سوس… “حلي باش تشرب”

استياء من الانقطاع المتكرر للماء ونسب ملء السدود تبلغ مستوى مقلقا أعاد الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب بأكادير، ملف الأمن المائي بجهة سوس ماسة إلى الواجهة، خاصة بعد استياء سكان أكادير وإنزكان وأيت ملول، غير أنه رغم انخفاض المخزون المائي على مستوى حقينة السدود الرئيسية المزوِدة لأكادير الكبير، فإن محطة تحلية مياه البحر «الدويرة» بإقليم اشتوكة مكنت من المساهمة في تأمين تزويد أكادير الكبير والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشرب، منذ بداية استغلالها في فبراير 2022. إعداد : عبد الجليل شاهي (أكادير) خلف الانقطاع المتكرر للماء بأكادير الكبير استياء العديد من المواطنين، بسبب أهمية هذه المادة الحيوية في الحياة اليومية، خاصة بعد إعلان الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات لأكادير، أن عملية التزود ستعرف اضطرابات في التوزيع تصل إلى حد الانقطاع بأبرز أحياء أكادير وإنزكان وأيت ملول، بسبب أشغال صيانة قنوات الماء الصالح للشرب. مياه بلون وطعم مختلفين عبر عدد من المواطنين عن غضبهم على عودة المياه إلى الصنابير بلون وطعم يصعب استعمالهما للشرب، علاوة على أن الماء يقطع بين الفينة والأخرى، فكان رد مسؤولي الوكالة أنها متخصصة في التوزيع، وأن الانقطاع يرجع إلى مشاكل في القنوات، التي تعمل الوكالة على تتبعها وصيانتها بشكل دوري، لتجاوز هذه الإنقطاعات. كما كشف أحد مسؤولي الوكالة، أن أكادير الكبير وجهة سوس ماسة، نجحتا في تجاوز مشكل ندرة المياه، واستطاعتا توظيف مياه البحر بعد تحليتها في ضمان الماء الصالح للشرب، عكس باقي جهات المغرب. وعقدت أشغال المجلس الإداري للوكالة المستقلة المتعددة الخدمات، نهاية الشهر الماضي، برئاسة سعيد امزازي، والي جهة سوس ماسة، بصفته رئيسا للوكالة المستقلة المتعددة الخدمات لأكادير، وناقش المجلس الدور الريادي الذي أنيط بالوكالة رافدا من روافد التنمية وكمرفق عمومي يسدي خدمات حيوية لها تأثير مباشر على الواقع المعيش اليومي للمواطنين، والتي تتمثل بالأساس في توفير الماء الصالح للشرب والسهر على عملية التطهير السائل، وأن هاتين الخدمتين تعتبران من بين المؤشرات الهامة التي تتدخل في تحديد مستوى تحقق التنمية البشرية، مما أصبح يستوجب أكثر من أي وقت مضى حتمية انخراط جميع المتدخلين لإيجاد بدائل حقيقية لمواكبة إكراهات تزايد السكان، ونمو الأنشطة الاقتصادية التنموية بالمنطقة، كما اعتبر المجلس الإداري للوكالة، اللقاء محطة مفصلية في مسارها، بالوقوف على سبل تنزيل المخطط الإستراتيجي لسنوات 2024-2028. تغازوت في خطر كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، في جوابه عن أسئلة شفوية بمجلس المستشارين، أخيرا، أن الجفاف يهدد منتجع تغازوت باي السياحي، الواقع شمال أكادير، مشيرا إلى أن الصيف المقبل ستعرف المنطقة إشكالا في ما يخص التزويد بالماء الصالح للشر،.مشيرا إلى أن الوزارة ستلجأ لاعتماد محطات متنقلة لتحلية مياه البحر بالمنطقة. واعتبر بركة، أن محطة تحلية المياه الدويرة باشتوكة أسهمت في عدم وجود ضغط على الماء الصالح للشرب بجهة سوس ماسة، لكن سد "أولوز" شهد تراجعا كبيرا، خاصة أنه توقف عن مد السكان بماء السقي منذ ثلاثة أسابيع، مضيفا أن ذلك أثار مشاكل لدى الفلاحين بالمنطقة. وأفاد بركة، أن الوزارة تعمل على تشغيل محطة سيدي إفني خلال الأسدس الأول من هذه السنة، قبل أن تشغل المحطة الثانية لتحلية مياه البحر باشتوكة أيت باها التي ستكون جاهزة خلال 2026، مشددا على أن هذه التدابير هي الكفيلة بتأمين جهة سوس ماسة على المستوى المائي. السدود... صمام أمان برمجت وكالة الحوض المائي لسوس- ماسة 7 سدود صغرى وتلية بمختلف الأحواض بمنطقة نفوذ الوكالة، من بينها سدان بإقليم تارودانت: سد "اخفمان" وسد "أسيف مقورن" بكلفة إجمالية تقدر بـ 71.30 مليون درهم خلال الفترة الأولية الممتدة بين 2024-2022، على أن تتم برمجة سدود إضافية للفترة 2024-2027، في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية المتعلقة بإشكالية الماء، وعملا بمقترحات مشروع المخطط التوجيهي المحين لتهيئة الموارد المائية بحوض سوس-ماسة. كما تمت برمجة إنجاز سد "لمداد" على مستوى واد لمداد بالجماعة الترابية سيدي واعزيز بكلفة تقدر بـ450 مليون درهم، وسعة حقينة تقدر بـ11 مليون متر مكعب خلال 2024. كما يتم إنجاز الدراسات التفصيلية لكل من سد "أورير" بالجماعة الترابية أولوز، وسد آخر بالجماعة الترابية تمالوكت. وأكدت وكالة الحوض المائي لسوس- ماسة أن إنجاز سد لمداد سيساهم في سقي حوالي 2000 هكتار تقريبا من الأراضي الفلاحية المجاورة للسد، التي يمتلكها الفلاحون الصغار الذين يزاولون الفلاحة المعيشية، وهو الشيء الذي سيؤدي إلى ارتفاع كمية المنتوجات الفلاحية السقوية وتحسين الوضعية الاجتماعية للفلاحين والرفع من مداخيلهم المالية. كما يعرف حوض سوس ماسة مواصلة إنجاز أشغال تعلية سد المختار السوسي بإقليم تارودانت لتبلغ سعته 281 مليون متر مكعب، لتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب وتحسين السقي بجهة سوس ماسة، وكذا إطلاق أشغال سد تامري بعمالة أكادير إداوتنان بسعة تخزين 204 مليون متر مكعب، الذي سيمكن من تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب وكذا توفير مياه السقي والحماية من الفيضانات، كما سيتم إنجاز سد سيدي يعقوب بإقليم تزنيت بسعة تخزين 2,14 مليون متر مكعب، والذي سيمكن من تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب وكذا توفير مياه السقي، كما تمت برمجة إنجاز 8 سدود صغيرة بمنطقة نفوذ وكالة حوض سوس ماسة، ضمن السدود المبرمجة للفترة 2022-2024. و يتم التركيز بجهة سوس- ماسة على تسريع عملية إنجاز السدود الكبرى والصغيرة والتلية، من أجل تعبئة جميع الإمكانيات المائية بكيفية اعتيادية، حيث تمت برمجة إنجاز عدد من السدود الصغرى بجهة سوس- ماسة، خلال الفترة الممتدة ما بين 2022-2024 ، إضافة إلى التوقيع على اتفاقية شراكة، تتعلق بتمويل وإنجاز هذه المنشآت المائية بغلاف مالي أولي يقدر بـ293.2 مليون درهم، مما سيمكن من تعبئة 23 مليون متر مكعب. عجز مائي كبير بسدود لم تبلغ نسبة ملء السدود الثمانية المزودة لسوس بالماء الصالح للشرب ومياه الري المخصصة للأغراض الفلاحية بسهل سوس، سوى 11,31 في المائة، إلى غاية الخميس 4 يناير الجاري، بحجم 82.71 مليون متر مكعب. وتكشف هذه النسبة كمية العجز الكبير الذي تعانيه مدن أكادير الكبير من الماء الصالح للشرب، الأمر الذي جعل الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات، المدبرة لتوزيع الماء الشروب، تقوم باتخاذ قرارات التزود بالماء بالتناوب، بين السدود ومحطة تحلية مياه البحر، مما يسبب بعض الانقطاعات والتغييرات على مستوى الماء الصالح للشرب في اللون والطعم. ورغم التساقطات المطرية التي همت أخيرا المنطقة، إلا أن كميتها كانت ضعيفة جدا، ولم يكن لها أي انعكاس على السدود الثمانية بالجهة، حيث إن واردات هذه الأخيرة لم تستقطب كميات كبيرة من شأنها أن تنعش حقينات تلك السدود. واستنادا إلى معطيات رسمية لوكالة الحوض المائي لسوس ماسة، فإن أغلب السدود المزودة للمنطقة بالماء الشروب ومياه السقي تبلغ كميات المياه الموجودة بها أقل بكثير من نصف حقينتها. وحسب المديرية العامة لهندسة المياه، فإن نسبة ملء سد المختار السوسي تصل إلى 23,61 في المائة، ذلك أن حجمه الحالي يصل إلى 9,39 ملايين متر مكعب، فيما بلغت حقينة سد أولوز 13,64 مليون متر مكعب، بنسبة ملء 15,34 في المائة، أما سد مولاي عبد الله فقد بلغت حقينته 13,50 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 14,91 في المائة. وبالنسبة إلى سد عبد المومن لا تتجاوز كميات مياهه 10.06 ملايين متر مكعب، بنسبة ملء تبلغ 5,07 في المائة، فيما سد الدخيلة بلغ حجمه المائي 0.13مليون متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 57,02 في المائة، فيما سد «إمي الخنك» فقد بلغ حجمه الحالي 3.28 ملايين متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 33.63 في المائة. أما حقينة مياه سد «أهل سوس» فتصل إلى 1.52مليون متر مكعب حاليا، بنسبة ملء تصل إلى 32.63في المائة، في حين أن نسبة ملء سد «يوسف بن تاشفين» لا تتجاوز 10,43 في المائة، بحجم مائي يبلغ 31.18 مليون متر مكعب، وتكشف هذه الأرقام بشكل بارز نسبة الخصاص الكبير الذي تعرفه حقينات السدود الموجودة بجهة سوس ماسة. مياه الأطلسي هي الحل مكنت محطة معالجة مياه البحر "الدويرة" بجماعة إنشادن باشتوكة أيت باها، أحد أكبر المشاريع المهيكلة بالمغرب وبمنطقة المتوسط وإفريقيا، من تأمين تزويد أكادير الكبير والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشّرب لفائدة سكان يقدرون بـ 1.6 مليون نسمة عبر اللجوء لتقنية تحلية مياه البحر لمواجهة الخصاص في التزود بالماء الشروب بالمنطقة وللحد من الضغط المتزايد على الموارد المائية الجوفية. والهدف هو تحسين تدبير الموارد المائية السطحية، إلى جانب توفير مياه السقي لري 15 ألف هكتار من البواكر لفائدة 1500 فلاح في سهل اشتوكة، وهو ثمرة تضافر جهود وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمكتب الوطني للماء والكهرباء. وبلغة الأرقام، فإن الطاقة الإنتاجية لمحطة تحلية مياه البحر "الدويرة" تبلغ 275 ألف متر مكعب في اليوم في المرحلة الأولى (150 ألف متر مكعب في اليوم للماء الشروب و125 ألف متر مكعب في اليوم لمياه السقي)، على أن ترتفع إلى 400 ألف متر مكعب في اليوم في المرحلة النهائية موزعة بالتساوي بين الماء الصالح للشرب ومياه السقي. ومكن المشروع من تفادي ضياع 9 ملايير درهم من القيمة المضافة، وخسارة رأس مال يقدر بـ 3 ملايير درهم . كما سيمكن من إحداث مليون يوم عمل في السنة. كما يوفر هذا المشروع المهيكل والمبتكر، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، لأجل ترشيد تكاليف الإنتاج، والأول من نوعه في مجال الجمع بين إنتاج الماء الصالح للشرب ومياه السقي، سعة تبلغ في مرحلة أولى 275 ألف متر مكعب في اليوم، منها 150 ألف متر مكعب في اليوم موجه للماء الشروب، إذ يستفيد ما يناهز مليونا و600 ألف نسمة من الماء الشروب في جهة أكادير الكبير، ويعمل على تطوير الاقتصاد الفلاحي وكل ما يتعلق بإشكالية الري. وأمام تحدي خفض كلفة الإنتاج، اشتغل مسؤولو المكتب الوطني للماء الصالح للشرب على ثلاثة محاور لتقليص تكلفة الإنتاج. يتعلق الأول منها باللجوء إلى أحدث التكنولوجيات لتقليص التكلفة الطاقية للإنتاج، والتي يتم تطويرها عن طريق نظام يحدث تأثيرا إيجابيا على كلفة إنتاج المتر المكعب ويقلصها بنحو 43 في المائة. أما المحور الثاني فيهم ربط محطة تحلية المياه بحظيرة للطاقة الريحية، على اعتبار أن المغرب لديه إمكانات طاقية قوية وهو أحد البلدان القلائل التي تنتج الطاقة، انطلاقا من الرياح بتكلفة منخفضة. وبخصوص المحور الثالث، فيتعلق بنقل المياه المحلاة، انطلاقا من محطة تحلية المياه نحو شبكة التوزيع الخاصة بأكادير الكبير، حيث يستفيد الموقع الجغرافي للجهة من تعبئة قوة الجذب وتجنب استعمال الطاقة الكهربائية في هذا النقل، ما يسمح بخفض تكلفة إنتاج المتر المكعب. ويشمل المشروع بناء مأخذين في البحر وقناتين لجلب المياه المالحة بطول 100 1 متر لكل واحدة منهما، وقناة لصرف المياه المركزة بطول 700 متر، ومحطة لتحلية مياه البحر، بالإضافة إلى البنيات التحتية للري الزراعي، والتي تضم صهاريج لتخزين مياه الري ومياه الشرب و5 محطات للضخ وقناة رئيسية طولها 18,4 كيلومترا وشبكة للتوزيع بطول 480 كيلومترا. وتبلغ السعة الأولية لمحطة تحلية المياه 000 275 متر مكعب في اليوم، منها 000 125 متر مكعب في اليوم للسقي والباقي لمياه الشرب. وسترتفع قدرة المحطة تباعا لتصل سعتها النهائية إلى 000 400 متر مكعب في اليوم، عند ذلك ستصل الكمية المخصصة للسقي إلى 200ألف متر مكعب في اليوم، وتستعمل المحطة تكنولوجيا التناضح العكسي، فيما تصل قوة الطاقة الكهربائية المنشأة في إطار المشروع 68 "ميغاواط". يشار إلى أن كلفة هذا المشروع الإستراتيجي تصل إلى 4٫48 ملايير درهم، منها 2.7 مليار درهم في الشق المتعلق بالماء الشروب، تم استعمال تقنيات حديثة تمثلت على الخصوص في إنجاز مأخذ ماء البحر، الذي يتكون من قناتين بقطر 2400 ملمتر تم وضعهما تحت قاع البحر بطول 1100 متر لكل قناة وفي تقنية التناضح العكسي مع نظام لترشيد الطاقة، مما يسمح بالرفع من كفاءة المنشآت وخفض كلفة الإنتاج، بهدف الحفاظ على الفرشة المائية لشتوكة، المهددة بالتوغل البحري، وتأمين الري في هذه المنطقة عن طريق تحلية مياه البحر، بدلا من استعمال المياه الجوفية وتأمين تزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب، وفي الآن نفسه الحفاظ على النشاط الفلاحي بجهة سوس ماسة.

سوس… “حلي باش تشرب”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأجيل‭ "‬السميك‭" ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬إلى‭ ‬غشت

‭"‬الجرانولا‭"... ‬غذاء‭ ‬ودواء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات