صاحب الدين: نسب التوظيف عالية واندماج العديد من الخريجين في شركات فرنسية وأوربية كبرى تعتبر المدارس الوطنية للتجارة والتسيير قطبا لتكوين الكفاءات في مجال التجارة والتدبير، إذ تقدم برامج تعليمية حديثة، تشمل جميع جوانب التجارة والتدبير، مع التركيز على المهارات العملية والنظرية اللازمة في هذا المجال. وباتت هذه المدارس، التي يبلغ عددها اليوم 12 مدرسة موزعة عبر مختلف جهات الوطن، تشكل قبلة لتلاميذ الباكلوريا من شعبة الاقتصاد والعلوم التجريبية، الراغبين في اكتساب مهارات في تخصصات التدبير والافتحاص والتجارة والتسويق. وعلى مدى السنوات الماضية، أضحت هذه المدارس مشتلا لتكوين الكفاءات، التي تغذي المقاولات والمؤسسات الاقتصادية المختلفة بأطر في مجالات التسيير والتدبير، والتواصل المؤسساتي، والتسويق الرقمي. كما أضحت الشهادات التي تمنحها هذه المدارس، مرحبا بها في الخارج، من خلال الشراكات التي تربط المدارس الوطنية بمثيلاتها في عدد من الدول بأوربا وأمريكا، بل إن مئات الخريجين الذين أكملوا دراساتهم في الخارج، في إطار الشراكة، تم إدماجهم في سوق الشغل بالخارج. وقال عبد الحق صاحب الدين، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة، إن جميع هذه المدارس مقبلة على إصلاح بيداغوجي شامل، ابتداء من الدخول الجامعي لـ 2024-2025، في إطار المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار 2030 ، الذي أطلقته الوزارة الوصية، بهدف إرساء دينامية جديدة كفيلة بالرفع من جودة ونجاعة المنظومة ككل. وأوضح صاحب الدين، في حديث مع "الصباح"، أن توفير برامج تدريبية متقدمة ومستمرة لتحسين مهارات الطلبة، وانخراطهم بسهولة في المجال العملي في عالم التدبير بجميع المقاولات، بات ورشا مفتوحا، مؤكدا على ضرورة تشجيع الطلبة وأعضاء هيأة التدريس على المشاركة في أبحاث علمية تطبيقية ومشاريع تطويرية، مع تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال بين الطلبة. كما بات مهما إنشاء شراكات مع المقاولات والمؤسسات لتوفير فرص تدريب عملي للطلبة، ما يمكنهم من اكتساب خبرة عملية وفهم أعمق لتطبيقات ما يتعلمونه، وبناء شبكة قوية من الخريجين، الذين يمكنهم تقديم الدعم والإرشاد للطلبة، وتوفير فرص التدريب والتوظيف وتعزيز العلاقات المهنية. من خلال هذه الجوانب، ومع تطبيق الإصلاح الشمولي في إطار المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، يقول صاحب الدين، تكرس المدارس الوطنية للتجارة والتسيير مساهمتها في تطوير كفاءات قادرة على تلبية احتياجات المقاولات العمومية والخاصة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وفي تقييمه لتجربة هذه المدارس ومدى اندماج خريجيها، أوضح مدير مدرسة الجديدة أنه يمكن إعطاء عدة مؤشرات على اندماج خريجي مدارس التجارة والتسيير المغربية في النسيج الاقتصادي الفرنسي والأوربي، من خلال الشراكات مع مؤسسات التعليم العالي فرنسية وأوربية وأمريكية في إطار الحركية الطلابية والدبلوم المزدوج، مشيرا إلى أن نسب التوظيف العالية، وحصول العديد من الخريجين على فرص عمل في شركات فرنسية وأوربية كبرى مباشرة بعد التخرج، بل إن بعض الخريجين يتقلدون مناصب إدارية وتنفيذية في مؤسسات معروفة، ما يدل على الثقة في كفاءتهم. وأوضح صاحب الدين أن استمرار التعاون الأكاديمي والمهني المستمر بين مدارس التجارة المغربية والمؤسسات الأوربية، من خلال برامج التبادل الأكاديمي والتدريب المهني، يعكس التقدير المتبادل للجودة التعليمية، مؤكدا أن وجود برامج دراسية تمنح شهادات مشتركة بين المدارس المغربية والأوربية، يعزز الاعتراف بالجودة التعليمية. وخلص صاحب الدين إلى أن إحصائيات رسمية توضح نسب توظيف الخريجين في الأسواق الفرنسية والأوربية، والتي تعكس مدى الاعتراف بجودة التكوين، الذي تقدمه المدارس الوطنية للتجارة والتسيير المغربية، ومدى اندماج خريجيها في الأسواق الفرنسية والأوربية. برحو بوزياني