ابتدائية وجدة… طغيان قضايا الاتجار في المخدرات

عقارب الساعة تشير إلى حوالي الواحدة زوالا… القاعة الرئيسية بالمحكمة الابتدائية بوجدة، تبدو غاصة بالحاضرين من أهالي وأقارب المتابعين في قضايا جنحية مختلفة. أفراد الحراسة الخاصة وعناصر الشرطة المكلفون بتوفير الأمن بالمحكمة تظل أعينهم تترصد جميع الوالجين إلى هذا الفضاء والتأكد من زيارة أي شخص أثار انتباههم ومعرفة الغرض من الزيارة. وغير بعيد، تتحلق مجموعة من النسوة أمام الباب الرئيسي للمحكمة، في انتظار الانتهاء من انعقاد الجلسة لمعرفة مآل ملتمسات طلب السراح المؤقت التي تقدم بها الدفاع لفائدة متهمين متابعين من قبل وكيل الملك في حالة اعتقال من أجل قضايا جنحية مختلفة.في كل خميس أسبوعيا، تعقد جلسات البت في قضايا الجنحي التلبسي، داخل المحكمة الابتدائية، وتبقى قضايا الاتجار في المخدرات والأقراص الطبية المهلوسة المهربة من الجزائر من ضمن أبرز القضايا المعروضة على أنظار المحكمة للبت فيها. داخل القاعة الرئيسية للمحكمة الابتدائية، كان رئيس الجلسة يتوسط المنصة، وعلى يمينه ممثل النيابة العامة وعلى يساره ممثل عن كتابة الضبط الذي كان يدون كل ما يدور داخل الجلسة في كل قضية معروضة على أنظار المحكمة خلال هذا اليوم البارد.رئيس الجلسة يسأل أحد المتابعين في حالة اعتقال من أجل تهمة الاتجار في المخدرات، خصوصا الأقراص الطبية المخدرة، بعد أن تأكد من هويته كاملة: اسمه وسنه ومقر سكناه واسم والديه.. ماذا تقول في المنسوب إليك؟ يجيب المتهم الذي أقر بأن لديه سوابق إجرامية مختلفة، بأنه بريء من التهم المنسوبة إليه، مع تراجعه عن جميع تصريحاته التي جاءت في محضر الاستماع إليه من قبل عناصر الضابطة القضائية، والذي رفض التوقيع عليه بدعوى أن محرر المحضر، رفض أن يتلو عليه مضامين التصريحات والأقوال المنسوبة إليه. واضطر رئيس الجلسة مرة أخرى إلى إعادة السؤال حول المحجوز من الأقراص الطبية المخدرة من نوع «ريفوتريل» التي تضمنها محضر الضابطة القضائية، ليظل المتهم ينفي أن تكون عناصر الشرطة قد حجزت لديه أي نوع من المخدرات، ما جعل القاضي يتساءل باستغراب عن مصدر المحجوز المتضمن في محضر الاستماع، وهو الأمر الذي لم يقدم بشأنه المتهم إجابة واضحة لهيأة المحكمة. واسترسالا في البحث في القضية، سأل القاضي المتهم عن هوية مجموعة من الأشخاص الذين صرح بأسمائهم خلال البحث التمهيدي الذي أجري معه من قبل الضابطة القضائية إلا أنه أنكر معرفته بهم أو أن يكون قد أدلى بهويتهم للشرطة. ومن أجل محاصرة المتهم انتقل القاضي إلى استفسار أحد المتهمين، الذي كان متابعا بدوره في حالة اعتقال على ذمة القضية ذاتها، عما إذا كان هو المزود الرئيسي للمتهم بمادة الأقراص الطبية المخدرة، إلا أنه أنكر بدوره جميع التهم المنسوبة إليه. ليطلب رئيس الجلسة من ممثل كتابة الضبط تدوين إنكار المتهم للتهم الموجهة إليه وتأجيل القضية إلى جلسة لاحقة حدد موعدها مع ضرورة توجيه الاستدعاء إلى أحد الشهود في القضية وإحضاره خلال الجلسة المقبلة من قبل القوة العمومية لإجراء مواجهة له مع أحد المتابعين في القضية لاستجلاء الحقيقة في القضية.لم تكن هذه هي القضية الوحيدة المتعلقة بقضايا الاتجار في المخدرات المعروضة على أنظار الهيأة خلال الخميس الماضي.. بل كانت هناك العديد من القضايا المماثلة من ضمنها قضية أحد المتهمين المتابعين في حالة اعتقال من أجل الاتجار في المخدرات خصوصا مادة الكيف الممزوجة بطابا. آش أسميتك؟ .. كانت هذه هي أول كلمة نطق بها رئيس الجلسة في وجه المتهم بعد مثوله في قفص الاتهام، أجاب المعني بالأمر على جميع الأسئلة المطروحة عليه بخصوص هويته الكاملة، وإن كانت لديه سوابق قضائية من قبل .. لينتقل القاضي إلى سؤال المتهم عن المنسوب إليه .. ليظل النفي والإنكار هما الطاغيان على أجوبته لهيأة المحكمة بخصوص اتجاره في المخدرات مع إقراره أمام الهيأة ذاتها بكمية المحجوز لديه من الكيف، موضحا أنه مدمن على استهلاك الكيف وأن الكمية المحجوزة لديه من قبل عناصر الشرطة، دأب على اقتناء مثيلتها بشكل أسبوعي، ومتراجعا عن تصريحاته المتضمنة في محضر الضابطة القضائية بخصوص شرائه لكميات من الكيف من قبل أحد الأشخاص، ذكر له القاضي هويته المدونة في محضر الاستماع من أجل إعادة ترويجها.دفاع المتهم ومن أجل دفع تهمة الاتجار في المخدرات عن موكله، طلب من رئيس الجلسة توجيه سؤال إلى المتهم، إن كانت عناصر الضابطة القضائية قد حجزت أي كمية من المخدرات خلال قيامها بعملية التفتيش لمنزله، وهو السؤال الذي أجاب عنه المعني بالأمر بالنفي.. وهي النقطة التي قادت الدفاع إلى طلب التخفيف في الحكم لموكله لظروفه الاجتماعية الصعبة.وتظل قضايا المخدرات من بين أكثر القضايا التي تشتغل عليها الأجهزة الأمنية بعاصمة الجهة الشرقية، نظرا لموقعها المحاذي للجارة الجزائرية، التي تتسرب منها باستمرار آلاف الأقراص الطبية المخدرة بالإضافة إلى قرب الجهة من منطقة الريف، التي تظل المصدر الرئيسي لمخدر الشيرا بالمغرب.وقد أظهر تحليل نوعي لطبيعة القضايا المسجلة من قبل مصالح ولاية أمن وجدة خلال أكتوبر الماضي، أن قضايا المخدرات تأتي في طليعة الجرائم المسجلة بمجموع 448 قضية، تتنوع بين الاتجار الدولي والوطني في المخدرات بمختلف أنواعها، والاتجار في الأقراص المهلوسة واستهلاك المخدرات.عزالدين لمريني (وجدة)

ابتدائية وجدة… طغيان قضايا الاتجار في المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المرشد القانوني : إعادة بيع عقار في طور التحفيظ من قبل البائع نفسه

سجناء يلجؤون للطرود لتهريب المخدرات والهواتف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات