أبو الغالي: بقاء وهبي خطر على “البام”

القيادي في "الجرار" استغرب الصمت المطبق الذي يسود الحزب أياما قليلة قبل مؤتمر فاصل استغرب صلاح الدين أبو الغالي، القيادي في "البام"، الصمت المطبق الذي يسود الحزب أياما قليلة قبل مؤتمر فاصل، مشددا على أن عبد اللطيف وهبي لم يعد رجل المرحلة وبقاءه سيضعف الحزب بشكل خطير إن أنتخب لولاية ثانية، معتبرا أن الحزب يحتاج اليوم إلى نوع مختلف من القيادة، من أجل إلهام الأعضاء ومنحهم الثقة في المستقبل ومراجعة الذات و تبني خطاب مسؤول وتفعيل القانون المتعلق بالإثراء غير المشروع، وتحويل الأزمة الحالية إلى فرصة ليكون سباقا في كل ما يتعلق بتخليق العمل الداخلي للحزب من تلقاء نفسه وألا ينتظر حتى تفرض عليه وصفة خارجية. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: ياسين قُطيب < لم يعد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي لـ "البام" رجل المرحلة وبقاؤه سيضعف الحزب بشكل خطير إن أنتخب لولاية ثانية، ذلك أن صمته الحالي و نهج سياسة صم الآذان غير مفهوم، خاصة أن المرحلة الحالية تتطلب أكثر مما يقوم به الحزب. قد أؤيد وهبي في الحكومة باسم حزب الأصالة والمعاصرة وزيرا للعدل، ولكن لو كنت مكانه، لما ترشحت مرة أخرى في المؤتمر المقبل للبقاء على رأس الحزب، فهذان أمران مختلفان تماما. الحزب يحتاج اليوم إلى نوع مختلف من القيادة، من أجل إلهام الأعضاء ومنحهم الثقة في المستقبل، والقيادة المطلوبة رهينة باحتياجات المرحلة، التي تتطلب الشفافية والصدق والنزاهة، لأن التصورات تظل راسخة في عقول الناس ويصعب تغييرها، وليست هناك فائدة من الرغبة في تغيير الأشخاص، علينا أن نجد أولئك الذين يتوفرون على صفة القيادي المناسب في الوقت المناسب، لأن التوقيت لا يرحم في السياسة. < إنها فرصة مواتية لإحياء أطروحة الأصالة والمعاصرة، والغاية من إحداثه، ولإثبات نجاعة مشروعه وكذا حاجته إلى إعادة النظر في فلسفته السياسية والرجوع إلى مقومات ما يمثله، للانبعاث من جديد، وتكذيب توقعات من ينتظرون زواله، بعد هذا الزلزال الذي هز أركانه، ومن يحاولون استخدام هذه القضية لإضعاف «البام» ليسوا من معارضي الحزب بل عناصر تنتمي للبيت الداخلي ، هم الذين يختارون الصمت باعتباره طريقة لرد الفعل من شأنها التقليل من التأثير المستقبلي الذي يمكن أن تحدثه هذه المسألة على مشروعنا السياسي. هؤلاء هم الأعداء الحقيقيون للحزب، الذين يفضلون مصلحتهم الشخصية على حساب انتظارات الناخبين والحزب. لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق ذلك. الحزب لن يسمح بحدوث هذا الأمر. لقد تغلبنا على الأزمات من قبل، وتمت مهاجمتنا بكل أنواع الاتهامات. لا يمكن لأحد أن ينكر الوضع الجديد الذي تمكنا من تحقيقه في المجال السياسي الوطني، سواء في ما يتعلق بمسألة الأيديولوجية الاجتماعية الديمقراطية والحداثية وكذا في ما يتعلق بمكافحة احتكار المجال السياسي الوطني، أو مواجهة ما من شأنه أن يضع حدا للتعددية. لقد انتصرنا في المعركة بشهادة المواطنين المغاربة، وسنفوز هذه المرة أيضا. < لا بد من تحديث عمليات الاعتماد وآليات وضع تقييم الترشيحات، وفي هذا الصدد نمتلك الوسائل اللازمة للقيام بذلك دون رقابة داخلية، كما يجب رفع مكانة لجنة القيم وإضافة قواعد أخلاقية جديدة واشراكية، وتقبل الانتقاد واستبعاد أي أهداف غير خدمة الوطن والمواطنين. لقد حان الوقت للابتكار ومراجعة الذات والخطاب المسؤول وتفعيل القانون المتعلق بالإثراء غير المشروع ومراجعة قانون الأحزاب، للإجابة عن سؤال مهم، هل نريد الاستمرار على النهج نفسه في إنتاج النخب السياسية؟ كيف لا يزال بإمكاننا تبرير الاعتمادات الحزبية لأشخاص هم موضوع إدانة جنائية، فكل أعضاء الحزب يعرفون ماذا ينتظرهم في الأيام المقبلة، من أجل أن لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى، واستخلاص الدروس ووضع قواعد داخلية جديدة لقطع الطريق أمام كل من يريد أن يجعل الحزب فضاء لارتكاب الجرائم واختلاس الأموال العامة، حتى لو كان ذلك على حساب خسارة المقاعد، لكن وجب التعبير عن ذلك بصوت عالٍ وقوي، مع اعتماد التدابير التي سنتمكن من اتخاذها وطرق تقييم النتائج، خاصة أن حزب الأصالة والمعاصرة شريك في الائتلاف الحكومي الحالي ومن الضروري طمأنة شركائه في الحكومة. الآن الجميع سيعرف أننا حزب "طبيعي" لم نتوقف عن إعلان ذلك ولا أحد يحمي أحدا. من المؤكد أن هذه الأمور تطمئن البعض وتقلق البعض الآخر، الأمر رهين بالجهة التي نصطف فيها. < على الحزب أن ينتهز موجة الغضب هاته ليكون سباقا في كل ما يتعلق بتخليق العمل الداخلي للحزب من تلقاء نفسه وألا ينتظر حتى تفرض عليه وصفة خارجية. وهذا لا يمنع الحزب من مواصلة العمل لضمان نجاح مشاركته في حكومة أخنوش والدفاع عن قناعاته، إلى جانب التجمع الوطني للأحرار و حزب الاستقلال. البعض يرى أن مكانتنا في الحكومة تفرض علينا واجب الاحتياط والحذر لكي لا نسيء إلى البعض بسبب هذه القضية، خشية إعطائها أهمية أكبر مما تستحق، على اعتبار أن المشكل مجرد عمل فردي ومعزول لشخصين من حزب الأصالة والمعاصرة ولا يعني الجميع، لكننا نأسف لأن الأمور لا تؤخذ على هذا النحو. ولا يمكن الربط بين إحباطات المواطنين في ما يتعلق بغلاء المعيشة والبطالة والعدالة الاجتماعية وأخلاقيات السياسة، لذلك وجب الإقرار بأن هذه القضية لديها من المكونات ما من شأنه أن يؤثر على كافة الطبقات الاجتماعية وعلى مستوى جميع وسائل التواصل. الأزمة فرصة للإصلاح < الحزب يعمل بشكل جيد للغاية، وهذه إحدى نقاط قوته، فالمؤتمر سيعقد في غضون بضعة أيام، وهو يعقد كما جرت العادة كل 4 سنوات، والجدولة تتغير ما يجعل من "البام" حزبا غير نمطي، وليس لدى الحزب أي أعداء محددين، بل أعداؤه الحقيقيون يتمثلون في مشاكل كثيرة، كالفقر والبطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وهجرة شبابنا التي تكون في كثير من الأحيان على حساب حياتهم، دون الحديث عن العصابات الإجرامية التي تشكلت على خلفية هذه الآفة لمراكمة الثروات ومعاقبة أشخاص هم أصلا ضحايا لظروفهم الاجتماعية. لقد قامت الدولة المغربية بعملها ببذل جهد كبير في السنوات الأخيرة لتفكيك شبكات الاتجار بالجنس واستغلال القاصرين كما يتضح من خلال تقارير المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. يجب على حزبنا دعم هذه المعركة وجعلها قضية مصيرية لحماية الأجيال القادمة، عبر توجيه الشباب وتوعيتهم حول هذه القضايا التي لا تحظى باهتمام كبير في مجال الخطاب السياسي. والقضية التي يتحدث عنها الجميع لا بد أن تحفزنا لبداية جديدة بكامل المسؤولية، وألا نشعر بالضعف فالحزب هو الذي يجب أن يخوض هذه المعركة بشكل أفضل أكثر من غيره. لن نعود إلى الوراء < إن التحديات التي تستعد بلادنا لمواجهتها في السنوات المقبلة متعددة، تضع الأحزاب على محك إشراك المواطنين بطريقة مبتكرة، لأنه بدون انخراطهم فإن المؤسسات الانتخابية ستظهر أنها لا تناسب عصرها وغير شرعية أو حتى بدون شرعية على الإطلاق، لذلك أعتقد أننا لم ندرك بعد أن المغاربة يعبرون عن آرائهم بحرية في كافة المواضيع وينتقدون ليل نهار كل ما تشهده المملكة من أحداث. كما لا يجب الانسياق في التقليل من الآثار السلبية لثورة شبكات التواصل الاجتماعي، فلن تكون هناك عودة إلى الوراء، وإنما سيكون هناك بالضرورة تسارع في الطلب على الشفافية وتحمل المسؤولية، وأي تأخير في الاستجابة سيسبب خسائر اقتصادية أو سياسية أو مستقبلية، لأن البطء، يفقد القدرة على التوقع، وإذا لم تكن تتوقع، فأنت لا تمارس السياسة، خاصة في مواجهة مواطنين يتصرفون و يتفاعلون سريعا. انظر إلى المشاريع التي يواصل صاحب الجلالة إطلاقها منذ اعتلائه العرش والأهمية المتزايدة لدعم و تنفيذ هذه المشاريع٬ لذلك فإن القيادات الحزبية ليس لديها وقت لتضيعه، ويجب أن تتفاعل في عالم يتحرك بسرعة كبيرة ويتكيف مع تطور علاقات القوى الدولية التي تبرز أمام أعيننا تأثيرها على الحياة اليومية للمغاربة، والذي يزداد وضوحا. عندما تنعدم الثقة المغاربة يريدون أن تمثلهم نساء ورجال قادرون على الدفاع عنهم طيلة الوقت، بلا هوادة، ولديهم هواجس بخصوص قدرتهم الشرائية والمدرسة المغربية ومستقبل أبنائهم، كما يخشون من الإجهاد المائي الذي يهددهم، وتكاليف العلاجات الصحية، والبطالة والعنف ضد أبنائهم في الشوارع والانحراف والمخدرات وكذلك عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال التي تؤرق أحياءنا، والأمثلة كثيرة، لكن من هم السياسيون الذين يمكنهم مواجهة كل ذلك؟ وبأي خطاب حقيقة ستجيب عندما لا تتحلى بالمصداقية، وتنعدم لديك الثقة؟. كما يجب على حزب الأصالة والمعاصرة أن يفعل ما يجيده، بمعنى تجديد صلاحياته، أي سؤال"من" قبيل سؤال "ماذا"، من الصعب قول ذلك بهذه الطريقة وهذا أمر مؤسف، ولكن هذه هي الحقيقة، أترك لعلماء الاجتماع مهمة تفسير ذلك بشكل أدق. نريد أن نضع حدا لأولئك الذين يقومون بالتقسيم الإقليمي لحزبنا، من خلال حديثهم عن "تيارات" إقليمية ، إذ يقولون "أهل طنجة" أو "أهل مراكش"، وهذا كلام غير واقعي لأنه يفترض أننا عائلة سياسية واحدة. ولا حرج في أن يكون المنتخب ثريا إذا كانت ثروته مكتسبة بطريقة شرعية ولا يلجأ إلى استغلال النفوذ من أجل نماء هذه الثروة وازدهارها، فهذه قواعد لعبة ليست بجديدة، نزاولها ولا نتحدث عنها. القادمون من اليسار ترعرعت في حزب الأصالة والمعاصرة منذ نشأته وما زلت متحمسا للمشروع اليوم أكثر من ذي قبل. إنه الحزب الذي يواكب عصره ولا يؤاخذك على التعبير عن اختلافاتك داخله، نفصح علانية عن آرائنا المختلفة فقط عند اقتراب المؤتمر لأنه وقت انتخاب القيادة و تجديد هيآتنا المنتخبة. وفي ما عدا ذلك نحن متماسكون ونحترم اختلافاتنا وأنا واحد من المحافظين داخل الحزب، لأنني أؤمن بأنه يجب علي العمل أكثر والشكوى أقل، عكس ما يمكن أن يفعل القادمون من اليسار. في سطور < رجل أعمال في مجال العقارات والنسيج والإعلام < حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة ماساتشوستس في لويل (بوسطن، الولايات المتحدة) والماجستير في القانون من جامعة بربينيان بفرنسا < برلماني عضو مجلس النواب < رئيس مجلس إقليم مديونة ورئيس جماعة مديونة < عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة < عضو المالية بمجلس النواب واللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوربي < رئيس سابق لمجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-البريطانية بمجلس النواب (2016-2021).

أبو الغالي: بقاء وهبي خطر على “البام”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسالة ريـاضـيـة: عموتة

استنفار‭ ‬بالبيضاء‭ ‬لترتيب‭ ‬الزيارة‭ ‬الملكية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات