من المرتقب أن تشهد أزمة طلبة الطب انفراجا في الأيام أو الأسابيع المقبلة، بعد أشهر من الاحتقان بسبب الإصلاحات التي ترغب وزارتا الصحة والتعليم العالي، إدخالها على منظومة التكوين، من أجل مواكبة إصلاحات المنظومة الصحية بشكل عام، بعد تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية. وفي هذا الصدد قالت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، إنها تلقت بروح إيجابية تصريح رئيس الحكومة الذي أعلن فيه أن التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب يعد من أولويات الدولة الاجتماعية، مشيرة إلى أن هذا التصريح يعتبر تأسيسا للمعالم الكبرى لحل أزمة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب، التي دامت لأزيد من 6 أشهر. وتابعت اللجنة، أن أعضاءها رحبوا بالتجاوب الإيجابي للحكومة لحضور اجتماع أولي لمناقشة التأسيس لوساطة جادة، بغية "التوصل إلى حلول نهائية ترفع الضبابية السائدة منذ أزيد من سنتين، وتوضيح مختلف النقاط العالقة بملفنا المطلبي، لضمان الحفاظ على جودة التكوين الطبي والصيدلي لكفاءات مغرب الغد". وثمنت اللجنة الوطنية التفاعل الحكومي الرامي إلى التدخل بفعالية للتوسط في الملف، معتبرة في السياق ذاته، أن "تأجيل امتحانات الدورة الصيفية سيمكننا من إتاحة فرصة التوصل إلى حل لهذه الأزمة، كما أن مسألة العقوبات ستكون من الأولويات التي ستطرح على طاولة هذه الوساطة". وخلصت اللجنة إلى أنه ستتم موافاة طلبة الطلب والرأي العام، بمختلف المستجدات والمقترحات التي سيتم بسطها خلال جموع عامة تنظم في القريب العاجل، بغية التوصل إلى حل سيمكن من استئناف السيرورة العادية للسنة الجامعية وإنقاذ ما تبقى منها. ويواجه طلبة الطب أزمة حادة مع وزارتي التعليم العالي والصحة، بسبب رغبة الوزارتين تنزيل الإصلاح بسرعة لمواكبة التحولات المتسارعة في القطاع، ما أدى إلى تصادم مع طلبة الطب. وتعتبر ظروف التكوين من أبرز المشاكل التي أشعلت فتيل الأزمة، إذ أن عددا كبيرا من الطلبة لا يجدون أماكنهم للتدريب داخل المستشفيات الجامعية، ناهيك عن تخفيض عتبة الولوج إلى كليات الطب والصيدلة، إضافة إلى تخفيض عدد سنوات التكوين من 7 سنوات إلى 6، ما يراه أطباء الغد إجهازا على التكوين. عصام الناصيري