المغاربة والـ “كان”… عزوف بعد طول انتظار

الغضب من كاف وحسرة عدم تنظيم المنافسة أفقدا الجمهور المغربي دافع المتابعةتعتبر كأس إفريقيا 2015 المقامة حاليا في غينيا الاستوائية استثنائية عند المغاربة لعدة اعتبارات، بعدما انتظروها طويلا من أجل رؤية المنتخب الوطني وهو ينافس على اللقب على أرضه وبين جماهيره، إلى إقصائه المفاجئ من المنافسات، بسبب تشبث المغرب بتأجيل المنافسة، خوفا من انتشار وباء “إيبولا”.لم يكن الجمهور المغربي ينتظر صدمة الإقصاء من الكأس القارية، التي انتظرها طويلا، رغم تشبث المغرب بقرار تأجيل المنافسة التي كانت من المقرر أن تنظم على أرضه، قبل أن ينزل عليه قرار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، قبل أشهر مثل قطعة ثلج، خصوصا أن كل الظروف كانت مهيأة من أجل عرس رياضي كبير، ومن أجل “التتويج الحلم” للمنتخب الوطني بثاني كأس إفريقية له على أرضه.ومع مرور الأسابيع، قبل انطلاق المنافسة اتضح جليا أن غالبية الجمهور المغربي، لم تعد تولي اهتماما كبيرا للمنافسة، التي انتظرتها طويلا، قبل أن تدير لها ظهرها، معبرة عن احتجاجها وغضبها من قرار إقصاء المغرب من المنافسة. الغضب على "كاف" ... أبرز الأسباب لم يتمالك المغاربة أنفسهم بسماع قرار الكونفدرالية الإفريقية، القاضي بمنح تنظيم كأس إفريقيا 2015 لغينيا الاستوائية بتجهيزاتها المهترئة، عوض المغرب الذي حضر للمنافسة سنوات، وبات يملك أفضل المنشآت الرياضية في القارة، لينهال على الجهاز الإفريقي بالنقد اللاذع.ولم تتوقف غضبة الجمهور المغربي على الجهاز الإفريقي عند النقد والاتهام، بل وصلت إلى حد مقاطعة شريحة كبيرة منه لمباريات المنافسة الإفريقية، التي انطلقت قبل أيام، رغم مشاركة العديد من المنتخبات المرموقة على الصعيد الإفريقي، مثل تونس والجزائر وكوت ديفوار وكامرون، والتي تعرف مشاركة لاعبين متميزين على الصعيد العالمي، وليس فقط القاري، مثل يايا توري وكواسي جيرفينيو وياسين براهيمي وغيرهم.والأكثر من ذلك، أنه عند سؤال شريحة مهمة من الجماهير المغربية عن عدم مشاركة المنتخب الوطني وتداعيات ذلك على كرة القدم الوطنية، ستجدهم غير مبالين بذلك، مطالبين بالانسحاب من الكونفدرالية الإفريقية، لأنها لم تحسن التعامل مع المغرب، الذي وفر كل الظروف وخسر الملايين من الدراهم من أجل إقامة منافسة قارية على أعلى مستوى.جرح أثر على أغلبية الجمهور المغربي، الذي يحاول رد الصاع صاعين في كل مرة تتاح له الفرصة، كما يحاول بعث رسائل مباشرة للكونفدرالية الإفريقية، وبالضبط لرئيسها عيسى حياتو، أنه لم يعد مرغوبا فيه بالمغرب. فراغ المقاهي ... مشهد يؤكد المقاطعة عند حلول الساعة الرابعة عصرا، وهو توقيت بداية مباريات كأس إفريقيا، تكاد تجد بعض المقاهي في الأحياء الشعبية وغير الشعبية، المعروفة بمتابعتها لمباريات الدوريات الأوربية، فارغة على عروشها، لتؤكد أن المغاربة مصممون على مقاطعة الحدث القاري، بسبب الأحداث التي توالت قبل بداية المنافسة. لم يسبق للجمهور المغربي أن قاطع كأس إفريقيا بهذا الشكل، رغم أن المنتخب الوطني لم يشارك في بعض النسخ الماضية، لكن نسخة 2015، كانت لها خصوصيتها، بحكم أن البعض اعتبر ما فعلته الكونفدرالية الإفريقية في حق المغرب، “حكرة” و”صفعة” لا يجب على المسؤولين المغاربة نسيانها مستقبلا. في بعض مقاهي الدار البيضاء، يفضل البعض متابعة بعض المباريات المعادة، في الدوريات الأوربية أو كأس آسيا، الذي يتزامن مع منافسات كأس إفريقيا، أو حتى مشاهدة فيلم، على أن يتابع مباريات قمة مباشرة في ال “كان”، مثل الجزائر وجنوب إفريقيا أو الكامرون ومالي وغيرها من المباريات التي تستأثر بالمتابعة الإعلامية والجماهيرية الكبيرة في العالم بأسره. من كأس إفريقيا... إلى كأس فابريس وإيفونا رغم الفتور الكبير الذي تعرفه متابعة مباريات كأس إفريقيا عند المغاربة للأسباب المذكورة، غير أن البعض يفضل متابعة بعض المباريات الخاصة، والتي تعرف مشاركة لاعبي البطولة الوطنية، كما عاين “الصباح الرياضي” في عدد من مقاهي الدار البيضاء.ولا تتردد الجماهير الودادية مثلا، في متابعة مباريات المجموعة الأولى من كأس إفريقيا، والتي تضم لاعبين مهمين من فريقها، وهما فابريس أونداما رفقة منتخب الكونغو، وماليك إيفونا رفقة الغابون، إذ تجدها تهتز لأي فرصة يخلقها النجمان، أو تغضب لأي إصابة تعرضا لها، خوفا عليهما، علما أن الفريق الأحمر يحتاجهما للمنافسة على لقب البطولة هذا الموسم.وعن سؤال بعض الجماهير التي تتابع مباريات الغابون والكونغو، أكدت غالبيتها أنها تتابع المباريات لخوفها على اللاعبين من الإصابة، أو لأنها تريد متابعة مستوى لاعبي البطولة الوطنية، عندما يمثلون منتخبات بلادهم في حدث كبير مثل كأس إفريقيا، حتى أنها باتت تعتبر أن كأس إفريقيا، هي كأس فابريس وإيفونا فقط، ولا تعترف بوجود منافسة تحت اسم “كأس إفريقيا للأمم”.إنجاز: العقيد درغام التصريحات:سليم: لا تعنينا لم أتفهم قرار الكونفدرالية الإفريقية بمنع المغرب من المشاركة في كأس إفريقيا 2015، علما أن الأخير فكر في صحة الأفارقة والمغاربة بالدرجة الأولى، ولم يفكر في المصالح المالية.إذا كانت نية المغرب سيئة، فلماذا سيصرف كل تلك الأموال من أجل تجهيز البلد كله لحدث قاري بمستوى كأس إفريقيا. بنينا ملاعب بجودة عالية، وحاولنا إقناع أعضاء الكونفدرالية، غير أن القرار كان صادما بإزاحة المغرب عن المنافسة القارية.أعتقد أن كأس إفريقيا لم يعد يعنينا، بحكم التعامل غير المحترف والمفاجئ للكونفدرالية الإفريقية، التي بحثت عن المال أكثر من المصالح الإنسانية للقارة الإفريقية. حاتم: نحن نعاقب "كاف" أعتقد أنه على المغرب أن يعاقب الكونفدرالية الإفريقية، وليس العكس، بحكم أن البلد حضر لهذه المنافسة لسنوات، قبل أن يفاجأ بقرار ظالم من أعضاء الجهاز الإفريقي.أظن أن عدم متابعة كأس إفريقيا من طرف الجماهير المغربية، دليل على غضب الشارع المغربي من الكونفدرالية الإفريقية، وأن على المسؤولين المغاربة الذهاب في الاتجاه ذاته، وذلك لاستفسار الكونفدرالية الإفريقية، لا أن يبقوا صامتين ينتظرون العقوبات من الجانب الآخر.الطريقة التي أدير بها ملف كأس إفريقيا 2015 لم تكن جيدة، إذ كنا في موضع قوة، وأصبحنا بين عشية وضحاها في موقف ضعف، وهذا غير مقبول، لأن المغرب كان جاهزا لاستضافة الحدث الرياضي، شعبا وحكومة ومنتخبا، قبل أن تحكم عليه الكونفدرالية بالغياب مجددا. ياسين: لا جدوى منهاقرار المغرب بعدم استضافة كأس إفريقيا 2015 بسبب “إيبولا”، كان جيدا وحكيما، بحكم أن صحة المغاربة فوق كل اعتبار. لكن قرار الكونفدرالية الإفريقية لم يأت عن نية صادقة، رغم أن أعضاءها عبروا في الكثير من المناسبات أنهم يفكرون مليا في صحة الأفارقة. تنظيم منافسة كبيرة مثل كأس إفريقيا في بلد لا يتوفر على أبسط الظروف مثل غينيا الاستوائية، يظهر استخفافا من لدن الجهاز الإفريقي، علما أن الآلاف حلوا بغينيا من أجل متابعة مباريات الحدث الإفريقي.أعتقد أن شريحة من المغاربة لا يرون في متابعة كأس إفريقيا الحالية جدوى، بحكم عدم وجود المغرب من جهة، وبحكم القرار الظالم الصادر عن الكونفدرالية الإفريقية من جهة ثانية. سفيان: المقاطعة متوقعة يعرف الشعب المغربي بتتبعه للأحداث الرياضية مثل كأس إفريقيا، غير أن هذه المرة، الظروف التي رافقت الحدث القاري في الشهور الماضية، كانت سببا حقيقيا في أن يختار الجمهور المغربي مقاطعة مباريات كأس إفريقيا.الجميع كان ينتظر بفارغ الصبر ظهور المنتخب الوطني على أرضه وبين جماهيره في منافسة رسمية قارية، غير أن الكونفدرالية الإفريقية اختارت أن تقصي المغرب لسبب مازال غير مفهوم إلى حدود اليوم، بل أكثر من ذلك، فإن الجامعة الملكية لكرة القدم، باتت تنتظر عقوبات من الجهاز الإفريقي.الجمهور المغربي تابع ملف كأس إفريقيا بقوة، وكان من المنتظر أن يقاطع المباريات، بحكم أنه يرى أن المغرب ظلم بعد إبعاده من المنافسات الإفريقية، ولن يكفي حضور الجزائر وتونس وغيرهما من اللاعبين الجيدين على الصعيد العالمي، لجذب الجماهير إلى متابعة مباريات كأس إفريقيا.

المغاربة والـ “كان”… عزوف بعد طول انتظار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حليمـة... صرخـة أنثويـة بالألـوان

سقوط الدعوى العمومية في حق مهربي السلع بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات