40 ملفا للسرقة والاغتصاب أمام جنايات الجديدة

رئيس الجلسة قال لمتقاض: "الشريف واش نجيبو ليك شي قهيوة" بتت هيأة الحكم لدى الغرفة الجنائية الابتدائية التابعة لمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة، أخيرا، في 40 ملفا. وجهزت حوالي عشرين منها للمناقشة. وتوزعت الملفات المعروضة على الغرفة ذاتها، على 16 ملفا ارتبطت بالسرقة والسرقة الموصوفة وتعددها وتسعة حول الاغتصاب ومحاولته وهتك عرض قاصرين، فيما توزعت بقية الملفات حول التزوير واستعماله والقتل العمد. امتدت الجلسة داخل القاعة الثانية من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال، قبل الدخول إلى المداولة من أجل البت في الملفات المعروضة عليها والبت في طلبات السراح المؤقت.شهدت القاعة حضورا وازنا لأولياء وأقارب المتهمين، أغلبهم من الفتيات والنساء، يوازيه إنزال أمني مكثف على غير العادة، إذ حضرت تعزيزات أمنية تابعة لوحدات التدخل السريع، والسبب عرض ملف جنائي يتابع فيه مجموعة من الشباب من أجل تكوين عصابة إجرامية والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض (سيوف)، قبل أن يقرر رئيس الهيأة تأجيل البت فيه إلى تاريخ لاحق بعد تغيب أحد المتهمين ولاستدعاء بقية المصرحين.بدأ الضغط على القاعة يخفت شيئا فشيئا، عندما غادرها العديد من المتقاضين وعائلاتهم، بعد تأجيل ملفاتهم أو ملفات أقاربهم، بدورهم كان المحامون يغادرونها ويعودون إليها في انتظار الشروع في مناقشة ملفاتهم. كانت أول مواجهة بين رئيس الجلسة والحضور، أثناء مناقشة ملف يتابع فيه زوج بالتسبب في قتل ابنته خطأ والاعتداء على زوجته وصهره، إذ بعد أن امتنع المتهم عن الكلام، وساد صمت طويل، سمع صوت امرأة ينادي قائلا: «وا حنان»، فتدخل رئيس الجلسة، وقال لرجل أمن داخل القاعة: «خرج هاذيك اللي كتعيط على حنان»، وبعد صمت أضاف: «واش كتعتبر راسها في السوق».وقبل أن يتوجه الشرطي لتنفيذ قرار رئيس هيأة الحكم بإخراج المرأة التي كسرت صمت القاعة، استدركت الموقف متوسلة : «اسمح اللي أ الشريف»، ليقبل القاضي اعتذارها قائلا «يا الله جلسي وسكتي». وواصل رئيس الجلسة النظر في ملف الأب المتهم، وأعطى الكلمة لممثل النيابة العامة، الذي أسند النظر للمحكمة، ثم أعطى الكلمة لدفاع الضحيتين، اللتين قدمتا تنازلا عن حقهما في متابعته من أجل المنسوب إليه.وبعد ذلك بدقائق، تدخل الرئيس مرة أخرى، موجها الكلام لأحد المتقاضين، بعدما شاهده يجلس نصف جلسة على حافة المقعد المخصص للمتقاضين، قائلا: «الشريف واش نجيبو ليك شي قهيوة، احترم راسك، راك في المحكمة»، لينفجر الحاضرون داخل القاعة ضحكا.هذه المرة لم يكن القاضي متساهلا مع من يثير البلبلة داخل القاعة، إذ أمر أحد الحاضرين بمغادرة القاعة بعدما شاهده يمضغ العلك، إذ خاطبه بغضب «أخرج أنت اللي كتمضغ المسكة».وبعد أن أعاد رئيس الجلسة النظام في قاعة الجلسة، شرع في البت في الملفات منذ الساعة التاسعة صباحا من اليوم نفسه وامتدت إلى حدود الساعة الرابعة والنصف، وهو موعد النطق بالحكم، الذي صاحبته جلبة وفوضى وضوضاء، بعد إدانة أحد المتهمين بأربع سنوات حبسا من أجل السرقة الموصوفة والتخدير. انتفضت عائلة المتهم وبعض أصدقائه ورفقائه. ونطق أحدهم: «ظالم ... ظالم ... ظالم هذا الحكم». وأغمي على بعض الفتيات والنساء. وظلت مسنة، تبكي وتولول وتطلب من الله أن يأخذ الحق في من تسبب في جر قريبها واتهامه في هذا الملف. واصل رئيس الهيأة النطق بالحكم في بقية الملفات، فيما تكلفت عناصر التدخل السريع بإخلاء بهو المحكمة من أقارب وأهالي المحكومين تفاديا لوقوع اصطدامات، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة الاحتجاج خارج المحكمة، إذ اعتبروا الحكم جائرا وقاسيا في حق تلميذ زج به ظلما في هذا الملف من قبل متهمين محكومين سلفا.تراوحت الأحكام الصادرة في حق المتهمين بين سنة حبسا وثماني سنوات سجنا وغرامات مالية وتعويضات مادية للمتضررين. كان من بين المدانين، متزوج هتك عرض قاصر دون العاشرة من عمره وحكمت عليه المحكمة بخمس سنوات سجنا، كما أدين متهمان في ملفين مختلفين بثماني سنوات سجنا لكل واحد منهما، الأول من أجل جناية الاختطاف والاغتصاب تحت التهديد بالسلاح الأبيض والضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح والهجوم على مسكن الغير، فيما أدين الثاني من أجل تعدد السرقات عبر التسلق والكسر والتخدير بواسطة لصاق العجلات. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

40 ملفا للسرقة والاغتصاب أمام جنايات الجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف مروجي الأقراص المهلوسة بشيشاوة

أربع سنوات لمهندس مزيف بالحاجب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات