيـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات