سوق التمور بسلا… منافسة عربية شرسة

"المجهول" المغربي يفرض ذاته والمنتوج الجزائري يغزو السوق وليبيا تدخل على الخط وجدت التمور المغربية والعربية طريقها إلى موائد إفطار المغاربة خلال هذا الشهر، لتعرف منافسة شرسة بين ثماني دول. ويبقى تمر "المجهول" المغربي الرائد وطنيا وعالميا على موائد الأسر. إنجاز: عبد الحليم لعريبي / تصوير(عبدالمجيد بزيوات) كل سنة يتهافت المستهلكون على التمور، باعتبارها مادة رئيسية وسط مائدة الإفطار في رمضان. بملتقى الشارع الرئيسي الذي يفصل حي الانبعاث عن العيايدة بسلا، اختار منتجون كبار لهذه المادة تخصيص محلات تجارية كبرى لتوزيع ما جادت به هذه السنة الفلاحية، رغم تراجع المنتوج. الثمن متقارب داخل هذه المستودعات تشتد المنافسة بين ثماني دول عربية، تتمثل في المغرب والجزائر وتونس وليبيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والعراق. أسرة بنشرقي بعد قيامها بجولة داخل أحد المتاجر الكبرى بمحيط مسجد البر بسلا، اختار ربها علبتين الأولى للمجهول المغربي والثاني لدقلة نور الجزائري. لا يخفي رب الأسرة أنه للسنة الثالثة على التوالي يختار التمر الجزائري إلى جانب المغربي في مائدته. ويؤكد المتحدث نفسه أن الثمن يبقى في المتناول وتظل التمور الأجنبية برأيه تتراوح ما بين 30 درهما و40، مضيفا أنه سيقتني التمر الليبي في العشر الآواخر من رمضان، فور استهلاكه المنتوجين الجزائري والمغربي. يختلف ثمن التمر بين هذه الدول العربية كما تختلف معه الجودة، ويبقى تمر "المجهول" المغربي من النوع الجيد الذي وجد طريقه إلى مختلف الأسواق ليس وطنيا بل عالميا، وبات أيضا من المنتوجات المستهلكة في هذا الشهر بموائد سلا. "المجهول" القادم من الرشيدية اختار الحاج ناصر هدي، أحد المنتجين لهذا النوع من التمر تزويد السوق الوطنية بوفرة، في إطار دعم الدولة الموجه لهذا القطاع بمناطق الواحات بالرشيدية وأرفود والجماعات المحيطة بها. دخل الحاج ناصر هدي لهذا الاستثمار بمنطقة المسكي بجماعة امدغرة بإقليم الرشيدية، كما يستعد للانتهاء من تشجير ضيعة ثانية بمنطقة طريق بوذنيب، ليكون من المنتجين من الجيل الجديد لهذا النوع من التمور، حتى أصبح يحظى بعلامة تجارية لتوزيعه داخل المغرب وخارجه. وتزامنا مع رمضان تنشط ورشة هذا المستثمر لتوزيع المجهول على مجموعة من المدن، بعد إعادة التلفيف داخل الورشة بالنفوذ الترابي لبوقنادل. ولا يخفي الحاج ناصر هدي أن توالي سنوات الجفاف أثر سلبا على المنتوج الوطني، لكن بالمقابل نجح إنتاج المجهول "لدينا إقبال كبير هذه السنة بالأسواق الإسبانية والفرنسية، ومن قبل مختلف الجاليات العربية والمسلمة، سيما بعد مقاطعة التمور الإسرائيلية". ويؤكد هدي أن ثمن "المجهول" المغربي، ارتفع بمدن إسبانية وفرنسية هذه السنة، في الوقت الذي يعرف فيه استقرارا داخل أرض الوطن، رغم السنوات العجاف. التمر الجزائري يغزو الموائد لا أحد ينكر أن المستوردين المغاربة للتمر، لم يغيروا وجهتهم نحو الجزائر للحصول على تمورها، سيما المنتجة بمنطقة وادي ريغ أو المعروفة بتمور "دقلة نور". واختار هؤلاء المستوردون هذه المادة لتغطية النقص الحاصل بمناسبة رمضان، لتكون التمور الجزائرية في المقدمة مع نظيرتها المغربية، وبعدها تأتي التمور السعودية ثم الليبية والتونسية والإماراتية، لكن يبقى الإقبال ضعيفا على التمور المصرية والعراقية. ويشير الحاج ناصر إلى أن المنتوج المغربي يبقى الأجود وطنيا ودوليا، سيما نوع "المجهول"، الذي عاد للتوهج من جديد في الأسواق الداخلية والخارجية، كما شجع ثمنه على اقتنائه، من قبل الأسر المغربية والجاليات العربية والمسلمة داخل فرنسا وإسبانيا. أما أحمد ابن دوار "تامزموت" بنواحي زاكورة، فأكد أن الجفاف أثر بشكل كبير على وفرة المنتوج، بالمقارنة مع السنوات الماضية، مؤكدا أن المنتجين التقليديين لأنواع التمور القادمة من ورزازات وزاكورة وطاطا يعانون بالأساس الجفاف والتوزيع. ورغم هذه المعاناة، يؤكد أحمد أن مستهلكي هذه التمور القادمة من هذه المدن تبقى في متناول الطبقات الفقيرة والهشة، مضيفا أنه بالرغم من الحديث عن احتلال تمور دول أجنبية للموائد المغربية في هذا الشهر الفضيل وغيره، لا تكاد تمور الصحراء الشرقية تختفي من هذه الموائد، ليس لثمنها المنخفض، بل لجودتها أيضا وارتباط المغاربة معها عبر التاريخ، سيما بأسواق العالم القروي، مضيفا أن بعض أثمنة التمر الجاف والصحي لا يتعدى عشرة دراهم للكيلوغرام الواحد، لتكون الطبقات الهشة الزبون الأول ليس داخل سلا، بل بمختلف المدن المغربية، وأسواقها الشعبية.

سوق التمور بسلا… منافسة عربية شرسة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العصبة ترد على الأندية الغاضبة

ورشات‭ ‬المسرح‭ ‬للجميع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات