ضعف شبكة التظاهرات الفنية يحجب إبداعات الجيل الجديد يعيش الفنانون الشباب أزمة في البيئة الفنية المغربية، التي لا تعتمد التخصص، على اعتبار أن جل التظاهرات الفنية، تكون مختلطة وعامة من ناحية طبيعة الفن الذي يقدم فيها، الأمر الذي يجعل المنظمين يتجاهلون بعض الفنانين الشباب بسبب نوعية الجمهور. ويتذكر الجميع الضجة التي أحدثها مغني "الراب" "إلكراندي طوطو"، عندما لم يفهم أن الجمهور الذي حضر في مهرجان الرباط، يختلف تماما عن جمهوره، وأنه يضم أسرا ونساء وأطفالا صغارا، وهو ما أدى إلى ضجة إعلامية كبيرة، وصلت إلى البرلمان. وكان بالإمكان عدم حدوث تلك الأزمة التي استغلها أعداء الفن والشباب، من أجل محاربة موسيقى الأجيال الجديدة، بدعوى القيم والأخلاق. ولا تجد مجموعة من الشباب الذين يتوفرون على عدد من الألبومات، والكثير من المعجبين مهرجانات أو أماكن من أجل لقاء معجبيهم، إذ أن تنظيم الحفلات الخاصة داخل القاعات يكون مكلفا، ولا يستطيع الجميع اقتناء التذاكر، ولا تكون هناك مناطق للحضور بالمجان، علما أن الشريحة المستهدفة لا تتوفر على ما يكفي من المال، إذ ما تزال تتابع دراستها. وتكون هوية المهرجانات التي تنظم في مختلف المدن باستثناء مهرجان "البولفار" في البيضاء، متنوعة، ويجد الفنان نفسه أمام جمهور غريب، وبالتالي تكون التجربة غير ناجحة، خاصة أن بعض الفنون تحتاج إلى تجهيزات من نوع خاص، سيما ما يتعلق بالصوت والإنارة، عكس الفنون الأخرى، التي تعمل بطرق تقليدية. ويلاحظ الشباب المغربي فرقا هائلا بين عروض الفنانين المغاربة الشباب عند حضورهم في مهرجانات خارج الوطن، خاصة في أوربا ومصر والخليج، وعند مشاركتهم في بعض المهرجانات الصيفية في المملكة، إذ تكون هناك سنوات ضوئية من الفرق في جودة تجربة المتعة. وهناك أيضا نوع من عدم تقدير بعض الأنواع من الفنون عندما يمارسها الشباب المغربي، كما هو الأمر بالنسبة إلى فن "الراب"، إذ أن المنظمين يجلبون على سبيل المثال فناني هذا النوع الموسيقي من أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا، ويتقاضون الملايين، مقابل عدم توجيه الدعوة إلى المغاربة، وعدم منحهم أموالا توازي ما يمنح للأجانب، علما أن عدد الحضور في حفلات المغاربة يكون أكبر، الأمر الذي يفرض إنشاء مهرجانات خاصة من أجل تجنب التصادم مع بعض الفئات من المجتمع، وتوفير الشروط الضرورية لممارسة بعض الفنون. عصام الناصيري