أصوات غاضبة من هرولة الكاتب الأول لدخول الحكومة وتخبط خطابه المعارض لم يتردد أقرب المقربين لربان سفينة حزب "الوردة" في قصفه بسلاح انتقادات شديدة اللهجة، معبرين عن رفضهم الطريقة التي يهرول بها في محاولة يائسة لدخول الحكومة، متهمين إياه بأنه أفقد الحزب هويته بسبب تبني خطاب "رجل هنا ورجل لهيه" إلى حد التيه السياسي والخروج من كل التصنيفات الحزبية الممكنة، في إشارة إلى أن الحزب انفلت من المعارضة وممنوع من الحكومة ولم يقو على إعلان منهج المساندة النقدية. واستغرب مصدر اتحادي حجم التناقض في خطاب القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي، إذ لم يتخل الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن إلحاحه المتكرر على دخول الحكومة في مواجهة موقف ثابت من أحزاب الأغلبية ورئيسها عزيز أخنوش، إذ لم يجد لشكر حرجا في شن حملة من أجل تقديم ملتمس للرقابة ضد الحكومة، تزامنا مع إعلان رغبة حزبه الالتحاق بالحكومة . ومن جهتها تصر الأغلبية على بقاء الاتحاد الاشتراكي في المعارضة كما عبر عن ذلك قيادي بأحد فرقها النيابية عندما قال ل "الصباح" إن طلب لشكر غير ممكن، خاصة أن الحكومة تتوفر على أغلبية برلمانية مريحة. وذهب مصدر مقرب من رئيس الحكومة حد الجزم أن رغبة لشكر في دخول الحكومة تتناقض تماما مع خطابه، خاصة في ما يتعلق بحملة تقديم ملتمس الرقابة ومحاولته الاختباء تحت عباءة المعارضة، مضيفا هو "باغي يدخل ولكن مكرهناش ليه"، وأضاف "أغلبيتنا مريحة ومنسجمة وليس هناك مبرر لتعديل التحالف الحكومي، في إشارة إلى أن التعديل المرتقب لن يتجاوز دائرة تغير وزراء دون المساس بمكونات التحالف. ودعا الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي الحكومة إلى "تتبع سياسة ليبرالية حقيقية"، مشيرا في حوار صحافي، إلى أن "رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أثناء تقديمه حصيلة حكومته خلال نصف ولايتها، قبل أيام في البرلمان، قال إن البرنامج الذي يطبقه برنامج الاتحاد الاشتراكي. وأدعوه اليوم، إلى عدم تنفيذ حكومته برنامجنا، وإنما أن تتبع سياسة ليبرالية حقيقية، وأن تعمل على تطوير الديمقراطية الناشئة، وتوسع من دائرة الحقوق والحريات الفردية والجماعية، وأن تظهر الليبرالية في مدونة الأسرة". وبخصوص التعديل الحكومي المرتقب، قال لشكر "نعتقد في الاتحاد الاشتراكي أن البلاد مفتوحة على أوراش كبرى. ويبدو لي أن الموقع الطبيعي للحزب أن نكون داخل الحكومة، وليس في المعارضة. وفي حال فرض علينا موقع المعارضة فسنحرص على تأديتنا لدورنا الرقابي". ووصف رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، في تصريح لـ"الصباح" وضع المعارضة الحالية بأن عطلت أدواتها الدستورية وأصبحت تقتصر على ممارسة التسول من قبل زعماء يطمعون في تحقيق نوازع ذاتية، سواء عبر الاسترزاق بالمعارضة أو عبر استجداء المناصب إلى حد صارت طموحات بعضهم، تشكل خطرا على سلامة الممارسة الديمقراطية الفتية. ياسين قُطيب