التهاب الملتحمة… “أنفلونزا” العيون

حك العين يفاقم المشكل وعلاجات تساعد على تخفيف الانزعاج من أكثر المشاكل الصحية التي تصيب العيون، سيما في الوقت الذي تنتشر فيه الفيروسات، التهاب الملتحمة الفيروسي أو ما يعرف بـ»أنفلونزا العيون». فغالبا ما يشعر المريض في بادئ الأمر، بحكة شديدة يرافقها سيلان الدموع باستمرار، وتنتهي بسرعة بتورم الملتحمة. في هذه الورقة نكشف أسباب الإصابة والأعراض التي يعانيها المريض. ومن المحاور أيضا، المضاعفات وسبل الوقاية والعلاج. في مايلي التفاصيل: تقرح القرنية من مضاعفاته حالات نادرة تسبب ضررا دائما للقرنية يؤدي إلى ضعف النظر يعاني المصابون بالتهاب الملتحمة الفيروسي عدة مضاعفات في حال إهمال العلاج، وأبرزها تقرح القرنية والتهاب الجفن، وكذلك التهاب الغدد ليمتد تأثير ذلك إلى مناطق أخرى، ويصاب الشخص بالتهاب الأذن الوسطى. وعند تفشي الالتهاب الناتج عن أنفلونزا العيون ووصوله إلى القرنية، قد يؤدي ذلك إلى عدة مضاعفات، منها حساسية الضوء وضبابية الرؤية والشعور بأجسام غريبة داخل العين. وتؤثر أنفلونزا العيون سلبا على الرؤية، إذ تستمر ضبابيتها بعد التعافي منها لعدة أسابيع، حسب الأطباء، مؤكدين أنه في حالات نادرة، تسبب ضررا دائما في القرنية، قد يؤدي إلى ضعف النظر. ويؤكد الأطباء على أن فيروس أنفلونزا العيون نشط جدا ومقاوم لجميع المضادات الحيوية، وحتى بعد مضي عدة أسابيع يشعر المصاب بضبابية الرؤية. وتنتقل عدوى المرض نتيجة ملامسة الأيدي مثل المصافحة، ومقابض الأبواب وغيرها. وتعد أنفلونزا العين أكثر هجومية من التهاب الملتحمة العادي، وأظهرت دراسة أن أكثر أنواع التهاب الملتحمة سببها بكتيري ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية، ولكنه أمر غير ممكن بالنسبة إلى أنفلونزا العين. وتبدأ الإصابة بأنفلونزا العيون عبر احمرار في إحدى العينين، ثم يلتهب الجفن ويشعر الإنسان بوجود جسم غريب في العين وبحرقة وحكة وتدمع بشدة أحيانا، كما أنها تستجيب بشدة للضوء وتصبح حساسة له، وفي بعض الحالات قد يمتد الالتهاب إلى قرنية العين. وتستمر الإصابة بهذا المرض لما بين أسبوعين إلى أربعة، ثم يختفي المرض تلقائيا، لكن يمكن ملاحظة استمرار ظهور «غيوم» حول القرنية في بعض الحالات، وفي حالات قليلة تتناقص القدرة على البصر بشكل دائم. وحتى الآن لم يتمكن الباحثون من إيجاد دواء فعال ضد هذا المرض الفيروسي، لكنهم ينصحون بالنظافة التي تعد أهم عنصر للوقاية من المرض، سيما غسل اليد بالصابون والمطهرات بانتظام وباستمرار وبشكل كامل، مع تجنب لمس المصابين. وتعد الفيروسات التي تصيب الغدد، هي السبب في الإصابة بأنفلونزا العيون، وهي فيروسات منتشرة في كل مكان في العالم وتتميز بقدرتها الكبيرة على المقاومة، وتستطيع أن تبقى على قيد الحياة خارج العين لمدة أسبوعين. أمينة كندي لمعلوماتك < التهاب الملتحمة الفيروسي هو التهاب في الغشاء الشفاف الذي يبطن الجفن ومقلة العين، وهو الغشاء الذي يسمى الملتحمة. عندما تتورم الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الملتحمة وتتهيج، فإنها تصبح أكثر وضوحا. ولهذا السبب يظهر بياض العين مائلا للحمرة. < رغم أن التهاب الملتحمة الفيروسي يمكن أن يكون مزعجا، نادرا ما تؤثر على الرؤية بشكل دائم. ويمكن أن تساعد العلاجات على تخفيف الانزعاج الناتج عن المشاكل الصحية، علما أنه ينصح بالتشخيص المبكر واتخاذ تدابير معينة ما يمكن أن يساعدا على الحد من انتشارها. < تشيع إصابات إنفلونزا العيون بشكل خاص بين الذين يعانون ضعف الجهاز المناعي، ولا يمكن علاجها بشكل مباشر، إذ يمكن للطبيب أن يصف الدواء لتخفيف الأعراض فقط. وتساعد قطرات العين والكمادات الباردة على ذلك. 3 خطوات للوقاية هناك خطوات ينصح باتخاذها للوقاية من التهاب الملتحمة الفيروسي، منها الاهتمام بتعزيز النظام المناعي، علما أنه لا يوجد أي تطعيم ضد هذه العدوى، لكن خبراء يوصون بإيلاء اهتمام خاص للنظافة والتطهير المناسب، فالفيروسات المسببة يمكن أن تظل نشطة لعدة أيام. وغالبا ما توجد هذه الفيروسات على مقابض الأبواب وصنابير المياه وحواجز السلالم، لذلك فإن القاعدة الأهم للوقاية من هذا المرض المزعج هي غسل اليدين وتطهيرهما جيدا. كما يجب أيضا عدم لمس العينيين بعد مسك المقابض والأبواب في وسائل النقل العامة. أما بالنسبة إلى النساء، فإن مشاركة أدوات المكياج، خصوصا تلك المخصصة للعينين، يمكن أن تكون سببا في الإصابة بهذا المرض المزعج. إيمان رضيف تجنب حك العين لا تظهر أعراض التهاب الملتحمة الفيروسية، عادة إلا بعد أسبوعين من الإصابة، لكن ظهورها يكون شديد الوطأة، إذ تعتري العينين حكة مزعجة وتنساب الدموع، ما يحجب الرؤية بشكل واضح، كما تصطبغ ملتحمة العين بلون أحمر. ويعتبر الاختصاصيون أن حك العين يفاقم المشكل الصحي، فعادة ما تكون الإصابة بإحدى العينين، لكن سرعان ما تصاب العين الأخرى بالعدوى، ويمكن أن تستمر الأعراض لمدة تصل إلى أسبوعين. ولحسن الحظ فإن هذه العدوى لا تترك أضرارا دائمة على العين، إلا في حالات نادرة فقط. لكن في أسوأ الحالات يمكن أن تصاب القرنية بضرر دائم يحد من القدرة على الإبصار. إ.ر عدوى سريعة الانتقال الدكتور الخليفي قال إن المرض يحتاج علاجا سريعا وإهماله يؤثر على القرنية قال الدكتور محمد الشريف الخليفي، طبيب اختصاصي في أمراض وجراحة العيون، إن التهاب الملتحمة الفيروسي أو أنفلونزا العيون، عدوى سريعة الانتقال من شخص لآخر، مبرزا أنها تنتشر بين أفراد الأسرة وداخل الأقسام، مبرزا أن المرض يحتاج إلى علاج سريع، وعدم إهماله، لأنه يمكن أن يترك ندوبا على القرنية، والتأثير على الرؤية. في ما يلي نص الحوار: < يكون التهاب الملتحمة الفيروسي، ناتجا عن تعفن، أي أن جسما حيا يدخل إلى العين ويتكاثر ويهيج العين، أو يكون ناتجا عن حساسية، من خلال دخول الغبار أو شعر القطط أو الرطوبة، التي تكون في الجدران. < في البداية نشير إلى أن المرض ناتج عن فيروس، وخاصيته أنه يتنقل على شكل وبائي، أي نجد أن مرض شخص معين يصيب كافة أفراد الأسرة، ويتحول لون عيونهم إلى أحمر. وينتقل المرض من خلال التلامس عبر اليدين، إذ أن المريض عندما يسلم على شخص آخر، فإنه ينقل إليه الفيروس، أو يتنقل الفيروس أيضا عن طريق الأسطح، مثل مقبض الباب أو غيره، ويعيش لمدة طويلة لأنه مقاوم. < يمكن للطبيب أن يميز المرض، من خلال انتقاله إلى أفراد أسرة المريض، إذ يصابون بشكل متتال، ويسهل عليه التعرف على المرض، وعند سؤال المريض، يتبين أنه صافح شخصا معينا، أو أن أحد الأطفال أصيب بالمرض في المدرسة ونقل العدوى إلى باقي التلاميذ. ومن أعراض المرض أيضا احمرار العين، وعمش في الصباح، يجد معه المريض صعوبة في فتح العين، ويكون أيضا انتفاخ للعين، وتجعلها حمراء وصعوبة في فتح العين، كما أن الدموع تنهمر على غير العادة، ويمكن أن يحجب الرؤية خلال فترة المرض، التي تمتد لأسبوع تقريبا. < غالبا ما يصف الطبيب للمريض مضادات للميكروبات، عبارة عن تقطيرة أو مرهم، والتي تقتل الجراثيم، ويمكن أيضا وصف مضادات الالتهاب لتخفيف الالتهاب، ويجب أن يقوم الطبيب بتشخيص دقيق، لأنه في بعض الأحيان يترك المرض ندوبا على القرنية، والتي تؤثر على الرؤية، ويتطلب علاجها مجهودا أكثر، حسب مدى استجابة مناعة الشخص. ولا يسبب المرض في غالب الأحيان مشاكل في الرؤية، إلا في حال ترك آثارا على القرنية، وحينها يتطلب العلاج وقتا وجهدا طويلا. وفي بعض الأحيان يتدخل الطبيب لإزالة العمش الذي يلتصق بالجفن، ويصعب إزالته ويتطلب الأمر تدخلا للطبيب لتنظيف العين. وفي غالب الأحيان، يتمكن الطبيب من علاج الحالة بعد حصة التنظيف، وفي حالات قليلة يمكن أن يتطور المرض، ويستدعي تناول مضادات حيوية عن طريق الفم. < عندما يصاب الشخص ويخضع للعلاج، يكون الأمر بسيطا إذا خضع للعلاج، ويتعافى في غضون أسبوع أو 10 أيام، لكن يصبح الأمر معقدا عندما تنتشر العدوى، إذ يتطلب الأمر تنقل جميع أفراد الأسرة أو داخل القسم إلى المستشفى، وبالتالي تلعب الوقاية دورا كبيرا. وإذا شعر الشخص بأنه مصاب، يجب أن يزور الطبيب، للتأكد من طبيعة المرض. ولتجنب الإصابة وجب على الشخص عدم لمس عينيه قبل غسل اليدين، إذ لا نعلم ماذا يوجد في أزرار المصعد أو على أسطح المنزل أو غيرهما، لهذا يجب عدم حك العين باليد، واستعمال ورقة أو منديل، وغسل اليدين بالصابون. أجرى الحوار: عصام الناصيري في سطور: - خريج كلية الطب والصيدلة بالبيضاء - طبيب اختصاصي في أمراض وجراحة العيون - عضو الجمعية الفرنسية لطب العيون - حاصل على شهادة تكوين في علاج الحول و»الجلالة» وجراحة الجفون

التهاب الملتحمة… “أنفلونزا” العيون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" ينسحب من دورة مجلس الرباط

إطلاق النار لإيقاف جانح بالعرائش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات