حدادي: بيوتكم من زجاج

رئيس مقاطعة سيدي عثمان دافع عن نوابه وحصيلته وطالب بالكشف عن الملفات السابقة قال محمد حدادي، رئيس مجلس مقاطعة سيدي عثمان، إن من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر، مؤكدا أن الاتهامات التي كالها عضو منتسب للعدالة والتنمية لبعض نوابه، عمل غير أخلاقي. وأدلى حدادي، في حوار مع «الصباح» بعدد من المعطيات تؤكد صمت هذا العضو على خروقات ارتبكها زميل له في الحزب، كما يستفيد هو نفسه من امتيازات في تضارب واضح للمصالح. ودافع رئيس المقاطعة عن حصيلته في الثلث الأول من الولاية، كما تطرق إلى مشروع إعادة تأهيل منطقة الهراويين وملاعب القرب المسلمة من المبادرة الوطنية. في ما يلي نص الحوار. أجرى الحوار: يوسف الساكت / تصوير( أحمد جرفي) أثار اتهامُ نوابٍ للرئيس بالاستفادة من «المرفودة» جدلا كبيرا. كيف تلقيتم ذلك؟ > أولا، أفتخر بجميع أعضاء المكتب المسير وأحترمهم وهو شعور متبادل، انطلق منذ بداية التجربة، حين اجتمعنا وقررنا توزيع التفويضات بالتراضي حسب تجربة كل عضو، ونشتغل في إطار خطة عمل ووضوح وفريق منسجم ظهر من خلال تقديم كل نائب لحصيلته في القطاع الذي يشرف عليه، في ندوة نقلت على مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار الشفافية والحق في المعلومة وحق المواطنين والمجتمع المدني في تتبع قضايا الشأن المحلي. بهذه الروح، يواظب بعض النواب على الحضور للإدارة من أجل التوقيع ومتابعة ملفات المواطنين عن قرب والاستماع إليهم، وهو دور موكول إلى المنتخب، كانت التجربة السابقة تفتقد إليه. ماذا يريد هؤلاء؟ هل يصوت علينا السكان، ثم نذهب إلى حال سبيلنا وننكث بوعودنا والتزاماتنا؟ لكن، يوجد مستشار في المقاطعة نفسها يقول إنه يتوفر على وقائع وأسماء؟ > من يرمي الناس بالاتهامات والإدعاءات عليه أن يدلي بحجته وبينته، أو يتجه إلى القضاء لوضع شكاية، وإلا سيكون مجانبا للأخلاق رمي الشرفاء بالباطل. وأنا أعني ما أقول، لأن النواب الذي يتهمهم زميلهم بتسلم «رشوة»، أو «المرفودة»، كما سماها، لا أحد منهم ألح في الاستفادة من امتياز مهما كان، بما في ذلك طلب سيارة خدمة، واستثني هنا، النائب المكلف بالأشغال، فأنا الذي طلبتُ منه ذلك، لأنه يشتغل في الميدان، ومن واجب المقاطعة توفير وسيلة نقل له. فما يقال بهذه الطريقة غير المسؤولة، هو اتهامات باطلة، الغرض منها تصفية حسابات سياسية، وإثارة الفتنة، ومحاولة يائسة لعزل الرئيس عن نوابه، بهذه الطريقة الفجة. لكن هناك تفاوت فعلا، حسب هذا الرأي، بين طريقة عمل الرئيس وباقي النواب من حيث التكوين والخبرة. >(يضحك)، لا أريد أن أدخل في مقارنات، لكن الجميع يعرف أن أصغر نائبة في المكتب تتوفر على خبرة سنوات، وتجارب يشهد لها في التسيير، واطلاع جيد على الملفات والمشاريع، وتراكم متطور في القطاع الذي تتكلف به، دون الحديث عن باقي النواب الآخرين الذين بدؤوا السياسة والعمل الجماعي في تسعينات القرن الماضي، ويمكن لأي أحد أن يأتي ويتأكد بنفسه من السير الذاتية للنواب المحترمين. ما المانع من طرح النقاش حول تخليق الشأن المحلي وحول التكوين؟ > هذا نقاش مغلوط وبئيس، يحاول بعض الأشخاص جرنا إليه لتعطيل دورة الاشتغال، والتشويش علينا، ومحاولة إضعافنا، عبر الترويج لاتهامات خطيرة، علما بأننا شاركنا في التسيير سابقا مع العدالة والتنمية، وكنا في المعارضة، ولم يحدث أن وصلنا إلى هذا المستوى. لقد تعاهدنا، منذ البداية، على نظافة اليد، والعمل والاجتهاد لرد الاعتبار للسكان والمواطنين، واعتماد تسيير تشاركي، وربما هذا بدأ يزعج البعض، ربما للتغطية على أشياء أخرى. فإذا كانت الغاية هي الإصلاح والنقد البناء والتخليق، وتقويم الاعوجاج، لماذا لم يتحدث المستشار عن زميله في الحزب (مصطفى الحيا) الذي زارته المفتشية العامة في الولاية السابقة لمقاطعة مولاي رشيد؟ ولماذا تغاضى عن ردم مسبح ووضع ملعب فوقه دون قرار المجلس وقرار المقاطعة؟ ولماذا لم يتحدث عن «المرفودة»، حين أغمي على رئيس مصلحة أمام المفتشين ونقل إلى المستشفى؟ ولماذا لم يطالب بتقرير لجنة التفتيش؟ ولماذا كان يستفيد البعض، وهم في موقع مسؤولية، من مرافق عمومية لفائدة جمعياتهم بمولاي رشيد والهراويين؟ ولماذا لم ينتقد الحيا استغلاله مرافق عمومية وتوزيعها على جمعيات مقربة لمصلحة انتخابية؟ وأين تندرج المحاولة التي كانت جارية لاستغلال مرفق قرب ملعب «تيسيما» باسم جمعية، قبل أن نتدخل لإيقاف العملية، وحولنا المرفق إلى دار الموظف؟ خلاصة القول: إذا كان بيتك من زجاج، فلا ترم الناس بالحجر، ولا يمكن أن نسمح بنقل تجربة مولاي رشيد في احتلال المرافق إلى سيدي عثمان، وعلى السلطات أن تتحمل مسؤوليتها لتحرير المرافق المستغلة، باعتبار ذلك ريعا ونهبا للمال العام. هذا الشخص الذي يتهجم على نوابنا ويرميهم بالباطل، يستفيد من مشاريع وأموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في حالة تضارب مصالح، باعتباره منتخبا، ورغم ذلك يتجرأ وينتقد ملاعب القرب الممولة من المبادرة نفسها. هذه حصيلتنا يعاب عليكم تضخيم الحصيلة، بتبني مشاريع الجماعة وشركات التنمية المحلية.. > حصيلتنا تتحدث علينا بالأرقام والإنجازات، ولم نضخم أي شيء، وأعطي مثالا فقط بنقل رفات مقبرة سيدي عثمان، فهذا مشروع خالص للمقاطعة، عقد من أجله 12 اجتماعا تحت إشراف الوالي الذي أعطانا الوالي دفعة للوصول إلى هذه المرحلة، علما أن المشروع كلف مليوني درهم. لكن هناك من يقول إن المشروع بدأ في الولاية السابقة؟ > لم أسمع بذلك، قد تكون بعض الملتمسات، لكن العمل الكبير تم في هذه الولاية الانتدابية بتنسيق وثيق مع السلطات العمومية، وأطلقنا طلب عروض واشتغلت الشركة النائلة للصفقة في نقل الرفات بمواصفات علمية وتقنية، والآن يتهيأ المكان لاحتضان فضاء عمومي أخضر قرب مسجد باكستان، يرى النور بعد سبعة أشهر. بالموازاة، أعدنا إحياء حديقة الأليسكو التي عانت لسنوات طويلة من الإهمال والتهميش، بفعل فاعل، وهي حديقة تربط بين ثلاث مقاطعات سباتة وابن امسيك وسيدي عثمان، وتوجد في ملتقى شارع الجولان وإدريس الحارثي. نفتخر أيضا في حصيلتنا، بحديقة غينيا التي توجد على مساحة تناهز 7 هكتارات، وهي حديقة مجاورة لمقر العمالة وتشكل متنفسا لسكان المقاطعة والمناطق المجاورة، إضافة إلى مشروع الزلاقة، الذي خرج إلى الوجود في هذه الولاية، وكنا دافعنا عليه في مجلس الجهة سابقا، وجلبنا تمويلا بـمليارين و400 مليون سنتيم. هناك مشاريع أخرى طبعا يمكن زيارتها أنجزت في هذه الولاية، أو في طريقها إلى الإنجاز في إطار اتفاقيات مع مجلس العمالة ومجلس المدينة، وبالتالي من العيب أن نروج ونقول للناس، بهتانا، بأنه «مدار والو». ملاعب المبادرة الوطنية أنت متهم بتهريب سياسي لملاعب القرب المنجزة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ > حتى أكون حاسما منذ البداية، أنا لم أوظف الرياضة، يوما، في السياسة، ومن يستغل الرياضة في السياسة، فمآله الهزيمة، لأن الاستحقاق الانتخابي والسياسي يبنى على عامل الثقة واحترام الالتزامات والإنجاز والقرب من المواطنين، وليس على استغلال ملاعب للرياضة. لكن، ما معنى أن تفوت هذه الملاعب إلى وداديات؟ ألا تشتم من ذلك رائحة الانتخابات؟ > هذه الوداديات قديمة جدا، ربما أقدم مني في العمل السياسي، ولها حضور ووجود وبصمات. ولعلمك، إن ودادية من الوداديات التي استفادت من الملاعب هي قريبة من حزب آخر غير التجمع الوطني، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ودادية أخرى، فأين يوجد التوظيف السياسي إذن؟ وحتى إذا افترضنا أن القضية كلها ملعوبة في ملعب السياسة والانتخابات، كان بإمكاني أن أعين موظفين من المقاطعة لتسيير هذه الملاعب، وأتحكم في العملية برمتها من مكتبي، لكني لم أرغب في ذلك. طيب، إذا كان الأمر كذلك، لماذا هذا الإصرار على تسلم ملاعب للمبادرة، في وقت كان يمكن أن تتسلمها الجماعة مثلا؟ > لا تنس أن هذه المرافق العمومية توجد فوق تراب المقاطعة، ولا تنس، أيضا، أن الاحتجاج على طريقة تدبير هذه الملاعب من قبل شركة سابقة، كان يوجه إلى المنتخبين وإلى حدادي مباشرة، ويتم اتهامنا بأننا وراء إقصاء أبناء المنطقة، في مقابل فتح هذه الفضاءات في وجه أشخاص غرباء قادمين من مقاطعات أخرى. لقد تدخلنا في هذا الموضوع، لضمان حق أبناء سيدي عثمان في الاستفادة، ومن أجل ضمان الأمن، وهو توجه تفهمه الجميع، ويشتغل عليه، باستثناء شخصين، أو ثلاثة، مهووسين بالتشويش وتصفية الحسابات السياسية ليس إلا، لأن الموضوع لا يستحق كل هذه الضجة. الوداديات والعصب أتفهم أنك تدخلت لحل مشكل، لكن طريقة تدبيرك لملف الملاعب أثار مشاكل أخرى.. > إذا كنت تعني إنه كان بإمكان إنجاز دفتر تحملات وإطلاق طلب لإبداء الاهتمام، فهذا غير ممكن. كيف والاتفاقية التي وقعت مع العامل تشترط ذلك. > لا تشترط على المقاطعة، بل على الجماعة. هل يعني ذلك، أن الجماعة ستتسلم هذه الملاعب مستقبلا؟ > ممكن، وإن كان هذا النقاش هامشيا في نظري، لأن الأهم اليوم هو أن هذه الملاعب تشتغل، وتستقطب آلاف الممارسين من كل الفئات دون خلفية، أو حسابات، وبشكل مجاني، بينما تشتغل الوداديات بشكل تطوعي، لأن الكثيرين يخلطون بين العصب وجمعيات فرق «الشالنج» في هذا المجال. الأهم أيضا، أننا انفتحنا كذلك على منطقة الهراويين، ودشنا ملعبين، وقضينا على وابل من المشاكل والصراعات والشجارات، وأدخلنا الفرحة للسكان. هذا هو الأهم بالنسبة إلينا، حين نرى الأطفال والشباب يعلبون وينشطون ويندمجون، علما أن ملعبين غير كافيين، ونطمح للمزيد في الفترة المقبلة. الهراويين انطلقت زار والي البيضاء مقاطعة سيدي عثمان 22 مرة. هل هذا مؤشر على أن المنطقة منكوبة وتحتاج إلى إسعافات عاجلة؟ > دعني أتحدث، بشكل خاص، عن منطقة «الهراويين»، لأن أكبر عدد من الزيارات وقع في هذه المنطقة، وهو أمر طبيعي، لأن الخصاص كبير، رغم المجهودات المبذولة إلى حد الآن. وكنا سباقين إلى طرح هذا الملف في 2014 بمجلس النواب على وزير الإسكان والتعمير الأسبق، وتتبعنا جميع مراحله، وكنا من الموقعين عليه. الآن، تلتقي إرادة الوالي الذي يهتم بهذه المنطقة مع إرادة مجلس المقاطعة في تثمين المنجز وإطلاق مشاريع جديدة، إذ ربحنا 50 شارعا جديدا تربط بين مقاطعات ابن امسيك وسباتة، وتخفيف الضغط على الشوارع الموجودة، كما ربحنا مرافق عمومية في طريقها إلى الافتتاح، ثم ربحنا ملعبين للقرب في انتظار ملعبين آخرين، وربحنا، أيضا، حوضا جديدا لحماية السكان من الفيضانات، ما ترك انطباعا جيدا لدى الوالي الذي اتصل بي في الهاتف، وقال لي إنه يجب أن نتعاون على تنمية هذه المنطقة، لأن سكانها وقاطنيها يستحقون ذلك، خصوصا أن المنطقة مقبلة على مشروع قطب حضري ضخم، ينبغي أن نهيئ له بشكل جيد، حفاظا على التجانس والانسجام في التعمير والعمران بينه وبين محيطه، وهو أمر غاية في الأهمية وسيكون موضوع تداول مع رئيس الحكومة لتوضيح الصورة كاملة. في سطور - من مواليد البيضاء في 28 يونيو 1963 - تابع تعليمه الابتدائي والإعدادي بسيدي عثمان - حاصل على باكلوريا علوم تجريبية بثانوية المختار السوسي شهادة عليا في الإلكترونيك الصناعية متزوج وأب 6 أبناء - في 1994، انخرط بالتجمع الوطني للأحرار - التحق بالعمل الجماعي في 1997 - مسار في المجتمع المدني والتنشيط الرياضي - رئيس مقاطعة سيدي عثمان ثلاث ولايات - برلماني بدائرة عمالة مولاي رشيد لثلاث مرات - نائب سابق لرئيس مجلس الجهة - نائب سابق لرئيس جماعة البيضاء - مستشار لوزير الشباب والرياضة سابقا

حدادي: بيوتكم من زجاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصابة عدلي في تداريب المنتخب

الفساد يحاصر الاتحاد الإسباني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات