الثعلبة … عدو الشعر

يعرف داء الثعلبة بأنه مرض جلدي يصيب الشعر في الجلد، ويؤدي إلى حدوث صلع في منطقة محددة من الجلد، وعادة يحدث داء الثعلبة لوحده دون أن يرتبط بأي مرض آخر، ويعود الشعر للنمو طبيعيا بعد فترة من الزمن. وتحدث بعض أنواع داء الثعلبة نتيجة لخلل في مناعة الجسم، كما هو الأمر بالنسبة إلى الثعلبة البقعية أو الحاصة البقعية، والتي ينتج عنها أحيانا فقدان كامل للشعر، وتسمى هذه الحالة بالثعلبة الشاملة. في ما يلي التفاصيل: لمعلوماتك < تمر بصيلات الشعر، بعد نموها، بدورات منتظمة من الخمول والنمو، حيث يبقى حوالي 70في المائة إلى 90 من شعر فروة الرأس في مرحلة النمو، ولكن بعض الحالات قد تعيق هذه العملية، ما يؤدي إلى تساقط الشعر. < يسبق تساقط الشعر من المناطق المصابة الشعور بالحرقة والحكة، ويكون تساقط الشعر على شكل دوائر في المنطقة المصابة من فروة الرأس، وقد تصيب أيضا الحواجب والرموش ومنطقة اللحية عند الرجال، وقد يتساقط الشعر في مناطق أخرى من الجسم. < تظهر أعراض الاكتئاب عند مرضى الثعلبة البقعية بعد فترة زمنية طويلة من الإصابة، وتكون سبب ظهورها مشاعر القلق والحزن، بسبب فقدان الشعر. تأثيرات نفسية الدعم والمواكبة وتقليل التوتر تساعد على العلاج داء الثعلبة هو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط الشعر، على شكل بقع في فروة الرأس أو في مناطق أخرى من الجسم. ورغم أن هذا المرض لا يسبب ألما جسديا مباشرا ولا يهدد الحياة، إلا أن آثاره النفسية تكون في كثير من الأحيان أعمق وأشد حدة على المصاب، ما يستدعي أخذ الجانب النفسي بعين الاعتبار، خاصة خلال مرحلة العلاج. ولأن الشعر يعتبر جزءا هاما من هوية الإنسان وصورته الذاتية، وله دور في تعزيز الثقة بالنفس، يمكن أن تتأثر نفسية الشخص إذا فقده بشكل مفاجئ، أو عند الإصابة بالثعلبة التي تكون سببا مباشرا في تساقط الشعر. وقد يشعر المريض في هذه الحالة، بالضعف، وقد يعاني القلق والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، ويزداد هذا التأثير عندما يكون المريض في سن المراهقة أو لدى النساء، إذ يكون الضغط الاجتماعي أكثر حدة. وفي هذا الصدد، تشير الأبحاث إلى أن الضغوط النفسية قد تكون عاملا محفزا لظهور الثعلبة أو لتفاقمها، إذ أن الحالة النفسية غير المستقرة، مثل التوتر المزمن أو الحزن العميق، يمكن أن تضعف جهاز المناعة وتزيد من الاستجابة الالتهابية، ما يساهم في تسريع تساقط الشعر. كما أن تدهور الحالة النفسية بعد الإصابة بالثعلبة يمكن أن يدخل المريض في حلقة مفرغة، تؤدي إلى تدهور أكبر في الحالة الجسدية والنفسية. ويؤكد الاختصاصيون أنه في هذه الحالة تظهر أهمية الجانب النفسي في العلاج، إذ لا يمكن الاكتفاء بالحلول الطبية فقط مثل استعمال بعض الأدوية أو العلاجات الموضعية أو البيولوجية الحديثة، دون دعم الحالة النفسية للمريض، علما أن الدعم النفسي يجب أن يكون من قبل الأسرة والمجتمع، بالإضافة إلى الاستفادة من العلاج السلوكي المعرفي. ويوصي الاختصاصيون بمرافقة العلاج الدوائي بإستراتيجيات تساعد على التكيف والتعايش، مثل تمارين الاسترخاء، والتأمل، وتحسين نمط الحياة، والتغذية الصحية، علما أن الأطباء والمعالجين النفسيين يلعبون دورا محوريا في مساعدة المرضى على إعادة بناء ثقتهم بأنفسهم والتغلب على مشاعر الإحباط أو الخجل. ويبقى داء الثعلبة حالة طبية تتجاوز المظهر الخارجي، إذ يلامس عمق التكوين النفسي للفرد، ويتطلب نهجا متكاملا يجمع بين العلاج الجسدي والدعم النفسي لضمان العلاج الشامل والعودة إلى روتين الحياة بشكل طبيعي. إيمان رضيف 300 ألف في الولايات المتحدة الأمريكية يعاني 300 ألف شخص سنويا من داء تساقط الشعر المعروف باسم الثعلبة، وفي ألمانيا يعاني مليون ونصف مليون شخص من أشكال مختلفة من داء الثعلبة وحتى المشاهير، على غرار زوجة الممثل الأمريكي ويل سميث التي لم تسلم من هذا المرض. وزفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، خبرا سعيدا لهؤلاء المرضى بموافقتها على دواء جديد وفعال ضد الثعلبة، يحمل اسم «أوليمانت» من شركة الدواء الأمريكية «إيلي ليلي»، ويتعلق الأمر بدواء موجود في السوق لكن لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض المناعة الذاتية الأخرى. ع.ن تعايش يكون التعايش مع مرض الثعلبة صعبا، خاصة عندما يفقد المريض شعره كاملا، ولكن هناك بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد المريض على التعايش مع المرض، إذ بالنسبة إلى الأطفال ينصح الأهل عادة بوضع شعر مستعار لأطفالهم، ومراجعة طبيب الأطفال أو طبيب الأمراض الجلدية المختص إذا استدعى الأمر ذلك، وأما المراهقون وهم الفئة الأكثر عرضة للتنمر والاستهزاء من قبل أقرانهم، ينصح الأطباء بالتحدث معهم كثيرا من قبل الأهل والأصدقاء، وعدم إشعارهم أنهم يعانون نقصا، وإحالتهم على المختصين النفسيين لزيادة ثقتهم بأنفسهم إذا لزم الأمر، ووضع الشعر المستعار ذي النوعية التي لا تنتزع بسهولة. عصام الناصيري ناتج عن اضطراب مناعي الدكتورة عزيزي قالت إن علاجه يستغرق عدة أشهر يعتبر داء الثعلبة أو «التونية» من الأمراض الناتجة عن اضطراب مناعي يؤدي إلى ظهور بقع في مناطق مختلفة من الجسم مثل اللحية والشعر. ويؤثر داء الثعلبة سلبا على الجانب النفسي للمصاب نتيجة الشعور بالخجل، كما أن علاجه يستغرق عدة أشهر. عن أسباب المرض وأعراضه وعلاجه ومحاور أخرى تتحدث الدكتورة فاطمة عزيزي، طبيبة عامة ل»الصباح» في الحوار التالي: < إن داء الثعلبة أو «التونية» عبارة عن اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط الشعر على شكل بقع دائرية. وتظهر تلك البقع في مناطق مختلفة من الجسم خاصة الرأس والذقن والشارب والحواجب والرموش. < إن داء الثعلبة يحدث نتيجة انتشار فطريات تترك بقعا مثلا في مكان وجودها على شكل دائرة إما في الذقن أو الرأس. وهناك نوعان من الفطريات وهما «بريكو فيتون» و»ميكروسبوروم» المسؤولان عن الإصابة بها. ومن جهة أخرى، فإن داء الثعلبة من الأمراض التي تنتقل عدواها من الحيوانات إلى الإنسان، كما أن الأشخاص الذين يربون حيوانات مثل القطط والكلاب لابد من أخذ الاحتياطات حتى لا يصابوا بها. < إن الثعلبة من الأمراض غير المعدية، أي أنها لا تنتقل من شخص لآخر عن طريق التلامس أو الهواء، ولكن هناك دراسات أشارت إلى أن لها علاقة بالجينات الوراثية، أو التاريخ العائلي. < يسبق تساقط الشعر من المناطق المصابة الشعور بالألم والحكة. وغالبا يكون تساقط الشعر على شكل دوائر في المنطقة المصابة من فروة الرأس، وقد تصيب أيضا الحواجب والرموش واللحية عند الرجال، وقد يتساقط الشعر في مناطق أخرى من الجسم. قد ينمو الشعر مرة أخرى ثم يتساقط ثم ينمو مرة أخرى أو قد يتساقط ولا ينمو مجددا. وتظهر أعراض الثعلبة على أظافر اليدين والقدمين منها ظهور بقع وخطوط بيضاء عليها وجفافها وخشونتها وفقدان لمعانها وضعفها وانشقاقها. < بعد التشخيص الدقيق لداء الثعلبة، يتم وصف مراهم وشامبوهات لغسل الشعر إذا كان في بدايته، أما إذا كان في مرحلة متقدمة فلابد من وصف مضادات حيوية. < يتطلب علاج داء الثعلبة عدة أشهر قد تتجاوز الستة، ما يحتاج صبرا من قبل المصاب والتحسين من الحالة المزاجية للاستجابة بشكل أسرع، من خلال الابتعاد عن التوتر، سيما أنه يكون عرضة للتنمر في كثير من الحالات. < تتجلى مضاعفات داء الثعلبة في امتداد تساقط الشعر لمناطق أكبر من الجلد، وأيضا تدهور الجانب النفسي نتيجة الشعور بالخجل من مواجهة الأشخاص ما يجعل المصاب يفضل العزلة. < أغلب الحالات التي خضعت إلى علاج جيد من «التونية» استعادت شعرها واختفت البقع الناتجة عنها، ولم يعد هناك أي أثر للأعراض الناتجة عنها. وإمكانية الإصابة بداء الثعلبة ممكنة، سيما إذا لم يتم أخذ الاحتياطات اللازمة تفاديا للعدوى بها من جديد. < ينصح بارتداء القبعات وحلاقة الشعر واللحية كاملين حتى لا تظهر البقع الخالية من الشعر بطريقة منفرة للآخرين. ويمكن كذلك التواصل مع مختص في العلاج النفسي لتقديم الدعم الضروري. أجرت الحوار: أمينة كندي في سطور: - طبيبة في الطب العام والطب المثلي. - نائبة رئيس الجمعية المغربية لأطباء القطاع الحر. - عضو اتحاد العمل النسائي. - شاركت في عدة مؤتمرات طبية داخل المغرب وخارجه.

الثعلبة … عدو الشعر

سببه اضطرابات مناعية ويؤدي إلى مشاكل نفسية ودواء واعد لعلاجه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك: خبرات المغرب في خدمة إفريقيا

العمراني: إفريقيا لم تعد خاضعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات