مناقشة الحياة والكتابة في سنوات السبعينات

ضمن لقاء فرع اتحاد الكتاب بالجديدة ومؤسسة عبد الواحد القادري نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة بتعاون مع مؤسسة عبد الواحد القادري، أخيرا، جلسة حوار في موضوع "السبعينات: تجربة الحياة والكتابة "، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين والطلبة. وتميزت مرحلة السبعينات من القرن الماضي، بانعطافة دقيقة في تاريخ المغرب المعاصر، تجلت في التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية، التي ميزت هذه المرحلة المرجعية. ودعا فرع اتحاد كتاب المغرب بالجديدة، ثلة من الكتاب والفاعلين الجمعويين لتقديم وجهة نظرهم عن تلك المرحلة من خلال تجربتهم الشخصية كما عاشوها وخبروها لتقريب الجيل الحالي من هذه المرحلة، منهم نور الدين السعودي والطاهر المحفوظي وعبد المجيد نوسي والمصطفى اجماهري ومحمد مستقيم والحبيب الدايم ربي وعز الدين الماعزي ومحمد لفطيسي بالإضافة إلى الكاتب اليمني بشير زندال. وقدم مسير الجلسة عبد المجيد نوسي، وجهة نظره في الموضوع، داعيا إلى الاستفادة من تلك المرحلة الغنية بالأسماء والأحداث والتفاعل الإيجابي مع تراثها الزاخر بمعاني التضحية وقيم الحداثة. ووقف المتدخل عند ميسم الصراع الذي طبع تلك المرحلة وقطبية المواجهة بين الدولة من جهة والحركة النضالية من جهة أخرى، كما لاحظ أن حقيقة الصراع تجلت خاصة على المستوى الفكري وهو ما أعطى رمزية كبيرة للفعل الثقافي الذي ما زال صداه ممتدا إلى اليوم. وتناول الكلمة نور الدين السعودي، الذي أصدر كتابا عن تجربته السجنية، فتطرق للعوامل التاريخية الوطنية والعالمية التي مهدت لمرحلة السبعينات والتي جعلتها تعرف تلك الخصوبة المعرفية والنفس الثوري. وأشار بكثير من الاعتزاز إلى أن جيل السبعينات يعتبر محظوظا لمعايشته لتلك الفترة الفريدة، التي تفاعل مع زخمها تفاعلا صادقا. أما الطاهر المحفوظي، صاحب يوميات «أفول الليل»، فأشار إلى أن أبناء فترة بداية الاستقلال هم الذين كتب لهم أن يعيشوا شبابهم في مرحلة قلقة من تاريخ المغرب المعاصر، غذتها أحلام مشروعة لأبناء الطبقات الشعبية، التي ما لبثت أن اصطدمت بجدار التسلط والتجاهل. واعتبر الطاهر المحفوظي بأنه رغم الغنى المادي والرمزي لتلك المرحلة إلا أن التوثيق بشأنها ما زال ضعيفا وقاصرا باستثناء الكتابات التي تناولت تجربة الاعتقال. ووقف المصطفى اجماهري عند ثلاثة عناصر، ميزت حركية السبعينات، كونها مدينية مقتصرة على المدن المغربية الرئيسية، التي كانت بمثابة عواصم مفتوحة على الحياة والمعرفة وعاجة بالتحولات الاجتماعية والفكرية والفوران الثقافي والفكري المنقطع النظير لدى التلاميذ والطلبة بفضل أساتذة كانوا قادة فكر، وهيمنة الفكر الماركسي على الحركة الطلابية وهو ما كان أحد أسباب تراجعها لأن الطلبة المتحدرين من الطبقات الشعبية وإن كان لهم ميل طبيعي نحو اليسار الوطني، إلا أن حساسيتهم ضد الفكر الماركسي البلشفي كانت واقعا مفهوما. واعتبر محمد مستقيم فترة السبعينات مرحلة الحلم والأمل لدى شباب المغرب المتطلع وقتها إلى الرقي والانعتاق، ووقف عند الأدوار التي لعبتها المدرسة العمومية في توعية الشباب بفضل رعيل من الأساتذة الملتزمين والجمعيات الثقافية النشيطة التي قامت بدور تأطيري فاعل. وتميزت المرحلة حسب عز الدين الماعزي بزخم من الأحداث الكبيرة التي لم يكن لها مثيل في تاريخ المغرب، إلا أنه لاحظ أن هذه الفترة بما لها وما عليها لم تتم مساءلتها بطريقة علمية للاستفادة منها ومن دروسها. وأوضح الحبيب الدايم ربي أنه بقدر ما كانت في مرحلة السبعينات مختنقة سياسيا واجتماعيا، إلا أنها كانت متفتحة ثقافيا على مشارب غنية من التوجهات المعارضة والاحتجاجية. واختتم الحوار بكلمة الكاتب اليمني البشير زندال الذي رأى بأن ما عرفته مرحلة السبعينات من قلق وجودي لم يكن خاصا بالمغرب وحده بل عم كثيرا من دول المعمور وربما شمل العالم بأسره. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

مناقشة الحياة والكتابة في سنوات السبعينات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مليون دراجة نارية تجوب الشوارع خارج القانون

كدت أعتزل مبكرا بسبب تطوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات