تنظيم مسابقة في الرسم لبسط الموضوع تفاعلا مع ورش إصلاح مدونة الأسرة النقاش المجتمعي حول قضية الإرث والميراث، لا يمكن حصره في الندوات أو الصالونات السياسية والفكرية المنظمة من قبل فاعلين في السياسة والقانون والعمل الجمعوي، ولكن يمكن أن يكون نقاشا يتبلور من خلال فن الكاريكاتير الذي يحمل رسائل يمكن التقاطها موازاة مع ورش إصلاح مدونة الأسرة. ونجحت "جمعية حبر" بالبيضاء في دخول نادي "قافزين" عن جدارة، استحقاقا لما تميزت به مبادراتها غير المسبوقة، وذلك بهدف تسليط الضوء على مجهوداتها الجبارة لتسخير العمل الجمعوي لإطلاق مبادرات ذات أهداف وقيم نبيلة لابتكار طريقة، لزرع قيم التعايش والمساواة بين الجنسين وسط المجتمع المغربي. مضمون المبادرة أطلقت جمعية حبر بالشراكة مع مؤسسة هنريش بول وبدعم من فابر كاستل وجمعية إعلام وثقافات وائتلاف حق، أخيرا، مسابقة "خرابش-UP"، والتي تهدف إلى اكتشاف والاحتفال بمواهب النساء المغربيات في مجال الرسم الصحفي والكاريكاتير. وتهم هذه المبادرة النساء المغربيات اللاتي يبلغن 18 سنة فأكثر لتقديم رسوم كاريكاتير أصلية حول موضوع "الميراث"، إذ تهدف المسابقة إلى إثارة نقاشات إبداعية حول التعديلات المتوقعة لقانون الأسرة، في انتظار الإعلان عن الفائزين في 28 يوليوز المقبل. تحفيزات مغرية خصصت "جمعية حبر"، التي تعتبر جمعية ثقافية تهتم برسوم الصحف والكاريكاتير، للمشاركين والمشاركات في المسابقة المنظمة، جوائز في إطار نوع من التحفيز على الخوض في النقاشات بأسلوب مختلف يتمثل في الترافع عن القضايا التي تهم أفراد المجتمع خاصة مشروع التعديلات التي ستشهدها مدونة الأسرة. وفي هذا الإطار، تم الإعلان عن جائزة "خرابش-UP" التي تبلغ قيمتها 2500 درهم (جائزة مادية 2000 درهم + أدوات الرسم بقيمة 500 درهم)، إضافة إلى جائزة فابر كاستل التي تتمثل في 2000 درهم (جائزة مادية 1000 درهم + أدوات الرسم بقيمة 1000 درهم)، أما جائزة الجمهور، فتبلغ قيمتها 2000 درهم (جائزة مادية 1300 درهم + أدوات الرسم بقيمة 700 درهم). وليس هذا فحسب، إذ قرر القائمون على المسابقة تخصيص هدايا لسبع عشرة رسامة، إذ ستتلقى الرسامات غير الفائزات أدوات الرسم من "فابر كاستل" عبارة عن هدايا. نقاش مدونة الأسرة لم يكن تنظيم المسابقة ترفا فكريا أو ثقافيا، وإنما يأتي تنظيم هذا العرس الفني في سياق التفاعل مع ورش إصلاح مدونة الأسرة لإيصال الجمعية رسائل التعايش والإيمان بحقوق الآخر إلى مختلف مكونات المجتمع المغربي، مساهمة من القائمين على هذه المبادرة في بناء مغرب أكثر إنصافا، حيث يمكن لكل امرأة تحقيق جميع إمكانياتها، وحيث تكون حقوق الأطفال محمية وتكون مصلحتهم الفضلى أسمى من أي اعتبار آخر. ويأتي تنظيم المسابقة، تجاوبا مع خصاص كبير تعرفه الساحة الفنية، حيث عرف المغرب في تاريخه الممتد رسامة صحافية وحيدة فقط، وعلى هذا الأساس عملت جمعية حبر وشركاؤها من خلال برامج تكوينية على تخريج دفعات من رسامات الصحف أغنين الساحة الفنية وعوضن النقص الكبير في ولوج النساء إلى هذا الميدان. محمد بها