الطريق الساحلي…”رئة بحرية” لإنقاذ شوارع البيضاء

يمتد على طول 4.5 كيلومترات من ميناء المدينة في اتجاه المحمدية تشير كل الدراسات والتقارير إلى أن ميناء البيضاء لن يكون بمعزل عن الأوراش الكبرى، التي تعرفها البنية التحتية للمدينة، خاصة بعد الإعلان عن فتح طريق بحري جديد يربطه بالمحمدية. وضغط محمد مهيدية، والي جهة البيضاء سطات، في الآونة الأخيرة، ب"قوة" لنفض الغبار عن مشاريع ملكية بالبيضاء طالها النسيان، بسبب عراقيل إدارية أو خصاص مالي، إذ أعلنت الوكالة الوطنية للموانئ عن فتح طريق بحري جديد بطول 4.5 كيلومترات، والذي يمتد من ميناء البيضاء مباشرة إلى الطريق الساحلي الذي يربط بالمحمدية، عبر ملتقى طرق "ميموزا" بعين السبع. ويصنف الطريق البحري الجديد ضمن مشاريع تهيئة الطرق الرئيسية لميناء البيضاء، الذي واجه صعوبات في إنجازه نتيجة الإجراءات المعقدة لنزع الملكية، لكنه الآن في مرحلة التجريب والاستعداد للافتتاح الرسمي في نهاية أبريل الجاري، ويهدف إلى تسهيل حركة البضائع وتحسين ظروف المرور، بالإضافة إلى إنشاء مسار خاص للشاحنات يربط الميناء بالمنطقة اللوجستية بزناتة، مما سيعزز القدرات التجارية ويقلل من زمن نقل البضائع. كما سيساهم المشروع في تنظيم حركة الشاحنات، ومنعها من دخول وسط المدينة، حيث سيُطلب من الناقلين تفريغ البضائع في المستودعات خارج المدينة واستخدام الشاحنات الصغيرة لتوزيعها، في إطار خطة تنظيمية جديدة، علما أن المشروع يندرج في إطار جهود شاملة لتحسين البنية التحتية اللوجستية وتطوير النقل البحري والبري في المغرب، بهدف دعم الاقتصاد وتعزيز التجارة والتنمية في المنطقة. وينتظر البيضاويون الإعلان عن فتح الطريق، إذ من المرتقب أن يخفف المقطع الطرقي من وطأة اختناق حركة المرور الذي تعرفه المدينة، علما أن الشاحنات والسيارات شرعت في استعمال الطريق البحري الجديد بشكل فعلي، في إطار مرحلة التجريب. ولم يخف عدد من مستعملي الطريق الساحلي، في لقاء مع "الصباح"، استحسانهم فتح الطريق البحري، لأنه سيمنع الشاحنات من دخول وسط المدينة، ناهيك عن ارتياح كبير لدى سائقي الشاحنات أنفسهم، فالطريق تربط بين ميناء البيضاء بعدة شرايين طرقية أخرى مهمة، ما سيجنب الشاحنات، ذات الوزن الثقيل، المرور وسط الأحياء السكنية، ويخفف الضغط عن الطرق الرئيسية المجاورة، خاصة شارع مولاي اسماعيل بجماعة الصخور السوداء، إضافة إلى تقلص المدة الزمنية لوصول الشاحنات من وإلى الميناء، كما سيوفر حركة مرورية سلسة صوب المنطقة الصناعية، ف"المرور عبر شارع مولاي اسماعيل كان يشكل عبئا كبيرا، للاكتظاظ الذي يشهده خلال أوقات الذروة، إضافة إلى مخاطر وقوع حوادث سير مع السيارات والدراجات النارية". كما سيحدث الطريق تحولا في شوارع المدينة، إذ يهدف القرار إلى تشجيع الناقلين على تفريغ البضائع في المستودعات الموجودة خارج المدينة (المستودعات والمناطق اللوجستيكية...)، فيما ستتولى الشاحنات الصغيرة بعد ذلك مهمة توزيع البضائع المذكورة، ضمن فترات زمنية محددة مسبقا، يتم اختيارها خارج ساعات الذروة. ولم يكن إطلاق المشروع وتحديد تاريخ لإنهائه بالأمر الهين، فالمشروع الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته، بدأت الأشغال الأولية به، دون أن تنتهي، علما أن الطريق يعتبر أساسيا لإعطاء حيوية لمنطقة لوجستيكية ضخمة توجد على حوالي 978 هكتارا، قبل أن يبتكر الوالي حلا لتجاوز العراقيل المالية التي منعت من إنهاء المشروع، الذي حدد له سابقا 2021 لإتمامه، وهو ما دفعه إلى توجيه القائمين على المشروع على فتح طريق جديد يربط بين شاطئ "السعادة" بعين السبع بالمحطة اللوجيستيكية، بعدما كان المشروع يستهدف إنجاز أنفاق، وحدد أجل 45 يوما لإنهائه، وأشارت المصادر، في الوقت نفسه، إلى أن الميزانية الأولى للمشروع خصصت لتشييد ثلاث قناطر بمحاور "بيغ مات" وشارع الشفشاوني والمنطقة اللوجستيكية، في 70 مليون درهم، قبل أن تطلق عدد من الدراسات الجديدة التي بينت أن المبلغ ضئيل جدا، ولا يتعدى 28 في المائة من الكلفة الإجمالية لبناء هذه المنشآت، أي 246 مليون درهم. خالد العطاوي

الطريق الساحلي…”رئة بحرية” لإنقاذ شوارع البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ريكبي آسفي إلى نصف نهائي البطولة

جدل يرافق صفقة مصابيح بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات