ظل محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، طيلة مباراة نصف النهائي الأول الذي شارك فيه ريال مدريد يوزع الابتسامات رغم آلاف الحناجر التي كانت تتهمه بالسرقة وتكيل له السب، واتهامه بأنه كان وراء نقل المباراة من الرباط إلى مراكش، مع ما سببه هذا الأمر من معاناة للمشجعين.بعد المباراة ظل أوزين غير عابئ بما يحدث حوله وهو يقيم في أحد الفنادق الشهيرة بمراكش التابعة لسلسلة فنادق فرنسية، في انتظار المباراة النهائية، لكن بلاغا من الديوان الملكي أعاده إلى الرباط لمتابعة نهائي كأس العالم للأندية على شاشة التلفزيون.ورغم تنبيهات البعض قبل انطلاقة الحدث الكروي العالمي، من أن عملية صيانة الملعب عرفت اختلالات وربما تشكل مشكلا حقيقيا، إلا أن أوزين أصر على أنه الملعب الذي سيحتضن مباريات مونديال الأندية.البداية كانت يوم 13 دجنبر الماضي، بمباراة ويسترن سيدني الأسترالي وكروز أزول المكسيكي، في ربع نهائي مونديال الأندية حيث تابع الملايين عبر العالم فضيحة من العيار الثقيل، برك مائية بملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط إلى درجة أن مسؤولين بالفريق الأسترالي وضعوا قبل نهاية المباراة تعليقا صغيرا على صفحتهم على "فيسبوك" بأنهم سيطلبون حضور بطل العالم في السباحة للمشاركة في الشوط الثاني.بين شوطي المباراة، ستتفاقم الفضيحة بنزول عمال الملعب إلى الأرضية بقطع من الاسفنج وسطل قديم لشركة مشهورة للصباغة لامتصاص مياه الأمطار مستعينين ب "كراطة" كبيرة الحجم.الأمر تحول إلى مادة دسمة لكل وكالات الأخبار والمواقع العالمية إضافة إلى سخط شعبي غير مسبوق، قارنه البعض بفضيحة المنتخب الوطني المغربي أمام المنتخب الجزائري (1-5) والتي للمصادفة أجريت في الشهر نفسه سنة 1979.مباشرة بعد الفضيحة سيتقرر نقل مباراة ريال مدريد التي كانت مقررة بالملعب إلى مراكش بناء على اتفاق بين اللجنة المنظمة للمونديال والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).كما قرر أوزين توقيف كريم العكاري الكاتب العام للوزارة ومصطفى أزروال مدير الرياضات، إضافة إلى سعيد إيزكا مدير الملعب..وقام أوزين بتوقيف العكاري عضو اللجنة التنظيمية المحلية للموندياليتو ومصطفى أزروال إلى حين الانتهاء من التحقيق الذي فتحته وزارة الشباب والرياضة و وزارة الداخلية ووزارة المالية بخصوص فضيحة الحالة المزرية التي ظهرت عليها أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله، بعدما أمر الملك محمد السادس رئيس الحكومة عبدالاله بنكيران بفتح تحقيق عقب المهزلة التي كشفت مجموعة من الاختلالات و التجاوزات و الخروقات، تتحمل مسؤوليتها الكاملة وزارة أوزين. وأول أمس (الأربعاء) وطبقا لفصل الاحكام 47، قرر جلالة الملك إعفاء محمد أوزين من مهامه وزيرا للشباب و الرياضة، بعد أن أثبتت نتيجة التحقيق المسؤولية السياسية والإدارية المباشرة لوزارة الشباب والرياضة وكذا مسؤولية المقاولة، في الاختلالات المسجلة على صعيد إنجاز هذا المشروع وخاصة في ما يتعلق بعيوب في إنجاز أشغال تصريف المياه، وتهيئة أرضية الملعب التي لم تتم حسب مقتضيات دفتر التحملات، إضافة إلى عيوب ونقائص في جودة الأشغال التي أنجزتها المقاولة المكلفة بالمشروع واختلالات في منظومة المراقبة التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة، مما أدى إلى عدم إجراء تتبع ناجع للأشغال وتأخر في مباشرة الأشغال بالنظر إلى جدولة المنافسات المبرمجة، حيث لم يصدر الأمر ببدء الأشغال إلا بضعة أشهر قبل انطلاق هذه التظاهرة الرياضية.أحمد نعيم