اليوسفي: مصعد أساسي وطريق سيار في اتجاه جودة المنظومة التربوية تعتبر الأقسام التحضيرية، نظاما أكاديميا للتعليم العالي يفتح أبوابه في وجه التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا بشعبة العلوم الرياضية أو العلوم التطبيقية بميزتي حسن وحسن جدا. وبرأي عبد اللطيف اليوسفي، الخبير في قضايا التربية والتكوين، فإن الأقسام التحضرية تعتبر طريقا مهما لصناعة النخب ولتكريس التميز، الذي تنجبه المنظومة التربوية، مشيرا إلى أنها مصعد أساسي وطريق سيار في اتجاه الجودة. وأوضح اليوسفي، مدير أكاديمية سابق، أن المنظومة المغربية عرفت هذا النظام، الذي يحضر مبدئيا التلاميذ الذين يحصلون على الباكلوريا طيلة سنتين، بعمل دقيق على مستوى البرامج والمناهج والمقررات، كان كله يمر عبر تعليم في الداخليات. وقال اليوسفي في حديث لـ "الصباح"، إن هذه التجربة كانت تتميز بدروس مكثفة في مجالات التخصص، تحضيرا للتلاميذ، بعد نجاحهم في السنة الأولى والثانية، تؤهلهم النقط المحصل عليها، لدخول المؤسسات والمدارس العليا الخاصة الفرنسية، مشيرا إلى أن المغاربة يتميزون بأنهم يكتسحون في الكثير من الحالات نسبة مهمة جدا من المقاعد المخصصة لبعض المدارس ذات الجودة العالية في فرنسا، خاصة بالنسبة إلى المتميزين في الرياضيات. وفي مرحلة أخرى، ستصبح لدينا بعض المؤسسات خاصة بالأقسام التحضيرية، وهي خصوصية، وانطلقت من البيضاء، وكانت ناجحة، لتتسع بعد ذلك الأقسام التحضيرية في العديد من المؤسسات، بما فيها المؤسسات الثانوية الخصوصية، التي تميل إلى فتح أقسام تحضيرية خاصة بها. أما الخيار الثاني، يضيف اليوسفي، وهو أن المؤسسات العليا المغربية والفرنسية اختارت هي الأخرى فتح أقسام تحضيرية مندمجة داخل سنوات التكوين، أي تمكين التلاميذ بعد سنتين، من التكوين في التخصص الذي يختارونه. وتهيأ الأقسام التحضيرية عبر تقديم التلاميذ ملفاتهم مع بداية السنة، مرفوقة بنقط السنة الأولى باكلوريا، وهي مهمة جدا بمعامل خاص، يضاف إلى نتائج المسار التعليمي للتلميذ، وبالتالي لا يبنى فرز التلاميذ للأقسام التحضيرية، على نقط الباكلوريا فقط، وهناك آليات إدارية دقيقة جدا لا يمكن أن يمسسها أي شيء، يمكن أن يسيء إليها. وأوضح اليوسفي أن الأقسام التحضيرية هي أقسام للتميز، مشيرا إلى أن ميثاق التربية والتكوين في 1999 يشير إلى هذا النوع من الأقسام التحضيرية ويدعو إلى الجودة والامتياز، وهذه الأفكار، يضيف الخبير في قضايا التربية والتكوين، سنجدها في القانون الإطار، وبالتالي، فخدمة الجودة والامتياز، وتشجيع التلاميذ المتميزين، كلها تسير في اتجاه الارتباط مع سوق الشغل، ويمكن التلاميذ من عدم هدر الوقت، وتشجيع الامتياز. ولم يفت اليوسفي الإشادة بالأقسام التحضيرية العمومية، التي تتميز بالحزم الكبير، وتلامذتها يحققون نتائج جيدة، مشيرا إلى وجود أقسام تحضيرية بابن كرير، وفي مدن أخرى، توفر لهم ظروف أحسن للتحصيل، علما أن الأساتذة الذين يدرسون في هذه الأقسام، هم أساتذة مبرزون، ولهم وضع خاص في المنظومة التربوية، ولهم مفتشون خاصون بهم وآليات دقيقة للتتبع. وتبقى الإشارة إلى أن هذه الأقسام التحضيرية لها عناية خاصة، إذ أن التلاميذ بعد نهاية سنتين بها، يمكن لهم اجتياز المباريات داخل المغرب أو خارجه، خاصة فرنسا، مشيرا إلى وجود جمعيات مدنية تساعد التلاميذ من أسر فقيرة، تساعد التلاميذ وتوفر لهم الظروف للسفر لاجتياز المباريات في الخارج. وخلص اليوسفي في حديثه مع "الصباح" إلى النظام الذي ورثه المغرب من فرنسا، كان يدمج الأقسام التحضيرية داخل المؤسسات الثانوية، وهناك مؤسسات لها تاريخ جميل مثل ثانوية مولاي يوسف بالرباط ومحمد الخامس بالبيضاء، على سبيل الذكر، وتكون فيها الداخلية إلزامية لتلاميذ الأقسام التحضيرية. ب. ب