شواطئ الجديدة… العقد الذهبي

كيلومترات من الرمال الجذابة تستقطب آلاف المصطافين وأغلبها في حاجة لبنيات الاستقبال إنجاز: أحمد سكاب (الجديدة) يعتبر فصل الصيف بإقليم الجديدة فرصة لعشاق السياحة الداخلية للاصطياف بشواطئه المتميزة، والممتدة على طول الشريط الساحلي، ابتداء من شاطئ سيدي بونعايم، بمنطقة اشتوكة، إلى شاطئ مريزيقة، قرب الجماعة الترابية أولاد غانم، إضافة إلى منتجع الوليدية، الذي كان في وقت سابق تابعا لإقليم الجديدة، قبل أن يلتحق بإقليم سيدي بنور بعد التقسيم الترابي الأخير. ويزخر إقليم الجديدة بشواطئ لها من المؤهلات الطبيعية، ما يجعلها قبلة لآلاف المصطافين من أجل الاستمتاع بأمواج البحر ونسماته الباردة، مثل الحوزية، وسيدي بوزيد، وسيدي عابد، وسيدي موسى، وغيرها من الشواطئ التي تجذب عددا مهما من المصطافين خلال العطلة الصيفية، ومنها من حافظ على اللواء الأزرق لسنوات متتالية. وتنتعش بشكل كبير المناطق التي تمتاز بهذه الشواطئ، إذ تمنح رواجا اقتصاديا على مستوى عدد من الخدمات المقدمة، كما تنتعش بها عملية كراء المنازل للكراء اليومي، وهو ما ينعش مدخول الأسر التي تتوفر على منازل وغرف مخصصة للكراء المؤقت خلال فترة الصيف. سيدي عابد يعد شاطئ سيدي عابد من بين أجمل شواطئ الإقليم، ويبعد عن الجديدة بحوالي 32 كيلومترا، ويقع بمنطقة إستراتيجية بين الجديدة والوليدية، في جماعة سيدي عابد، التي تعتبر من الجماعات الساحلية، التي يكثر عليها الإقبال خلال الفترة الصيفية، بفضل مميزات شاطئها. ويحظى شاطئ سيدي عابد، كل سنة، بشرف رفع اللواء الأزرق، الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بفضل المجهودات التي تبذلها الجماعة وشركاؤها، وعلى رأسهم المجمع الشريف للفوسفاط، إذ سبق أن عرف الشاطئ تهيئة مهمة لأبرز مرافقه الحيوية لاستقطاب المصطافين في أحسن الظروف، وخصص لهذا الغرض المجمع الشريف للفوسفاط، بشراكة مع المجلس الجماعي لسيدي عابد، ميزانية تقدر بـ 4.158.720 درهما لأشغال الهندسة المدنية، وتأهيل مداخل الجماعة، من أصل ثمانية ملايين درهم خصصت غلافا ماليا يشمل، إضافة لما سبق، عملية التنظيف وإنشاء المرافق الأساسية من أكشاك لإدارة الشاطئ ومرافق صحية وتزويده بالمعدات والتجهيزات الأساسية. وتكفلت جمعية "أكت فور كومينيتي"، التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، بالبرنامج الصيفي الخاص بالتنشيط الفني والرياضي ومواكبة الجمعيات المحلية، من أجل رفع قيمة المنطقة التي تحظى بزوار من مختلف المناطق وكذا الجالية بالخارج. وعرفت عملية التهيئة تنقية رمال الشاطئ، والحد من زحف الرمال البحرية، وتزويد الشاطئ بمرافق صحية، ووضع إنارة تشتغل بالطاقة الشمسية، وإحداث رشاشات خاصة بالمصطافين، وكذا واقيات شمسية ومعدات خاصة بالإنقاذ، إضافة إلى إحداث مواقف للسيارات ومرافق ترفيهية للأطفال بهدف الرفع من جودة الخدمات المقدمة للسياح. سيدي موسى يشكل الشاطئ البحري سيدي موسى متنفسا لأبناء المنطقة، كما يعتبر ملاذا آمنا خلال فترة الاصطياف لكل الزائرين، سواء من داخل الإقليم أو خارجه، إذ تعدى صيته أنحاء العالم، باعتباره محمية طبيعية تشمل جميع المساحات الرطبة المتشكلة طبيعيا بفعل وجود البحرية الشاطئية، التي تتميز بتجدد المياه باستمرار بفعل التدفق الطبيعي من فتحة بحرية، وأيضا من عيون أرضية، كما توجد بها أجزاء على شكل أحواض استعملت سابقا لاستخراج الملح البحري باستغلال التبخر الطبيعي. ويعتبر شاطئ سيدي موسى من بين أجمل الشواطئ المغربية على طول الساحل البحري لإقليم الجديدة، ويشكل وجهة مفضلة لأبناء الإقليم وزواره للاصطياف والاستمتاع بجمال رماله الذهبية ومياهه العذبة، وكذا شساعة شاطئه ورونق وجاذبية المكان، الذي يتميز بوجود المحمية الممتدة على ضفاف الشاطئ، والتي تشكل موطنا دائما للعديد من الكائنات الحية، كالطيور والأسماك وذوات الأصداف والنباتات والطحالب البحرية، وتعتبر أيضا منطقة عبور واستقرار موسمي للعديد من الطيور المهاجرة، ومنها ما هو مهدد بالانقراض. ورغم أنه يتميز بمواصفات كبيرة، بحكم موقعه وكذا جماليته، إلا أن شاطئ سيدي موسى يعاني قلة التجهيزات الأساسية والحيوية، إذ لا يتوفر على مرافق عمومية، ويطالب المصطافون الذين يفضلون الشاطئ كل موسم اصطياف بتوفير مراحيض عمومية، وإصلاح الطريق المؤدية إليه، خصوصا من الجديدة، إضافة إلى إحداث مرافق أخرى ذات جذب واسع للسياح بالمنطقة لازدهارها، بحكم أنه يستقبل أعدادا لا يستهان بها من المصطافين كل موسم، ويعتبر من الشواطئ المفضلة بالإقليم خصوصا للعائلات. وشبه بعض المصطافين الشاطئ بالجزيرة النائمة والهادئة، وله من المقومات السياحية ما يجعل المنطقة تعرف نموا كبيرا، إذ يغري عشاق الهدوء والسكينة لزيارته. ويشكل موسم الاصطياف بشاطئ سيدي موسى فرصة لسكان المنطقة، من أجل كسب مصروفهم اليومي من خلال تقديم بعض الخدمات للزوار والمصطافين، كواقيات الشمس، إضافة إلى إحداث موقف للسيارات على مقربة من الشاطئ. ومن الطرائف التي يصادفها المصطاف بموقف السيارات، هو غمر السيارات بمياه البحر، ما يجد معه أصحاب السيارات صعوبة في إخراج سياراتهم، إذ تتم الاستعانة بسكان المنطقة من أجل قطر سياراتهم، خصوصا خلال مرحلة المد البحري التي تفاجئ فيها المياه الجميع. سيدي بوزيد يعتبر شاطئ سيدي بوزيد من أهم الشواطئ الجميلة التي يزخر بها الإقليم، ويقصده زوار المدينة من كل أنحاء العالم، حيث فاقت شهرته أقطار المعمور، وبات بالتالي من بين النقط الرئيسية للجلب السياحي بالجديدة، التي يبعد عنها بحوالي ثلاثة كيلومترات. ويقع المنتجع السياحي سيدي بوزيد، الذي يشبه قرية ساحلية جنوب الجديدة، على المحيط الأطلسي، ويتميز بساحل يتجاوز طوله 1400 متر، وبمياه فيروزية صافية ورمال ذهبية، محاطا بأجراف صخرية مثيرة للاهتمام. شاطئ سيدي بوزيد تابع ترابيا لجماعة مولاي عبد الله، وتحيط بشاطئه الجميل ذي الرمال الذهبية، مجموعة من الفيلات التي يقطنها عدد قليل من السياح الأجانب، ويتردد عليها عدد من المواطنين في كل موسم اصطياف، إضافة إلى وجود عدد من المقاهي والمطاعم والفنادق والإقامات السياحية. وظل شاطئ سيدي بوزيد وفيا لطابعه المعتاد، بجلب أكبر عدد من المصطافين خلال فترة الصيف، خصوصا في غشت. تنتعش، خلال فترة الاصطياف، ظاهرة كراء الفيلات الموجودة بكثرة بمنتجع سيدي بوزيد، حيث تعرف إقبالا من زوار المدينة خلال هذه الفترة، ما يجعل ثمنها يرتفع نسبيا مع كثرة الطلب، إذ تتراوح الأثمنة بين 800 درهم و1500 لليوم الواحد، كما تتوفر بالشاطئ ثلاثة فنادق وعدد من الإقامات السكنية، التي تنتعش خلال هذه الفترة، إذ توفر مجموعة من الخدمات لمرتاديها منها مسبح في الهواء الطلق، ومواقف مجانية للسيارات، فيما يضطر بعض الزوار إلى التوجه نحو الجديدة واكتراء شقق مفروشة بأثمنة تتراوح بين 300 درهم و400 لليوم الواحد، ثم التوجه نحو شاطئ سيدي بوزيد عبر السيارات أو الطاكسيات أو حافلات النقل الحضري. الحوزية حظي شاطئ الحوزية، هذه السنة، باللواء الأزرق، للمرة 18 على التوالي، بعدما ظل، طيلة هذه السنوات، يحافظ على هذا المكسب الذي مكنه من استقطاب عدد كبير من الزوار والمصطافين خلال كل موسم اصطياف. ويعد شاطئ الحوزية بأزمور من بين أهم وأجمل الشواطئ بإقليم الجديدة، والتابع ترابيا لجماعة الحوزية، ويمتد على مسافة كيلومترين تقريبا، ويغطي منطقة شاسعة، من منتجع مازغان إلى مصب نهر أم الربيع بأزمور. وحصل شاطئ الحوزية على اللواء الأزرق للمرة 18 على التوالي، لاستجابته لجميع المعايير، المتمثلة في النظافة والمرافق الصحية، إضافة إلى شروط التخييم والاستحمام، وعلامات التشوير، والأنشطة الترفيهية والرياضية، وغيرها من المعايير التي تمنح الشاطئ شرف رفع الشارة الزرقاء. ويستقطب شاطئ الحوزية زواره من المصطافين من كل المدن، وكذا السياح الأجانب، من أجل الاستمتاع برماله الجميلة ومياهه العذبة، كما يعرف خلال غشت من كل سنة نشاطا سياحيا كبيرا، نظير الوفود السياحية التي تحل به خلال هذه الفترة، خصوصا المخيمات الصيفية، حيث ينفرد باحتضانه لعدد من المخيمات التي تبرمج خلال العطلة الصيفية، من قبل عدد من القطاعات والمؤسسات، بما في ذلك وزارة الشباب والثقافة والتواصل. ويبقى الشاطئ أحد أهم متنفس بحري لسكان أزمور والجديدة، الذين يقصدونه كل يوم خلال العطلة الصيفية، لقربه من حاضرة أزمور، كما يقصده شباب المنطقة على الأقدام، بحثا عن المتعة الشاطئية، ويتوفر على شريط ساحلي صالح للسباحة، تحت حراسة بحرية من لدن المنقذين السباحين، وكذا الإجراءات الأمنية التي تقوم بها مصالح الدرك الملكي صاحبة الاختصاص الترابي. شاطئ الوليدية تتميز منطقة الوليدية بتوفرها على أهم الشواطئ الجميلة ذات الامتداد الواسع، وبحيرة بمياهها الهادئة، حيث تعد من بين أبرز المنتجعات السياحية الشاطئية الوطنية، نظير الثروات الطبيعية والبيئية التي تتوفر عليها. تنتمي المنطقة السياحية الوليدية لإقليم سيدي بنور، بعد إحداث التقسيم الجهوي الجديد، حيث كانت في وقت سابق تابعة جغرافيا لإقليم الجديدة، وتقع بمنطقة إستراتيجية مهمة، بين الجديدة وآسفي. وتعتبر الوليدية واحدة من أهم مراكز الاصطياف الواقعة على الساحل الأطلسي، حيث تمتلك مؤهلات طبيعية وسياحية استأثرت باهتمام المستثمرين الأجانب، وشهدت انتعاشة سياحية، بعدما تم إحداث بها مجموعة من المرافق السياحية من فنادق وفيلات ومؤسسات للأنشطة الترفيهية، كما أنها تتميز بموقع إستراتيجي، الشيء الذي ساهم بصورة كبيرة في استقطاب آلاف السياح من داخل المغرب وخارجه. وتتوفر منطقة الوليدية على مزارات تاريخية يقبل عليها السياح لاكتشاف تاريخها وحضارتها العريقة، منها قصبة الأبراج التي تتوسطها مدافع نحاسية عتيقة، وقصر يقع في سفح الهضبة، والذي تحيط به غابات الكافور على طول الواجهة البحرية. يتميز شاطئ الوليدية بموقعه الإستراتيجي الراقي على الساحل الأطلسي، حيث يخترق الشاطئ اليابسة مكونا بحيرة طبيعية بحرية مع وجود حاجز طبيعي بين رافده وشساعة المحيط، حيث اكتسب الشاطئ شهرته من بحيرته التي تمنحه التميز، والتي تستمد مياهها من البحر. وظلت منطقة الوليدية منقسمة إلى قسمين، قسم بالجهة السفلى به الشواطئ والبحيرة وقصر محمد الخامس والفيلات الراقية وملعب التنس والمطاعم والفنادق، وقسم بالجهة العليا الذي يسميه أهل المنطقة بـ"الفيلاج"، حيث المركز القروي والفلاحي والتجاري والسوق الأسبوعي، إضافة إلى محلات لبيع الخضر واللحوم والفواكه.

شواطئ الجديدة… العقد الذهبي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيداع مسؤول بولاية فاس سجن بوركايز

قانون للإضراب!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات