مبادرة تجمع 150 شابا مع خبراء ومنظمات للتفكير في قضايا المرحلة أصبحت مجموعة من المواضيع تطرح نفسها على ساحة النقاش العمومي، خاصة تلك التي تهم الشباب وقضاياهم، وبالتحولات الجديدة في المجتمع، سواء تعلق بالمواضيع المتصلة بالذكاء الاصطناعي، أو بالتربية الإعلامية والعدالة الرقمية وغيرها. وقرر المنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب وجمعية مبادرات مواطنة "بوصلة"، وجمعية متطوع في المغرب، تنظيم الأكاديمية المتوسطية للشباب، وهي مبادرة دأب في السنوات الأربع الأخيرة على إحيائها في الفترة ما بين 14 يوليوز إلى 25 منه، في أصيلة. وتجمع هذه الأكاديمية 150 شابا من مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى خبراء وأساتذة باحثين، ومنظمات دولية وقطاعات حكومية، بهدف تعزيز التفاعل بين الشباب وتمكينهم من المهارات والمعارف اللازمة، للمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية المستدامة. وستكون هذه الأكاديمية فضاء للنقاش والتعلم، طيلة الأيام العشرة التي تنظم فيها، ويرتقب أن تكون البداية، مع مناقشة التحديات التي تواجه الشباب، الذين ليسوا في التعليم أو العمل أو التدريب، وهو الموضوع الذي استأثر بحصة كبيرة من النقاش في الفترة الأخيرة، من خلال تحليل أسباب انسحاب الشباب من الأنظمة التقليدية للتعليم والتوظيف، إضافة إلى استعراض السياسات والبرامج الناجحة في مواجهة هذه المشكلة. وسيناقش المشاركون في أيام الأكاديمية أيضا، مستقبل المجتمع المدني الرقمي، ودور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التغيير الاجتماعي، واستكشاف الفرص والتحديات المرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في برامج المجتمع المدني، وعرض نماذج ناجحة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مشاريع المجتمع المدني، ناهيك عن مناقشة التحديات وسبل التغلب عليها. وسينكب النقاش أيضا على الاتصال الرقمي، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتربية الإعلامية والعدالة الرقمية، وفهم تطور تقنيات الاتصال الرقمي وأهميتها في العصر الحديث، إضافة إلى تحليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الديناميات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعزيز التربية الإعلامية والوعي الاقتصادي بفوائد استخدام التقنيات الرقمية. وتعتبر هذه المبادرات مهمة للشباب، من أجل التعبير عن مواقفه وآرائه، خاصة مع تراجع مؤسسات التأطير التقليدية عن أدوارها، وبروز مؤثرين جدد على مواقع التواصل الاجتماعي، يروجون لعدد من الأفكار والقيم، التي لا تكون في جميع الحالات مفيدة للشباب، ما يجعل من هذا النوع من المبادرات ضرورة تستجيب لحاجات ملحة، إذ يقبل عليها الشباب بشكل كبير في الفترة الأخيرة. عصام الناصيري