السيجارة الإلكترونية… أضرار ومخاطر

تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الدماغ وتؤثر سلبا على الجهاز التنفسي خلافا لما يعتقد البعض أن استعمال السيجارة الإلكترونية يعتبر أقل ضررا من السيجارة العادية، فإن كثيرا من الدراسات دقت ناقوس الخطر، بشأن أضرارها الصحية، منها تأثيرها على الدماغ والجهاز التنفسي. وتعتبر السيجارة الإلكترونية جهازا إلكترونيا يعتمد مبدأ عمله على تبخير السائل، الذي يحتوي على "النيكوتين" في داخله وإخراجه على شكل رذاذ يتم استنشاقه. في الورقة التالية يتم التطرق إلى المشاكل الصحية الناتجة عن السيجارة الإلكترونية والأعراض، التي تظهر على مستعمليها، والنصائح للتخلص منها ومحاور أخرى. في ما يلي التفاصيل: دراسات تحذر من استعمالها خبراء وجدوا أنها تزيد خطر الإصابة بأمراض رئوية وتؤثر على النظام المناعي يعتبر الكثير من الأشخاص أن تعويض السجائر بأخرى إلكترونية، يمكنهم من إبعاد أنفسهم عن خطر الأمراض، التي يمكن أن تترتب عن التدخين، لكن تأتي الدراسات العلمية لتضرب اعتقاداتهم بعرض الحائط، وتثبت أن السجائر الإلكترونية لها أيضا أضرار صحية خطيرة. ومن الدراسات التي خصصت لتحديد مخاطر هذا النوع من السجائر والتي ارتفع الإقبال عليها، من قبل الرجال والنساء أيضا، دراسة أكدت أن التدخين الإلكتروني يزيد من خطر الإصابة بعدة أمراض رئوية، رغم اعتماده بديلا "آمنا بنسب متفاوتة" للسجائر العادية. وحلل الخبراء في ألمانيا أكثر من 600 دراسة حول آثار استخدام السجائر العادية وكذلك الإلكترونية على صحة الإنسان، ووجدوا أن السجائر الإلكترونية تزيد خطر الإصابة بأمراض رئوية والتي تشمل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والتهاب الشعب الهوائية وأشكالا عديدة من الالتهاب الرئوي وتلف المسالك الهوائية الصغيرة في الرئتين. وعبر الباحثون عن قلقهم بشأن كمية المعادن السامة التي تطلقها السجائر الإلكترونية، عندما يتم تسخين السائل الإلكتروني وتحويله إلى بخار. وأشارت اختبارات البول والدم إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية لديهم مستويات متفاوتة من الرصاص والزرنيخ في أجسامهم، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مع مرور الوقت. كما ربط الاستهلاك طويل الأمد للزرنيخ بالسرطان والآفات الجلدية، في حين ربط الرصاص بتلف الدماغ وفشل الأعضاء والنوبات، علما أن الفريق الألماني دعا إلى إجراء المزيد من الأبحاث وسن التشريعات الوقائية المناسبة لمنع الشباب من التدخين الإلكتروني. وفي دراسة أخرى بريطانية، كشفت أن أدخنة السجائر الإلكترونية تؤثر سلبيا على نشاط بعض المكونات الرئيسية في النظام المناعي بجسم الإنسان. وتوصل فريق بحثي من جامعة برمنغهام البريطانية أن دخان السجائر الإلكترونية يعطل عمل خلايا الدم البيضاء من نوعية "العدلات"، والتي تعتبر خط الدفاع الأول عن جسم الإنسان في مواجهة الأمراض والعدوى. وسحب الباحثون عينات دم من متبرعين أصحاء غير مدخنين، ثم تم تعريض خلايا الدم البيضاء في هذه العينات لأربعين نفخة من دخان السجائر الإلكترونية، وتمثل هذه الكمية معدل التعرض اليومي المحدود للدخان. وخلال التجربة، قام الفريق البحثي بتعريض نصف عينات الدم لدخان مشبع بالنيكوتين، والنصف الآخر لدخان يحتوي على بدائل خالية من النيكوتين. إيمان رضيف لمعلوماتك < ولادة من أضرار السيجارة الإلكترونية على الحوامل بشكل خاص، أنها قد تتسبب في الولادة المبكرة وموت الجنين أحيانا. < رئة تؤدي السيجارة الإلكترونية إلى زيادة معدل الإصابة بأمراض الرئة الخطيرة المزمنة، ومن أعراضها السعال، ومشاكل التنفس، وآلام الصدر. < مراهقون بترويج الشركات للسيجارة الإلكترونية، وإغرائهم بنكهاتها المتعددة، وإعلانهم بعدم خطورتها يشجع ذلك المراهقين على التدخين والإدمان عليه. < دماغ من التأثيرات السلبية لاستعمال السيجارة الإلكترونية أن النيكوتين يؤثر سلبا على الدماغ، ويزيد من الرغبة في تجربة المدمنات الأخرى، مثل المخدرات، والكوكايين، كما يؤثر على مراكز الانتباه والتعلم والمزاج فيه. 3 سلبيات تحتوي السيجارة الإلكترونية على العديد من الأضرار الصحية منها ثلاثة، ما يتطلب الوقاية منها. ويعتبر أول الأضرار المعاناة من مجموعة من السموم، إذ بالإضافة إلى وجود النيكوتين في السيجارة الإلكترونية، هناك مجموعة أخرى من المواد الضارة للجسم، منها "الأسيتالديهيد"، وهي مواد مسرطنة، وكذلك "الأكرولين"، وهي مادة تؤدي إلى أمراض خطيرة في الرئة مثل الربو، والانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة. أما ثاني أضرار السيجارة الإلكترونية فتتجلى في الإدمان، سيما أن استبدالها بالسيجارة العادية يزيد من ذلك. ولهذا يحتاج الشخص إلى مساعدة طبية، لأن السيجارة الإلكترونية تبطئ عملية الإقلاع عن التدخين. ويعتبر ثالث ضرر للسيجارة الإلكترونية، التأثير السلبي على الآخرين، إذ يكون المحيطون بالمدخن عرضة له. أمينة كندي خطوات مهمة يقول الأطباء إن الشخص الحريص على التخلص من السيجارة الإلكترونية والحفاظ على صحته، والذي يجد صعوبة في ذلك، يمكن له اللجوء إلى طبيب نفسي لمساعدته على تحقيق هدفه. وينصح كذلك بممارسة العديد من الأنشطة الصحية، التي من شأنها التخلص من السيجارة الإلكترونية، مثل الموسيقى، إذ تساعد على إدارة التوتر وإبعاد التفكير فيها. ويمكن كذلك العثور على سلوك بديل، مثل مضغ العلكة كلما رغب الشخص في تدخين السيجارة الإلكترونية. ومن بين النصائح للتخلص من السيجارة الإلكترونية، تكوين صورة صحيحة عن مضار التدخين والاقتناع بالابتعاد عنه بشكل نهائي، إلى جانب التأكد من عدم تعرض الأطفال لخطر التدخين السلبي. ومن بين الخطوات المهمة، تلقي الدعم عبر الأنترنت، عن طريق الانضمام إلى أحد البرامج المتاحة، بمشاركة مجموعة من الراغبين في الإقلاع عن التدخين. أ. ك مضاعفاتها تصل إلى الإصابة بالسرطان الدكتور حمضي قال إن السجائر الإلكترونية لا تختلف عن النوع التقليدي ولا تساعد على الإقلاع قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب عام، وباحث في السياسات والنظم الصحية، إنه لا يجب الترويج للسجائر الإلكترونية باعتبارها حلا مساعدا على الإقلاع عن التدخين، مبرزا أن الدراسات لم تثبت هذه الحقيقة، مضيفا أن أضرار هذا النوع على الصحة لا يختلف عن النوع التقليدي، مؤكدا أنه يمكن أن يسبب بدوره أمراضا، مثل السرطان ومشاكل في الجهاز التنفسي. في ما يلي نص الحوار: < تعتبر السيجارة الإلكترونية تهديدا قاتلا للأجيال الجديدة، إذ أن واحدا من كل ثمانية شباب أو مراهقين مغاربة في المدارس، يستعمل أو سبق أن استعمل السيجارة الإلكترونية، وأظهرت الأرقام أن التعاطي والتجريب يبدأ مبكرا جدا، حتى قبل سن العاشرة، ولكنه يبدأ بشكل عام بالنسبة الأغلبية بعد سن الرابعة عشرة. وأضحت الجهود المبذولة للحد من استخدام التبغ تؤتي ثمارها بانخفاض معدل انتشار التدخين بين التلاميذ بنحو الثلث في غضون عقد من الزمن، لكن هذا الانخفاض يتعرض للنسف للأسف، بسبب وصول السجائر الإلكترونية، التي تجذب المراهقين، بسبب روائحها الفاكهية، وألوانها الشبابية، وسهولة الوصول إليها في كثير من الأحيان، لكن أخطر ما في الأمر أن المنتجات الجديدة توقع بشكل متزايد الأطفال والمراهقين والشباب والنساء في دوامة من الإدمان المميت. < يمكن القول إن الغرض من السجائر الالكترونية، هو استقطاب ما يكفي من الأطفال والمراهقين والشباب، وأما بالنسبة إلى المخاطر، فإن الملايين من الوفيات كل عام تسجل بسبب التبغ. وتشكل السيجارة الإلكترونية بالنسبة لصناعة التبغ، سلاحها الجديد لتكريس الإدمان، وتسهيل المرور للتعاطي للمواد الأخرى التقليدية. ويمكن القول إن مخاطر هذه السيجارة حقيقية، إذ تعتبر منظمة الصحة العالمية والخبراء منتجات التبغ الجديدة، بما في ذلك السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، مواد ضارة على قدر ضرر السجائر التقليدية. وأثبتت الدراسات أن من شأن السجائر الإلكترونية، مثلها مثل التقليدية، أن تسبب أمراضا مثل السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، والقلق، والالتهابات. ويؤثر هذا النوع من السجائر أيضا على صحة المرأة الحامل وجنينها. ويؤثر بالنسبة إلى الأطفال على الدماغ، الذي يبقى في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، كما يؤثر على التعلمات. < إن استخدام السجائر الإلكترونية يتسبب في الإدمان، ويضاعف ثلاث مرات تقريبا خطر التعاطي للسجائر التقليدية. وبالنسبة للبالغين غير المدخنين والأطفال والمراهقين والشباب والنساء الحوامل، تعتبر السجائر الإلكترونية خطرا أكيدا على الصحة ومدخلا لإدمان مميت. < بالنسبة إلى البالغين الذين يتعاطون للتدخين، فليست هناك دراسات حتى اليوم تثبت فائدتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، ولأنها أقل خطورة على الصحة. وترى منظمة الصحة العالمية أنه لا ينبغي الترويج للسجائر الإلكترونية، باعتبارها وسيلة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين. < إن حماية الأطفال والأجيال المقبلة من هذه التلاعبات، ومواصلة الحرب ضد التبغ للحد من استهلاكه بشكل أكبر، تتطلبان التزاما من جميع الأطراف، سواء تعلق الأمر بالحكومات، أو بالمشرعين والمنظمات غير الحكومية والآباء. وإذا كانت الدراسات، بالنسبة لتاريخ التبغ، لم تظهر سميته وخطورته إلا ابتداء من 1950، أي قرونا بعد البدء في استخدامه، فإننا هده المرة، بالنسبة للسيجارة الإلكترونية، نعرف ما ينتظرنا، وما ينتظر أطفالنا والأجيال المقبلة. في سطور - طبيب في الطب العام بالعرائش - باحث في قضايا السياسات والنظم الصحية - كاتب وناشط إعلامي في قضايا التربية والإعلام الصحي - صدر له كتاب عن التوعية الصحية وكتب مشتركة - مؤسس ورئيس سابق لعدد من الجمعيات الطبية أجرى الحوار: عصام الناصيري

السيجارة الإلكترونية… أضرار ومخاطر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المحروقات تلهب القدرة الشرائية

الجاي: المطلوب ثقة متبادلة بين البنوك والشركات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات