عمدة أكادير قال إن طرد دومو والشامي اتخذ في اجتماع لم يكتمل فيه النصاب القانوني اعتبر القيادي الاتحادي طارق القباج، عمدة أكادير، أن سلوك المكتب السياسي للحزب، إجرام ضد فكر بنجلون وبوعبيد، وغيرهما من الذين أعطوا الكثير لهذا الوطن، مبديا أن الأمر يشكل غصة في حلقه، لأن الاتحاد الاشتراكي لم يعد حزب هؤلاء.وأكد القباج، في تصريحات لـ «الصباح»، أن الاجتماع الأخير للمكتب السياسي للحزب انعقد دون اكتمال النصاب القانوني، واتخذ فيه قرار طرد الشامي ودومو، واصفا الأمر بالخطير، ومشبها تسيير الحزب بالستاليني.وقال القباج إن «حزبنا أصبح اليوم في أزمة، وحان وقت التفكير في البديل، لأنه من الصعب أن يكون هناك حوار ونقاش مع القيادة الحالية والمسؤولين داخل الحزب»، وتمنى أن يجتمع الاتحاديون الحقيقيون لتكون هناك انطلاقة للتجديد من خلال حزب يساري متجذر ومحترم. وباعتباري، يقول القباج، مناضلا قديما في الحزب ومن مؤسسيه سنة 1975، «لم أكن أنتظر أن يصل الحزب إلى هذا المستوى».وشدد على أن ردة فعل قيادة الحزب على لقاء السبت كانت عنيفة، قائلا إن سلوك المكتب السياسي للاتحاد وجه ضربة قاتلة للحزب، فبعد لقاء السبت الذي ساد فيه حوار ديمقراطي وراق يهدف إلى الحفاظ على الحزب ووحدته، «فضل إدريس لشكر حزب الفكر الوحيد ستاليني الممارسة». وقال القباج «لقد اقترحنا في لقاء البيضاء، تأسيس جمعية كبرى تتشكل من الاتحاد والديمقراطيين إطارا للنقاش واقتراح الحلول لمشاكل البلاد، فكان جواب ورد فعل المكتب السياسي، تجميد عضوية الأخوين دومو والشامي، وبهذا نكون قد وصلنا إلى الباب المسدود، بعدما فوجئنا بأن المكتب السياسي اتخذ مواقف متطرفة». وتأسف لأن الحزب لم يعرف الطرد، منذ تأسيسه، معتبرا القرار غير سليم، «فالإخوان عبروا فقط عن رأيهم، إذ هناك فعلا من يطرح أسئلة عن آفاق الحزب، والبديل. هل الحل حزب جديد، أم الالتحاق بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية؟ لكن هذا يبقى مجرد حوار ونقاش، لا يحتمل الطرد».وأفاد لـ«الصباح» بأن الوضعية غير صحية داخل الاتحاد الاشتراكي، وأن ما يقع هذه الأيام، يظهر أن الحزب ليست فيه ديمقراطية، وقيادته تتخذ القرارات وتفرض رأيها بأي طريقة كانت. وزاد أن «عددا من الاتحاديين عبروا عن عدم رضاهم على طريقة تسيير الحزب، لكننا اخترنا إدريس لشكر كاتبا أول للحزب، وكنا ننتظر منه أن يجمع جميع الاتحاديين ويسود جو الديمقراطية داخله، من خلال الحوار، غير أن ممارسة المكتب السياسي سارت وتسير في الاتجاه المعاكس». وأكد القباج عدم حضوره اجتماع اللجنة الإدارية، المقرر عقدها اليوم (السبت)، إسوة بمجموعة من الأعضاء، لأن ظروف النقاش والحوار الجدي غير متوفرة، وأن أجواء الاجتماعات يسودها السب والشتم والقذف. واستدل بما وقع، حين شتمت عضو بالمكتب لديها سنتان في الحزب، المرحوم الزايدي، أحد قياديي الحزب ورئيس فريقه في البرلمان. وقال إنه غير مستعد لتلقي الشتائم من أناس في الحزب، في حين يتلقى احتراما واسعا من لدن المواطنين. وأكد عمدة أكادير أنه لن يحضر اجتماع اللجنة الإدارية، تضامنا مع القياديين الشامي ودومو، مضيفا أنه لم يجمد أنشطته الحزبية داخل هياكله الوطنية، لكن إذا لم يحصل أي تراجع عن قرار الطرد، في حق الشامي ودومو، سيتم تحديد الخطوات المقبلة، بعد نقاش وطني واسع مع الاتحاديين الحقيقيين. وعن استقالة جليل طليمات، عضو المكتب السياسي، قال القباج إنه أقدم على ذلك، بعدما تبين له انتفاء ظروف للعمل، مشيرا إلى أن هناك عددا من أعضاء المكتب السياسي لا يحضرون الاجتماعات، ومن غير المستبعد أن يقدم عدد منهم استقالاتهم منه. وشدد على أن الإطار الحالي لا يسمح بالاشتغال داخله، ولا يجب أن يضيع الوقت، إذ يلزم إصلاح الحزب.واتهم القباج لشكر بتجميد الحزب وأجهزته بأكايدر، إذ حل بها، منذ حوالي سنة، وأعطى وعودا بالهيكلة وإجراء انتخابات ديمقراطية لأجهزته المحلية والجهوية، غير أنه لم يف بوعوده. كما اتهم لشكر والمكتب السياسي بتنظيم الانقلابات داخل الأجهزة الحزبية بمختلف الأقاليم، إذ أقدم في وجدة، بالموازاة مع لقاء السبت على تكوين لجنة لتحضير المؤتمر الإقليمي لتشكيل كتابة إقليمية محلية، دون إجراء المساطر القانونية للحزب، قائلا، «هذا هو سلوكهم داخل المكتب السياسي». وفي جواب حول الترشح للانتخابات المقبلة، أوضح القباج بأنه «سيخضع لرغبة الإخوان، فيما إذا أرادوا الترشح بالحزب أو بدونه، كأشخاص أو من داخل الاتحاد».محمد إبراهمي (أكادير)
