أظهرت بيانات نقاط سربت على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب الإعلان عن نتائج امتحان الباكلوريا، وجود شبهات تلاعب بمعدلات التلاميذ، خاصة المنتمين إلى بعض المدارس الخاصة، التي تتعمد نفخ النقاط. واطلعت "الصباح" على بعض بيانات النقاط، التي تظهر بشكل واضح وجود فرق كبير بين النقاط المحصل عليها في الامتحانين الوطني والجهوي، وتلك المحصل عليها في المراقبة المستمرة. وتعتبر نقاط المراقبة المستمرة حاسمة في النجاح في الباكلوريا، إذ تشكل نسبة 25 في المائة من احتساب المعدل العام، كما هو الأمر بالنسبة إلى الامتحان الجهوي، في حين أن 50 في المائة المتبقية تتشكل من النقاط المحصل عليها من الامتحان الوطني. وبالغت بعض المدارس في السخاء مع التلاميذ، إذ أن أحد النماذج الذي تتوفر "الصباح" على نسخة منه، منح التلميذ في مجموع دورتي المراقبة المستمرة معدل 19.27، في حين لم يحصل سوى على معدل 5.30 في الامتحان الوطني، في حين حصل على 13.10 في الامتحان الجهوي. ويظهر جليا وجود فرق كبير بين نقاط المراقبة والامتحانات الإشهادية، ما يرجح فرضية النفخ في المعدلات أو التساهل في الغش، علما أن الحصول على معدل 19 في المراقبة المستمرة، يفترض أن يكون التلميذ نابغة، ويتمتع بالقدرة على الاستمرارية في الحصول على نقاط متميزة طيلة السنة. وفي نموذج آخر أكثر وضوحا، منح للتلميذ معدل 19.62 في المراقبة المستمرة، في حين لم يحصل سوى على معدل 3.16 في الامتحان، كما أن بيان النقاط يظهر فروقات كبيرة بين نقاط المواد في المراقبة المستمرة في الامتحان الوطني. وإذا أخذنا على سبيل المثال نقاط المواد التي يمتحن فيها التلميذ في الوطني، ومقارنتها بنظيراتها في المراقبة المستمرة، يتبين أن هناك خللا ما، إذ حصل التلميذ على 20 في مادة الفلسفة في المراقبة المستمرة، مقابل 6.5 في الوطني. والأدهى أن صاحب بيان النقاط تخصص علمي، وحصل على نقطة 19.5 في مادة الرياضيات، التي تعتبر المادة التي يفترض أن يكون متفوقا فيها، علما أن معاملها يصل إلى 7، لكنه أخفق فيها وحصل فقط على معدل 3، الأمر نفسه في الفيزياء والكيمياء، التي حصل فيها على 19.5 في المراقبة، في حين حصل في الامتحان على 0.75 فقط. ويعاب على الوزارة عدم تكثيف زيارات المفتشين إلى المدارس الخاصة، ومراقبة مدى توافق مستويات التلاميذ مع النقاط التي تمنح لهم، خاصة في المستويات الإشهادية، التي يتم فيها احتساب نقطة المراقبة المستمرة في المعدل العام، بنسبة تصل إلى 25 في المائة. ع. ن