هكذا التحقت بالحزب الشيوعي

إسماعيل العلوي... رحلة إلى الماضي 4 حميد بناني السينمائي المعروف شجعني وقبلت على الفور رغم رفض الأسرة عاش إسماعيل العلوي، قيدوم السياسيين المغاربة، الذي عين أخيرا عضوا في أكاديمية المملكة المغربية، أحداثا تاريخية تستحق أن تروى للجيل الحالي. يحكي الأمين العام السابق للتقدم والاشتراكية، ورئيس مجلس رئاسته، في حديث مع " الصباح"، أحداثا تاريخية، تهم مواجهة الوطنيين لإدارة الاستعمار، وانتشار الوعي بأهمية الحصول على الاستقلال والصراع لأجل ترسيخ الديمقراطية، والوضع المأساوي الذي ظهر جليا في أزمة الاغتيالات لرموز قياديين، ومسار دراسته، وانضمامه إلى الحزب الشيوعي، الذي عانى المضايقات، وتعرضه للمنع والاعتقال. لا يشعر المتابع لحديث العلوي، بالملل، لأنه يتضمن أحداثا كثيرة ومتنوعة، تهم وضعية أحزاب الكتلة الديمقراطية، وفشل التناوب الأول، وتشكيل حكومة التناوب الثاني، والحكومة التي لم تحترم المنهجية الديمقراطية. إعداد: أحمد الأرقام قررنا نحن مجموعة من التلاميذ الاشتغال سوية لمناقشة بعض المفاهيم، وتبادل الرأي حولها. والتمس منا تلميذ يهودي اسمه "ديان" الاتصال بالفيلسوف الفرنسي يان كيليفيتش، الذي كان مهتما بالمفاهيم الفلسفية المتعلقة بالوجود البشري، كي يقدم لنا المشورة في مناقشة موضوع الملل. صراحة لم يعجبني هذا الموضوع لأنني أصلا لم أكن أشعر بهذا الملل، بل على العكس من ذلك، كنت تواقا إلى الانفتاح واكتشاف الجديد، ومتابعة الأحداث لذلك لم أستمر مع هذه المجموعة، وتركتهم في مللهم يقلبونه في كل الاتجاهات، لتدقيقه، وغادرتهم لأتابع الدراسة والتحقت بكلية الآداب شعبة التاريخ والجغرافيا بجامعة محمد الخامس بالرباط وكنت ميالا لدراسة الجغرافية. ولم تكن الدراسة الجامعية تحتسب بالسنوات بل بالشهادات، وكانت شعبة الجغرافيا تتشعب إلى شهادة الجغرافيا العامة، وشهادة التاريخ القديم، وعزمت التسجيل فيهما معا، وذلك ما حصل فعلا، إذ قضيت السنة الأولى، وحصلت على شهادتين في الفرعين معا. واطلعت على الجغرافية التطبيقية التي تهتم بإعداد التراب، ودراسة العلاقة بين البشر والطبيعة التي يحيا فيها، وكيفية تطوير وتطويع الطبيعة وكل ما له علاقة بالبيئة الجغرافية البشرية، وبسكان الأرياف. وزادت معرفتي بما تلقيته من نظريات في الكتب، وبما أنني كنت ميالا إلى إحداث التغيير تعامل معي أستاذي في الرباط، "جاك مارتان"، على أساس أنني ميال الانتماء إلى الحزب الشيوعي. كنت قارئا للنظريات الماركسية لما كنت أدرس بثانوية ليوطي بالبيضاء، وبمكتبة خالي الخطيب الغنية بمؤلفات الماركسيين، سواء منهم الألمان، أو الروس أو الفرنسيين، وأدى هذا التراكم إلى تكوين أفكار ونسج تحاليل حول وقائع معينة جعلتني أسعى إلى إحداث التغيير وأركز في جانب منه من منظور جغرافي. وفاتح الطالب لوباردي، أستاذي جاك مارتان لكي أنضم إلى خلية الحزب الشيوعي بالحي الجامعي، وكان بمعيته طالب آخر كنت أعرفه لما كنت ما أزال بالقنيطرة، وهو حميد بناني، السينمائي المعروف، الذي شجعني على الالتحاق بهم، فأجبته على الفور بأنه لا مانع لدي في ذلك الوقت رغم ما قد يحمل ذلك من تبعات على مستوى الأسرة التي أعرف أنها لن تكون لتقبل أن انضم إلى الحزب الشيوعي، وليس لباقي الأحزاب التي نشط فيها بعض من أفراد أسرتي. والتحقت بخلية الطلبة فوجدت عبد العزيز بنزاكور( نقيب المحامين)، ومحمد العلوي المدغري وزير الميزانية الأسبق، الذي غادر الحزب، ومحمد البوزيدي الذي أصبح نائب عميد كلية الحقوق في فاس، واشتغل في ما بعد بمؤسسة التغذية والفلاحة في تونس. وفي الوقت نفسه، شرعت في التحرك على الواجهة النقابية، وترشحت لكي أكون مندوب طلبة الرباط في مؤتمر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وفعلا رشحت لهذه المهمة رفقة عدد من رفاقي، وكذا عدد من الطلبة الاتحاديين. وبعدها سافرت إلى فرنسا، لإكمال دراستي في معهد الجغرافيا التابع لجامعة السوربون، إذ كانت هي الجامعة الوحيدة الموجودة في العاصمة الفرنسية باريس. واخترت الجغرافيا التطبيقية، لمتابعة المعطيات المتعلقة بالجيوفورمولوجيا، والتضاريس، والمعطيات الجيوسياسية قصد تغيير ظروف عيش الإنسان وبيئته، وإخضاع الطبيعة لإرادتي، إذ تابعت كيف تمكنت هولندا من بناء حواجز وتحويل أراض مغمورة بمياه البحر إلى أراض صالحة للزراعة والفلاحة. وأردت نقل التجربة إلى المغرب.

هكذا التحقت بالحزب الشيوعي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تخــضــرم الفـــتى

المنير بلجنة تحكيم نوبل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات